| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 13/8/ 2009



الشيوعيون بناة العراق الجديد!

علي السـالم

تتواصل وبتكرار ممل حد القرف، حملات التشويه والتحريض والأساءات لمن زهى بهم العراق من خيرة أبنائه، ربما توازياً مع أنهار الدم التي لم يبخل بها الشيوعيون العراقيون، كي يبقى وطنهم حراً وينعم ناسه بالسعادة والكرامة، وربما كردٍ هستيري من القتلة على صمود هؤلاء المناضلين وعلى فشل جميع مشاريع تصفيتهم ومساعي إنهائهم.

والغريب أن يكون لهذه الحملات المسعورة والخائبة، والتي أخذت أشكالا مختلفة وعناوين شتى، طابعاً موسمياً، فما أن ينعق غراب هنا حتى يجيبه شبيه له من أيتام الظُلمة والظَلمة، القابضين على دراهم الأسياد والنافخين في أبواق الأرهاب، في دورة عبثية أتعبت وستتعب أصحابها دون أن ينال الشيوعيين منها شيء.

فها هم الشيوعيون رغم كل شيء اكثر قدرة على تجاوز المحن، فخورون بتسمية العراقيين لهم بالوطنيين وبالمخلصين وبذوي الأيادي البيضاء. وها هي هويتهم، المنقاة من دنس التعصب القومي والديني والطائفي، تغدو أبرز تعبيرعن الهوية العراقية الحقة، والنسيج الحي الضامن لمكونات الشعب والمدافع عن المساواة فيما بينها. وها هو مشروعهم الوطني الديمقراطي نبع يروي العراقيين من الظمأ للحرية والأستقلال والسيادة، من الظمأ للعدالة الاجتماعية، لحرية الأنتماء، لدولة القانون وحقوق الإنسان. وها هم يتحسسون في كل مرفق من مرافق الحياة، وفي كل بقعة من تراب الوطن الطاهر، سبيل خلاص الناس من المتاهة. وها هم يقفون في كل مكان بحزم وقوة كي لا تنمو الفاشية ثانية كفطر سام يسرق بسمة الأمان من عيون أطفالنا.. ها هم الشيوعيون في الصميم من كل جهد أصيل كي يتبدد ظلام الجهالة والعنف ويشرق فجر الحداثة و السلام، كي تقتلع جذور الفساد وتسود النفوس روح المصالحة وترفرف راية الديمقراطية على الجميع، وكي تبقى الكلمة الفصل للحكمة ولا يستوطن الخبل روح البلاد والعباد.
ها هم الشيوعيون يتصدرون بدمهم وعرقهم، إخوتهم بناة العراق الجديد، مؤسسين بجهودهم المخلصة للتوازن والتوافق، ومانحين المقاومة في زمان النكوص ما يعوزها من جذوة الفعل الصادق. ها هم يستكملون مهمتهم التاريخية في الدفاع عن الثقافة الوطنية الأصيلة وعن حرية الأبداع بوجه طواطم الأرهاب وشقاة التعصب والشوفينية ودعاة الخراب. ها هم يحملون للبيوت الفقيرة الفرح ولليتامى والثكالى والأرامل الأمل، فيحجزون أماكنهم في القلوب لا في المكاتب. ها هم يتعلمون ويعلمون احترام وتقديس العمل والنظام والأيثار. ها هم يضربون المثل في احترام إرادة الناس والتبادل السلمي للسلطة والتعامل الصادق مع القوى الوطنية، بعيداً عن الإنعزالية والجمود والأقصاء.

ولكن ! هل ثمة سر في قدرة الشيوعيين على إداء هذا الدور الوطني الأصيل؟ الأمر يسير تماماً، فقد تمكنوا من ذلك:
لأنهم رفضوا الحرب كوسيلة للخلاص من الدكتاتورية، من شعور عال بالمسؤولية الوطنية، ثم إنخرطوا في إطار قراءة مكملة لمسؤوليتهم الوطنية وأمام واقع متعدد الشرور، في العملية السياسية، بأعتبارها السبيل الأقل إضراراً بالبلاد والعباد، لإعادة بناء الدولة وإنهاء الأحتلال وإستعادة السيادة الوطنية وبناء المجتمع الديمقراطي. ولأنهم إعتبروا دوماً مهمة إنهاء الأحتلال وأستعادة الحرية شرطاً لأقامة المجتمع الديمقراطي وإن هذا الشرط معركة وطنية لا بد أن تنطلق من مبادئ معلنة، عراقية خالصة، وبرضى الشعب كله.

لأنهم لم يختزلوا العراق بحزب أو طائفة أو قومية، ولم يدعوا التمثيل القسري لهذا الشعب أو شريحة منه. ولأنهم أمنوا بأن تخلف الوعي السياسي لا يعالج الا بالتحول الديمقراطي. لأنهم رفضوا بشكل حقيقي وعملي العنف كسبيل لحل الخلافات أو السعي لنيل تفويض الشعب بقوة الميليشيات، ونبذوا سياسة أحتكار السلطة وأقصاء الأخر وإنتهاك حقوق الإنسان السياسية والمدنية. لأنهم أعترفوا دوما بالحقوق القومية المشروعة لكل العراقيين و بالحقوق الدينية لأتباع كل الديانات في العراق، لأنهم الأسبق في ضمان المساواة بين العراقيين رجالاّ ونساءّ، وصيانة مكانة المرأة في المجتمع من كل ما ينتهك حريتها الأدمية. واخيراً لأنهم لم يدعوا العصمة عن الخطأ يوماً، أو سعوا ليكونوا فوق النقد، بل نجحوا في تجديد مسارهم الفكري والتنظيمي، وتخليصه مما ربما علق به من بعض صدأ شمولي، وإعادة بناء حزبهم وتعلم فن الأصغاء للأخر.

لهذا كله صار الشيوعيون في الصميم من العملية السياسية وتصدروا الدفاع عنها وشمروا السواعد لبناء العراق، وكان بديهياً أن تستهدفهم حراب الشقاة اعداء العراق، ومنهم شقي جديد، أمتهن مؤخراً فعلة الأساءة للشيوعيين، في فحيح نشره على موقع صوت العراق، شكل دعوة إرهابية ضد الشيوعيين العراقيين. ورغم إن ما قلته ليس رداً على فحيح هذا الموتور، بل كلمة حق في أصدق أبناء العراق، الذين لا يرون في كلماته وغيره من الشقاة ما يستحق الرد، فإني ما زلت أؤمن بأن الشقاة هؤلاء أشبه بالعقارب التي وصفها الجواهري العظيم بقوله:

                    لولا مغبة ما تحمل ذنابتها                لقلت رفقاً بهذا الزاحف القذر


 

free web counter

 

أرشيف المقالات