| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 12/5/ 2012                                                                                                   

 

ذكريات مناضلين و مناضلات قدماء بواسل على ذرى كردستان

ماجدة الجبوري - اربيل

يشيخون ...ويزدادون فتوة !
بين الوديان، والجبال، سارت بنا السيارة مسرعة، وسط الخضرة الخلاّبه، وورود النرجس الحمراء، متجهة نحو مصيف صلاح الدين، تشق طريقها نحو تجمع حشد كبير من المناضلين والمناضلات، التقوا على موعد، وبمبادرة جميلة، اطلقها الحزب الشيوعي الكوردستاني، منذ سنتين، هي جمع رفاق ورفيقات الامس، في لقاء حميمي، فيه تذكروا، بداية انتمائهم للحزب، مشاكساتهم، تمردهم وهم في عمرٍ غض، تذكروا بطولاتهم والمعارك التي خاضوها ضد النظام الدكتاتوري، زادهم الحب، والحزب الشيوعي الذي يسكن بين ثنايا قلوبهم، ولا زال.

هناك فوق الجبال حيث انعجنت دماؤهم بتربة الوطن، فقدوا الاحبة في سوح المعارك، من الرفيقات والرفاق، لكن لم يستسلموا ابدا، انهم الانصار الشيوعيون، والمضوين في قوات البيشمركة الباسلة.

الرفيق احمد شيروان، عضو اللجنه المركزية للحزب الشيوعي الكوردستاني، رحب بالجميع، واشار الى نضال وتضحيات الشيوعيات والشيوعيين في مقارعة الظلم والاستبداد، والعلاقة المشتركة في حمل هموم الوطن، والتي لازالت متينة، رغم مرور اعوام، منهم من لايزال يواصل الطريق، ومنهم من اصبح صديقا ملاصقا للحزب في كل مراحل نضالاته، هذه بعض آرائهم واحلامهم :
* شكرية خانم...إمراة في عقدها الثامن تحدثت بحب عميق وهي تتذكر بداية انتمائها للحزب منذ الخمسينات، تقول: كنت شابة طموحة، متفوقة في دراستي، كنت الوحيدة من بنات جيلي ممن سمح لها اهلها باكمال دراستها، كان والدي متنورا حينها، بعد انتمائي بفترة وجيزة ونتيجة نشاطي السياسي الواسع، ومشاركاتي في المظاهرات حينها، تعرضت للاعتقال عام 1960- 1961، والفصل من وظيفتي، كنت حينها مديرة مدرسة، ثم النفي القسري الى مدرسة في وسط منطقة الفرات الاوسط، لمدة خمس سنوات، وبالتحديد في منطقة الكفل، التي لا اعرف عنها شيئا، كانوا يضحكون معي ويقولون "اشجابج للجفل لاتنحب ولا تنسّب".

وتضيف شكرية خانم، بعد احداث شباط الاسود من عام 1963 والمجزرة التي ارتكبت بحق الحزب الشيوعي العراقي" فضلت الالتحاق برفاقي ورفيقاتي في قوات البيشمركة، في جبال كوردستان، وتضيف بفرح غامر اتذكر انني شاركت مع رفاقي ورفيقاتي بفتح اول مقر للانصار الشيوعيين في منطقة راوندوز وكان هذا اول مقر يفتح بإسم الانصار حينها.

* مام سليمان أحمد : يرتدي الزي الكوردي، وبين فترة واخرى يشد على حزامه بقوة، مام سليمان عمره "90 عاما" سالته هل لازلت متواصل مع الحزب، اجاب والتماعة بانت من عينيه، هي قريبة من البكاء، كيف لا وانا تربّيت بين يديه، منذ ان كنت صغيرا، قالها بلهجه مكسره " شبيت وشبت بيه"

اتذكر كل شيء معركة "هندرين" التي شاركت فيها عام 1966 ، اتذكر اول تنظيم لي، ومسؤولي الأول، واسمي السرّي . مام سليمان لايزال يواصل حياته على نفس ذلك الطريق، الذي شقّه قبل اكثر سبعين عاما، وينظر للمستقبل بتفاؤل عميق.

* الدكتورة سامية احمد، قالت كنت انتظر هذه اللحظة، لحظة جمعنا في هذا اليوم، وهي مبادرة جميلة، تحمل طابع انساني، حين نلتقي باعزاء لم نرهم منذ عشرات السنين.

هي ايضا لم تنس ايامها الاولى، وانخراطها في النضال . تسألني وهي تضحك، هل تصدقين انني زجيت نفسي في السياسة وانا ابلغ من العمر11 سنة، حينها شاركت في المظاهرات، وعلى اثرها اعتقلت في شقلاوة، ثم اطلقوا سراحي كوني لازلت طفلة، ومن يومها التصقت بالحزب وتنظيماته، شاركت في البرلمان عام 1974، وفي عام 1978 هربت الى المانيا، من بطش النظام، بعد الهجمة الشرسة على الحزب ، واكملت دراستي، ونلت شهادة الدكتوراة.

* محمد عامر عبد الله، جلس بجانبي وبادرني بالسؤال انت من وين بابه ؟ اجبته انا من الحلة ، ضحك وعلق اهلا وسهلا بك ومن لم يسمع بالحلة وخاصة سجنها ايام زمان، اخبرته انني اعمل في اعلام الحزب الشيوعي الكوردستاني، وانا ايضا شيوعية، ولتشجيعه اكثر اضفت انني ايضا تعرضت للاعتقال والسجن مرتين، وقبعت سنينا في سجون النظام . علق قائلا : نفس الدرب ! سألته اشجابك للحزب عمو؟

اجابني هاي سالفه طويله، يوم من الايام شفت صديقي يقرأ جريدة وهذا عام 1957 سالته امنيلك هاي الجريدة ؟ اجابني انها للحزب الشيوعي العراقي وكان اسمها " اتحاد الشعب" وكانت سرّية، قريت اشويه منها وعجبتني، قلت لصديقي اريد اصير وياكم! اجابني فكر بالموضوع جيدا ثم قرّر . لاتتسرع وطريقنا مو سهل بيه صعوبات، بيه سجن وتعذيب، ولكن حين عرّفني على مسؤوله، وسمعت حديثه عن العراق والسياسة، اعجبت اكثر، وقررت الانضمام لصفوف الحزب، وحين تعرفت اكثر على نظامه واعضائه، علمت انه لم يوجد افضل من افكاره ومبادئه ومن حينها اصبحت شيوعيا.

الفعالية لم تخل من الموسيقى والانغام الكوردية ، الجبلية خاصة ، العود و الناي والاصوات الشجية وهي تغني لايام النضال والبذرة الاولى، التي كبرت ولكنها لم تشخ ابدا !.

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات