الأربعاء 13/1/ 2010

حي المهيدية في الناصرية ... مواطنون فقراء ... إحياء تحت خط الخدمات علي صاحب / مالك حسون مدينة الناصرية لا تختلف عن سائر مدن العراق ... فخارطتها لا تخلو أيضا ، من إحياء سكنية تعبر ملامحها الاقتصادية والاجتماعية والخدمية ، عن مستوى اهتمام السلطات المحلية بحاجات المواطنين دون تميز ، ومدى هذه السلطات على صياغة مستقبل أفضل يؤمن شروط الحياة الكريمة للجميع ... تشكلت هذه الإحياء بعد الانعطافة التاريخية التي حدثت في نيسان 2003 ، والإطاحة بالنظام الديكتاتوري المقبور الذي تراكمت في عهده وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود ،معاناة الناس وشملت الأزمان كل مظاهر الحياة ، رافق ذلك ممارسته قمع كل محاولات التعبير عن الالآم والمطالبة بعوامل الحياة الإنسانية اللائقة . لذا تفجرت هذه الأزمات بعد التغير ، ومنها أزمة السكن وارتفاع إيجار العقار الذي لا يقوى عليه المواطن الذي لا يكاد يسد رمق عائلته بيوم عمل طويل ومرهق للغاية ،وتجلت حلول المواطنين ، التي لا بديل لها ، في البناء العشـــــــــــــــــــــــــــوائي - الذي لا يحسد عليه – وعلى ارض تعود ملكيتها للدولة .. وأطلقت على هذه الإحياء أسماء تدل على الفقر المدقع لسكانها .. والأمم الأكثر شيوعا هو ( إحياء الحواسم ) . لكن التعلق بالحياة أقوى من الاكتراث بهذه التسميات أو آية إجراءات قانونية جائرة لا تحترم حق الحياة ! .. حي ( المهيدية ) احد هذه الإحياء الذي يسكنه ما يقارب أربعة ألاف مواطن ومواطنة ،ويمتد من الضفة اليمنى لنهر الفرات إلى حي الشموخ .. توجهت إليه ( طريق الشعب ) للوقوف على أحوال الناس فيه ، وصدى الشعارات التي تزخر بها المدينة وتتشدق بها بعض الأفواه في مواسم ( حوسمة ) الأصوات قانونيا .. ورغم الحرج من طرح التساؤلات على المواطنين ، خشية إن يبادرنا احدهم بالقول ( إن عيونكم ترى ،وعدستكم توثق ) لكننا ندرك جيدا بأن صوت المواطن نفسه أمضى من أي صوت أخر في انتزاع الحقوق ! . المواطن ( سيد حسين - خريج كلية الزراعة ) ، كاسب :- ان الحي يفتقد الى جميع الخدمات فالماء ، لا حاجة للمختبرات لمعرفة صلاحيته للاستهلاك البشري ، فبسبب تقادم الأنابيب ومرورها في المستنقعات الأسنة أصبحت رائحته كريهة جدا وأحيانا ترى الديدان واضحة فيه .. إما بخصوص الكهرباء فبعد مراجعات عديدة استمرت سنوات والمطالبة بمحولة للمنطقة ، وبشق الأنفس حصلنا على أسلاك فقط !! المواطن ( الحاج ... ) نتيجة الماء الملوث والمياه الأسنة والنفايات انتشرت الإمراض ،خاصة ، الإمراض الجلدية والربو بين الأطفال ... نحن بحاجة إلى مركز صحي ، فالمواطن الفقير ليس بإمكانه مراجعة العيادات الخاصة أو دفع أجرة نقل المريض إلى المراكز الصحية في الإحياء الأخرى .. المواطن ( خميس حميد مطر - معاق ) :- لم أتلمس رعاية واهتمام من أية جهة كانت وكما ترى فأهل الحي فقراء يعيشون بدون خدمات !! . المواطن ..... : نسبة العاطلين عالية جدا بين الشباب نادرا ما تجد موظف أو شرطي من سكنه الحي ... توجد بناية مدرسة بدوام مزدوج لا كثر من 1000 تلميذ وتلميذة الصفوف مزدحمة فكيف يمكن الوقاية من الإمراض ؟ . المواطن سوادي ألعتابي كاسب : عملنا لا يسد الرمق .. الحياة صعبة ... البطاقة التموينية لا تسد احتياجات المواطن ولم تصل مفرداتها بانتظام ولم تصلنا الحصة المقررة من النفط والغاز . المواطن عبد الأمير ناهي خريج معهد التكنولوجيا عاطل عن العمل : الوحدات السكنية التي يجري العمل على انجاز بنائها يفترض هي الحل لنا لكننا لا نعتقد بان احد من أهل الحي سيحصل على مكان فيها أنها لغيرنا !! سمعنا الكثير من الوعود لكنها حبر على ورق !! المواطن كاظم نعيم الجابري عامل بناء : همي الوحيد هو الحصول على قطعة ارض ولا اسمع كلمة ( حواسم ) حينها اعتبر نفسي عراقي !!!! المواطن أبو خالد متقاعد : إلى أين نرحل ؟ لازلنا قلقين من التهديد بالإخلاء لذا نطالب بإيجاد بديل قبل اتخاذ إجراء بالإخلاء ؟؟!. نعتقد إن هذه الظاهرة الإنسانية تفرض على أصحاب القرار وضع برامج مدروسة تتضافر فيها كل الجهود من اجل توفير كل أسباب خلق بيئة اجتماعية مستقرة وسليمة تليق بأبناء شعبنا وتتناسب مع كل الدعوات التي تطلقها القوى المتنفذه لإنصاف المظلوم وتحقيق العدل والمساواة .