| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 12/1/ 2010



ليكن معيارك في الانتخاب .....

شبعاد جبار

يسعى المرشحون في كل دول العالم المتحضرة ان يضمنوا برامجهم السياسية فقرات عن البيئة وشعارات تبين اهتمامهم بها ..ووجدنا في الاونة الاخيرة ان هذه الشعارات والبرامج تطغى على البرامج الاخرى لا بل تاتي في مقدمتها وذلك لاهمية البيئة في حياة الناس ولان الناس أدركوا وفهموا تماما ان لاحياة لهم او لاجيالهم اللاحقة دون الوعي بان مايحيط بهم من ماء وهواء وتربة لها تأثير كبير عليهم فان صلحت صلح حالهم وان ساءت ساءت احوالهم من هنا يجب الاهتمام بها الى اقصى الحدود.
هكذا اصبحت التغيرات المناخية التي هي مشكلة بيئية على طاولة القادة لانها اصبحت مشكلة تهدد وجود الانسان واستمراره على هذا الكوكب ..وما وذوبان الثلوج وعواصف الصقيع والفياضانات التي تحدث بشدة الان في الجزء الشمالي من الكرة الارضية الا مشاكل بيئيبة يسعى السياسون الان الى حلها كما حدث في ديسمبر الماضي حيث اجتمع زعماء العالم في كوبنهاكن للتداول في هذه المشكلة .
كما ان التصحر وقلة المياة وانخفاض الانتاج الزراعي والمجاعات وهبوب العواصف الرملية ومايرافقها من امراض قد استوطنت في عالمنا العربي وكنا نتأمل من قادتنا ان يحملوا معهم مشاكلنا بقوة وان يضربوا الطاولة بعنف من اجل معالجة التصحر الذي زحف على العراق جراء اسباب كثيرة منها التغيرات المناخية وخفض حصة العراق من مياه الانهر في دول المنبع اضافة الى تداعيات الحروب التي تقع مسؤولية معالجة تبعاتها على المجتمع الدولي ..

ان الحروب المتتالية التي مر بها العراق والتي تركت اثرا واضحا على البيئة انتقل هذا الاثر الى الانسان لتصيبه بمختلف الامراض والعاهات ومنها الامراض السرطانية ..والتشوهات الخلقية نتيجة استخدام اسلحة جربت لاول مرة في حرب الخليج الثانية عام 91 واستعملت في الحرب الاخيرة عام 2003 وهي اسلحة اليورانيوم المنضب المشع.

واليوم توجد اَلاف المواقع الملوثة بالأشعاع في أرجاء العراق، وكلها قريبة من مناطق مأهولة بالسكان وبحياتهم اليومية. ولم تتخذ لحد اليوم إجراءات جدية لتنظيف وعزل سوى 10 % فقط من المناطق الملوثة- وفقاً لاَخر تصريح لوزيرة البيئة العراقية. وكان من نتائج هذا الإهمال إصابة مئات الآلاف من العراقيين وخصوصآ من سكان هذه المناطق بأمراض سرطانية فتاكة، وقد مات منهم، خلال السنوات المنصرمة، عشرات الآلاف، وفي مقدمة الضحايا براعم حاضر ومستقبل شعبنا- أطفالنا. إضافة إلى تكاثر الولادات المشوهه، والاجهاضات المتكررة، والعقم، الذي أصاب حتى من أنجبوا قبل الحرب، وعلل مرضية أخرى غريبة وغير قابلة للعلاج، ستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.

وفي نيسان/أبريل 2009،أي منذ 9 أشهر، انطلقت حملة من اجل تنظيف تربة العراق من اليورانيوم المنضب ومعالجة ضحايا مرضى السرطان متوخية تذَكير المجتمع الدولي- ممثلاً بالأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة وحكومات الإتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية ودول المنطقة ،وخاصة دول الخليج العربية، بالكارثة البيئية والصحية التي خلفتها الحروب على العراق، ولاسيما التلوث الإشعاعي الناجم عن إستخدام ذخائر اليورانيوم،مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات العالم بالإيفاء بالتزاماتها تجاه العراق وتقديم المساعدة المادية اللازمة والعاجلة لتنفيذ مهمة تنظيف البيئة ومعالجة الضحايا.

لكننا نجد وبعد مرور كل هذه الفترة من المعاناة ان الموقف مازال سلبيا رغم بعض الخطوات الخجولة التي اتخذتها الحكومة في حصر عدد قليل من المواقع الملوثة الا انه ليس هناك من اجراءات حقيقية تخفف من معاناة الناس.. فمن حقنا ونحن نئن ونتوجع ونعاني من الامراض السرطانية واجيالنا مهددة بالتشوهات الخلقية من حقنا ان لاننتخب من لايهتم بالبيئة ولايضمن برنامجه تنظيف البيئة ، خاصة وانه كل يوم يتم كشف النقاب عن عشرات المواقع الجديدة الملوثة بالأشعاع" حيث تكتشف بالصدفة عن طريق الاعلام" ،كما ان تزايد حالات الاصابة بالأمراض السرطانية، حيث أعلنت وزارة الصحة قبل أيام ان العام 2009 سجل 15134 حالة سرطانية جديدة.وهذا يؤكد ما توقعه الخبراء من ان ترتفع الأصابات السرطانية من نحو 8000 أصابة كل عام الى نحو 25 ألف إصابة في عام 2025..

مرشحينا اليوم مطالبين ان يهتموا بالانسان العراقي هذا الذي يجلسهم على الكراسي والذي اصبح واعيا جدا لما خلفه تلوث البيئة من دمار في محيطة ومارافق ذلك من معاناة له ولاهله ..
اصبح اليوم واعيا جدا ماذا يعني تلوث المياه ..ولماذا كل هذه التشوهات الولادية التي تحدث حتى ان نسائنا في بعض المدن العراقية ترفض الانجاب و"هذه كارثة " تخوفا من هذه العيوب التي تعيق عمل وتطور الاسرة اولا.. لتنتقل الاعاقة والمعوقات الى الدولة التي يبدو انها لاتكترث لما يحل بمواطنيها وان ماتقوله عن التنمية والتنمية المستدامة والاعمار ماهو الا شعارات جوفاء اصلا لاتعيها ولا تعيرها اهمية والا لانصب اهتمامها اولا وقبل كل شيئ على المواطن العراقي لتصلح له بيته وبيئته كي يعيش معافيا صحيحا قويا ليستطيع ان يدفع بعجلة التنمية الى الامام ويكون قادرا ليس فقط على الاعمار وانما على الابداع ايضا.
لو كنت مكانكم لن انتخب الا من يتعهد لي من ضمن ما يتعهده على :
- توفير مياه صالحة للشرب
- التقدم بطلب الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة العراق في حل مشكلة مخلفات الحرب
- مساعدة مرضى السرطان الذين اخذت اعدادهم بالزيادة بصورة مخيفة.
- معالجة مشكلة التصحر وهذا يعني توفير المياه للسقي والزراعة واستصلاح الاراضي القاحلة
- لن انتخب الا من يتعهد لي ان يأخذ بعين الاعتبار البيئة .

لذا فمن الضروري جدا الابتعاد عن انتخاب كل من لايضمن برنامجه تنظيف البيئة ..ان موقف المرشح في الإنتخابات من مسألة تنظيف العراق من مخلفات الحرب ومعالجة الضحايا هو معيار على ثقافة المرشح ووعيه واهتمامه بناسه ومواطنيه ..فليكن هذا هو معيارنا في الانتخاب ايضا .



 

free web counter

 

أرشيف المقالات