| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

                                                                                     الخميس 12/5/ 2011

 

دعوة القادة العراقيين
لمشاهدة مسرحية العارف

حيدر أحمد

تزداد يوما بعد يوم وتيرة ألأخبار المحزنة والمؤلمة من الوطن الحبيب ، والمؤلم والغريب انها لم تترك مجالا من حياة الناس الا وتربعت عليه كما يتربع قادتنا على كراسيهم ، والحقيقة تقال ان تلك ألأخبار لا تخلو من الطرافة والغرابة ، وآخرها ان الحكومة ستشرع ببناء مليون مسكن! ولذا فهي مقبولة السمع ، إلا ان ألأكثر غرابة بالنسبة ليّ إن أغلب قادتنا ألذين حكموا العراق الجديد لثمان سنوات بالحلال والحرام بقانون ولا قانون وهي فترة كافية لفعل أي شيء وأولها كسب المعرفة وتعلم ألخبرة في حكم الناس خصوصا إن شعبنا تعود الصبر محتفظا بصوته ليوم القيامة مدافعأ عن فقره وحرمانه ومعاناته أمام الخالق. بعد حضوري لفعاليات مهرجان الذكرى المئوية للعالم العراقي الفيزيائي عبد الجبار عبد الله والذي أقامته الجمعية الثقافية المندائية في لوند السويد. شاهدت مسرحية العارف من تأليف وأخراج وتمثيل الفنان المبدع سلام الصكر وهي سيرة ذاتية للعالم أصابني حزن شديد ، جلست ليلتها أفكر، بماذا يختلف هذا الرجل ليقدم هذا ألأرث ألأنساني الكبير ، فأكتشفت ثلاث نقاط أساسية :-

أولا : حبه أللامحدود للعراق فهو متجذر بماءه وطينه وهواه.
ثانيا : إيمانه المطلق بالناس وقدراتهم.
ثالثا : رفض الجهل وإتخاذ العلم أساسا للتطور.

عندها إقتنعت لماذا فشلت ألأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق في إسعاد شعبنا. فالعالم عبد الجبار عبد الله ليس وحيدا وإنما نموذجا للعديد من العلماء والفنانين والمثقفين والمبدعين المنفيين. أوهينوا وأعتقلوا وعذبوا وشردوا من أنظمة يمثلها رجال كانوا ولا زال الكثير منهم يتبوء المركز والنفوذ ، علما إن هؤلاء لم يسيئوا لعالم أو فنان أو مبدع أو مثقف فحسب بل إنهم ساهموا بشكل مقصود لتأخير مجتمعنا عقودا من الزمن الى حدّ إستجداء ألكهرباء. فالأحزان والحرمان ليس منزلا بل هو من صنع هؤلاء فكيف يتركون دون محاسبة ، هنا لا يحتاج المرء الكثير من التفكير لمعرفة السبب ، لتوارث هكذا قادة على حكم العراق وصولا الى قادة العراق الجديد هؤلاء لا يخفوا ولاءهم لدول أخرى وهم ذاتهم إستعملوا أفراد طوائفهم كعبيد لتحقيق رغباتهم ومصالحهم وأخيرا هؤلاء يفتخرون بجهلهم بل يستخدمون كل تكنولوجيا الغرب لأضهاره وألأفتخاربه. ومع إيماني المطلق إنهم لو حكموا العراق ثمانون عاما وليس ثمانية أعوام لم و لن يتعلموا. إلا أني أدعوا قادة العراق اليوم لقراءة متأنية لسيرة العالم عبد الجبار عبد الله وأذا الوقت لم يسعف الرئاسات الثلاث بسبب ضيق الوقت من دراسة سيرة هذا العالم الفذ فأنا أطالبهم بدعوة مسرحية العارف وهذه لا تكلفهم أكثرمن أربعون دقيقة لمشاهدتها ليعرفوا كيف يحترمون شعبهم ومبدعيه. ولا تجعلوني أن أدعو من ألأمة ألأطهار وأولهم أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب أن يأخذكم إلى جواره ، فنحن أبناء العراق رغم ما أصابنا من حرمان وألم وقهر وفقر راضين أن تفتح لكم أبواب الجنة اليوم آملين أن لا يستثنى منكم أحد وبالتأكيد سيكون مستقبلنا أفضل مما نحن عليه.
 

 

 

free web counter