| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

           الخميس 13 / 6 / 2013      

 

مؤتمر "المقاومة وبدائل العمل" للحزب الشيوعي الفنلندي
قيادة جديدة هي الاكثر شبابا في البلاد !

مروان مصطفى - هلسنكي

في مدينة فانتا ، من ضواحي العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، ولليومين 8 ـ 9 حزيران الجاري ، وتحت شعار "المقاومة وبدائل العمل" عقد الحزب الشيوعي الفنلندي مؤتمره الدوري، الذي يعقد كل ثلاث سنوات، وبمساهمة 200 مندوبا ، يمثلون 120 منظمة اساسية تنتشر في 14 مقاطعة من البلاد، وبحضور ممثلين لتسعة احزاب شيوعية ويسارية ، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، بمشاركة ممثل الحزب في فنلندا الرفيق يوسف ابو الفوز، وتلقى المؤتمر برقيات ورسائل تهنئة من العديد من الاحزاب الشيوعية واليسارية من مختلف دول العالم ، ومنها رسالة تهنئة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي التي قوبلت بالتصفيق الحار عند قراءتها.

وتم اقرار شرعية المؤتمر وانتخاب هيئة الرئاسة وبقية اللجان العاملة، وتم تشكيل واقرار مقرري لجان ورش العمل المقترحة، التي ناقشت خلال اليوم الاول للمؤتمر بجلسات خاصة بالمندوبين، التقرير السياسي للجنة المركزية، الذي قدمه في اولى جلسات المؤتمر، رئيس الحزب الرفيق اوريو هاكنين، والذي اكد على ان حزبا شيوعيا اقوى يمنح الناس الثقة بالحصول على حقوقهم ، وان الاهتمام المتزايد بسياسة ودور الحزب تعيد للاذهان دائما السؤال اللليني : مالعمل ؟

كما ناقشت الورش وثيقة بعنوان" الاتجاه الجديد في اصلاحات الحكم المحلي" اشارت الى ان مهمة الشيوعيين ان يكونوا صوت المواطن في النضال ضد سياسة الحكومة اليمينية خصوصا في خفض الإنفاق الاجتماعي وتدمير الجدمات الاجتماعية، وخصخصة العديد من الشركات المملوكة للدولة، وفي اليوم الثاني ناقشت ورش العمل وثيقة " المقاومة وبدائل العمل" حيث انتقدت سياسة الحكومة اليمينية والنتائج المترتبة عنها لافقار المواطن وارتفاع نسبة البطالة ، وانتقدت اشتراك حزب اليسار وحزب الخضر في حكومة يقودها اليمين ادت سياستها الى توريط اقتصاد فنلندا بالازمة الاقتصادية الاوربية التي هي الاعمق في تاريخ الاتحاد الأوروبي، وخفض الضرائب عن كبار رجال الاعمال وتوثيق العلاقات مع حلف الناتو بشكل يخالف الوعود المقدمة خلال الانتخابات مما شكل خيبة امل للناخبين والشعب ، ودعت الوثيقة حزب الخضر واتحاد اليسار والاشتراكي الديمقراطي الى الافتراق عن سياسة حزب اليمين المحافظ والتعاون والتحالف في حلف احمر ـ اخضر في الانتخابات البرلمانية لعام 2015، يحقق للناس مطالبهم الاساسية ويحمي التجربة الديمقراطية للبلاد.

واعلن الحزب الشيوعي الفنلندي ان حملته الانتخابية للانتخابات البرلمانية القادمة بدأت مع انعقاد اعمال المؤتمر وان الحزب سيعمل جاهدا لتحقيق اوسع تحالف يساري ديمقراطي لقطع الطريق امام احزاب اليمين .

رسالة الحزب الشيوعي العراقي الى المؤتمر حملت تحيات اللجنة المركزية الى رفاق الحزب الشيوعي الفنلندي ، والتمنيات بنجاح اعمال المؤتمر، واعربت عن الامتنان للتضامن الاممي للشيوعيين الفنلندين مع الشيوعيين العراقيين، والحركة الديمقراطية والشعب العراقي .

واشارت الرسالة الى الانتفاضات الجماهيرية في منطقة الشرق الاوسط لم تكن بمعزل عن الازمات الناجمة عن سياسات الانفتاح الاقتصادية والليبرالية الجديدة وتسيير الاقتصاد وفقا لوصفات صندوق النقد الدولي و البنك الدولي، التي انتجت ظواهر استقطاب الثروة، وتهميش الملايين من الناس، وانتشار البطالة وتدهور الأحوال المعيشية. وبينت الرسالة ان العراق في الاونة الاخيرة يشهد حلقة جديدة من الازمة السياسية تهدد السلم الاهلي واشارت الى تحذير الحزب من خطر انزلاق البلاد مرة اخرى الى صراع طائفي ودعوة الحزب إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل القوى الديمقراطية والمبادرات الشعبية لحماية الوحدة الوطنية في العراق.

واكدت الرسالة على مواصلة الحزب لنشاطه من اجل تعزيز دور التيار الديمقراطي في النضال من اجل مستقبل العراق ، واعتقاد الحزب بأن التغلب على أزمة نظام تقاسم السلطة الطائفي لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق تغيير التوازن السياسي للقوى في المجتمع، لصالح مؤيدي الخط الوطني الديمقراطي الذي يدعو إلى إقامة دولة مدنية ديمقراطية على أساس من مبدأ المواطنة والحريات والعدالة الاجتماعية.

