الأثنين 13/12/ 2011

حرية الفكر"المدون السعودي مثالا"! خضير الاندلسي اعتقلت السلطات الماليزية شابا سعوديا اتُهم بالاساءة المتعمدة بعدما دوّن على صفحته الشخصية خطابا قصيرا وجهه الى النبي محمد جاء فيه "أحببت فيك أشياء ، وكرهت أشياء أخرى فيك ، ولا يزال هناك الكثير في شأنك بحاجة إلى تفسير، لن أدعو لك". وبعد تربص ماكتبه سارع رجال دين سعوديون الى المطالبة بتنفيذ حكم الاعدام به ,تحركت سلطات الامن الماليزية على اثرها بمساعدة الشرطة الدولية "الانتروبول" وألقت القبض عليه بعدما حاول الهرب الى خارج البلاد.  المدون السعودي جمعة كشغري والبالغ من العمر 23 عاما اعتذر امام الناس علانية عن ماكتبه وهذا ان دلّ على شيء فانما يدل على الخوف والترهيب الذي تعرض لهما طيلة الايام القليلة الماضية, فطُعن باهله وهُدد بالقتل وأُعتبر كافرا ليس لكونه مجرما قاتلا او حاكما طاغيا او لصا محترفا بل انسانا طبيعيا ادلى بما يجول في خاطره من افكار ترجمها الى واقعنا المرير والذي اصبحت حدوده ضيقة للغاية ,فالدولة ذات الايدليوجية الواحدة اخذت تتدخل في كل شيء, ملبسك ,وطعامك,ومأواك ,وافكارك, كل شيء حتى طريقة مضاجعتك زوجتك!. والسؤال هنا: اين تكمن حرية الانسان واستقلالية فكره؟ لقد امسى افراد مجتمعاتنا كائنات غير متجددة تُقلد مابدأه الاولون دون اضافة جديد اليه, فلا خير في امة تُعيد ماصنعه ابائها دون تطويره بما يلازم الظرف المُعاش, يقول المفكر سلامة موسى بان تهور الجماهير وتعصبها لايمكن ان يعزى الى الدين, لان الدين يحتاج الى ثقافة لاتصل اليها الجماهير والتي تتاثر باعتبارات عديدة,الدين واحدة منها فقط. ويعلل كره الفرنسيون لليهود ليس لكونهم على دين اخر بل لاعتبارات كثيرة تقف التجارة في مقدمتها. وهذا يشرح لنا التشهير الذي لحق بعائلة كشغري واقاربه من قبل عامة الجماهير دون واعز ضميري وهم يظهرون تعاليمهم الدينية (لاعتبارات كثيرة ابرزها سياسية) كما لو انها رذائل لاتعرف للفضيلة شيئا. الاستفسار الذي يطرح نفسه في موضعنا هنا : من وّكل هذه الجماهير لتتحدث باسم النبي ومن اعطاءها حق المطالبة باعدام كشغري؟ اذا كانت سيرة النبي محمد بن عبد الله تدعو الى قتل من يعارضنا فهذا دين اجرام, اما اذا كان العكس (وهو الاكثر منطقية) فأعطوا العامة حق النقاش حتى وان اختلفوا معكم كي ننمي لدينا ثقافة الحوار والتسامح التي دعا اليها الاسلام. ان المجتمع الاسلامي المُعاصر أصيب بداء التعصب الديني لذا امسى سلوكه مظهر لا جوهر, فتفتشي السرقة والزنا والفساد....الخ مقابل تنامي الدفاع الظاهري عن قيم الاسلام وتعاليمه احدى اثاره الوخيمة. فاذا كان خطاب جمعة كشغري للنبي محمد يهدده اليوم بالموت فماذا عن المصير الذي سيواجهه ابو العلاء المعري اليوم لو انشد ابياته ادناه والتي مضى على كتبها اكثر 1000 سنة وفيها يحاور الله:, انهيت عن قتل النفوس تعمدا     وبعثت تأخذها مع الملكين وزعمت ان لها معادا ثانيا       ما كان اغناها عن الحالتين. ان سماحة الناس بالامس قد انصتت للاخرين فتقدموا بينما كراهية اليوم اضطهدتهم فنحدروا. ولله في خلقه شؤون!