| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 13/1/ 2011

     

خسارة بطعم السم من ايران!

خضير الاندلسي

لم تعُد كرة القدم مجرد طقس رياضي فحسب وإنما صوت الشعوب في كل مكان, فهي محطات حية وسهلة توصل الاوطان ببعضها. فاذا كان الإستثمار الخارجي او الهيبة الدولية ,عسكرية كانت ام اقتصادية ام الكرنفالات الثقافية, ادوات تحتكرها الدول المتسلطة ذات الاقتصادات الرأسمالية العظمى على حساب اخرى ,فان كرة القدم لا تعرف للتسلط شيئا , وانما الأداء في الملعب هو من يحدد الأقوى والأضعف.

انتظرت على أحر من الجمر مباراة العراق وإيران (كأس اسيا. الدوحة 2011) منذ ايام وقررت تخصيص اربعة ساعات استثنائية لها على حساب وقت التحضير للإمتحانات النصفية فهي على ابواب, ساعتان لمشاهدة المباراة واثنتان خصصتهما للاحتفال بالفوز بعدها . كنتُ واثق من فوزنا على إيران على الرغم من الاقوال التي تحدثت عن قوة الخصم ,لكني بددتها بإندفاع الاداء والغيرة الحماسية التي ينفرد بها لاعبونا دون غيرهم.

ابتدأت المباراة وتقدم العراق بهدف شجاع عن طريق المهاجم المتألق يونس محمود بعد تحويلة زميله عماد محمد وسيطر اسود الرافدين على مجريات اللعب ولكن شاءت الاقدار ان يتراجع مستواهم بعد ضمان نتيجة غير مطمئنة سهّلت مهمة الإيرانيين في التقدم على بطل اسيا (2007. جاكارتا) قالبة كل الموازين والاراء التي رجحت فوزنا وقاضية بالوقت نفسه على امانينا بالتغلب.

انتهت المباراة وقد تأثرت,حال غيري, كثيرا بالنتيجة وحاولت مرارا العودة الى اجواء الدراسة الطبيعية لكني وجدت نفسي عاجزا عن مواصلة المذاكرة , فما كان مني الا ان اذهب الى السرير عقب انتهاء المباراة بنصف ساعة وغصتُ في نوم مُتلكئ قبل ان تيقضني احلام مرعبة ابرزها انفجار مفخخة وسط بغداد بعد الفوز الايراني وجثث الضحايا تملىء الشوارع بدماء حمراء كقمصان ايران الرياضية ,التي لُطخ بها بياض اسود الرافدين!

سعيت جاهدا وراء هذه الاحلام معاودة الغفيان لكني لم انجح , فاستيقظت وبعد ان لامس الماء وجهي لم يعد للنوم حديث يذكر, ذهبت الى مكتبة القسم الداخلي ,حيث اسكن, وسط تعجب العاملين في قسم الاستعلامات حول استيقاضي المبكر( الساعة الواحدة صباحا) ,فما كان ردي الا الرغبة في المطالعة والارق الشديد الذي صاحبني وقتها.

اخذت افكر بالاهتمام الذي آليته لهذه المباراة ,كغيري, وعن صدمة الخسارة التي أنتجت هذه الحسرات وآلالام فلم اجد مبررا لتفسيرها سوى الرغبة في الفوز للتأكيد على مسائل عدة ابرزها هو ان العراق ليس تابع لإيران وانما شعب يحترم الجيرة ويرفض التدخل بكل اشكاله , كما ان التغلب على ايران لو جاء لكان بمثابة الرد السلمي على إحتلال ابار الفكة او فتح مياه البزل المالحة امام شط العرب اوالتدخل السافر لتصدير الثورة الاسلامية الينا وسط صمت بعض الاطراف الحكومية! هذا بالإضافة لكبت بعض الاراء العربية التي تتهم العراقيين بالوقوف مع ايران تصل, احيانا, حد العمالة في وقت نعاني من عزلة عربية بداعي مساندة الولايات المتحدة!

ان الخسارة مع ايران جرعتها كالسم ,خصوصا بعد تصريح اللاعب الايراني مسعود شجاعي القائل بأن الحقد تجاه العراق جعل المباراة اكثر حساسية, ولكن اثنيت على المستوى الجيد, ولا نقول الممتاز, الذي قدمه لاعبو العراق. الامنيات لا تزال موجودة في تخطي الدور الاول بسلام كما ان حظوظنا بالفوز في المباراتين القادمتين ايضا قائمة ان استفدنا من الاخطاء القاتلة والعيوب الفردية من اجل تجسيد صورة حية لابناء شعبنا المسالم الجريح في ملاعب الدوحة.



 

free web counter

 

أرشيف المقالات