وفي ختام الرسالة عرضت تطلع الحزب الى تعزيز وتطوير العلاقات الأممية بين الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الفنلندي، في الكفاح المشترك من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، والاشتراكية.

وعلى هامش اعمال المؤتمر قام ممثل الحزب الشيوعي العراقي ، باللقاء مع وفود الاحزاب الشيوعية الضيوف للحديث عن ظروف عمل الحزب ومساهمته الاخيرة في انتخابات مجالس المحافظات ، جنبا إلى جنب مع قوى التيار الديمقراطي، التي اسفرت عن فوز التحالف المدني الديمقراطي بعشرة مقاعد في 8 محافظات ، وبين انه رغم كون هذا النجاح يبدو متواضعا ولكنه ذا مغزى سياسي كبير يوفر أساسا جيدا لتطوير ائتلاف مدني ديمقراطي واسع لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2014.

وقام ممثل الحزب بتوزيع ملف ضم بعض الوثائق والتقارير الصادرة عن الحزب، ومن الوفود التي تم اللقاء بها الحزب الشيوعي الالماني، الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا ، الحزب الشيوعي الروسي ، حزب اليسار الاوربي، الحزب الشيوعي الدانماركي ، السفير الكوبي في هلسنكي ، البوليساريو ، الحزب الشيوعي الايراني ، واضافة الى ممثلي العديد من منظمات المجتمع المدني الفنلندية التي ساهمت في اعمال المؤتمر .

وفي اخر جلسات المؤتمر ، تم التصويت واقرار الوثائق المقدمة للمناقشة بعد اجراء بعض التعديلات، ويذكر ان تعديلات اجريت على النظام الداخلي منها اقرار وجود ثلاث نواب لرئيس الحزب . واذ تطرق التقرير السياسي الى ضرورة تجديد قيادة الحزب وفسح المجال لاجيال جديدة لتأخذ مسؤولية قيادة الحزب على جميع المستويات ولتجلب افكارا جديدة وطرق عمل جديدة تحقق للحزب اتصالا اوسع مع الناس ، فأن العديد من مناضلي الحزب العريقين ومن الاسماء المعروفة تأريخيا اعلنوا انهم سيمتنعون عن الترشيح للمناصب القيادية ولكنهم لن يتركوا العمل في صفوف الحزب ، وهكذا قوبل بالتصفيق الحار تصريح الرفيق اوريو هاكنين الذي قاد الحزب كرئيس لاكثر من دورة .

وتم انتخاب اللجنة المركزية الجديدة التي جاءت من 39 عضوا اساسيا ، و11 مرشحا ، وكانت الاعمار بين 22 ـ 65 ، وكان هناك 19 عضوا ينتخبون لاول مرة. وعقدت اللجنة المركزية الجديدة اجتماعها الاول وانتخبت وبالاغلبية الفنان الموسيقي يوها ـ بيكا فايسانين (47عاما) رئيسا للحزب وهو معروف على نطاق واسع كأحد المناضلين في مجال حقوق الانسان وشغل في الدورة السابقة موقع سكرتير الحزب، وانتخبت اللجنة المركزية الطالب الجامعي هيكي كوتوهاريو (24عاما) سكرتيرا للحزب ، وكان يشغل في السابق سكرتير اتحاد الشبيبة الشيوعي ، اضافة لانتخاب نواب الرئيس واعضاء المكتب السياسي .

واعتلى الرفيق يوها ـ بيكا فايسانين منصة المؤتمر ليهنأ بنجاح اعمال المؤتمر ويشكر الضيوف ، واشاد بنضالات العديد من الرفاق في مقدمتهم الرفيق أوريو هاكنين ، وانهى المؤتمر اعماله بنشيد الاممية الذي علا بكل اللغات من الحاضرين . وقد حظي المؤتمر بأهتمام أعلامي حتى من قبل صحافة احزاب اليمين حيث نشرت تقارير مفصلة عن القيادة الجديدة ونشاطاتها ، وحاولت بعضها التشكيك بقدرات الشباب لقيادة الحزب في المرحلة القادمة ، لكونها القيادة الاكثر شبابا في الحياة السياسية وفي تأريخ الحزب الشيوعي الفنلندي .

يذكر ان الحزب الشيوعي الفنلندي تأسس في التاسع والعشرونِ من آب 1918، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي تعرض الحزب للانشقاق والتشرذم ، وتم اعادة التاسيس في شباط 1997 ، وتشير وئائقه الى ان عدد اعضاءه يبلفون 2500 عضوا ، وله انصار بين صفوف الشبيبة والطلبة واتحاد العمال ، وفي الانتخابات البلدية الاخيرة 2012 فاز بعشرة مقاعد في المجالس المحلية والمدن ، ومنها العاصمة ، هلسنكي ، حيث يحتل رئيس الحزب الحالي مقعدا في مجلس العاصمة، والمعروف ان مجلس العاصمة يتمتع بصلاحيات واسعة ونفوذ كبير. وتصدر عن الحزب جريدة اسبوعية تلاقي اقبالا جيدا . يذكر ان فنلندا نفوسها 5.4 مليون نسمة ، منهم 93% فنلنديين و6% سويدين و 0,03% ساميين .

ممثل الحزب الشيوعي العراقي مع رئيس الحزب الشيوعي الفنلندي المنتخب
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات