| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 12/3/ 2012                                                                                                   

 

هل الوضع في روسيا ديمقراطي

ديانا عبد

نعرض في هذا المقال الخطوط العريضه للمبادئ الاساسية للديمقراطيه في روسيا . ومن خلال نظره خاطفه على النظام السياسي في روسيا يتبين إنها دوله ديمقراطية ولكن لو أجرينا تحقيق أعمق نرى إنه يوجد إنتهاك للمبادئ الاساسية للديمقراطية وإن التحولات الديمقراطيه غير كافية ومع هذا يجب الاشاره الى إن انتهاكات المبادئ الاساسيه للديمقراطية في روسيا لايجعلها إستبدادية كون إن التحول السياسي يجري بظروف مختلفه عن البناء الديمقراطي الذي يجري في البلدان الديمقراطيه نتيجة التركه السياسيه التي بنى عليها النظام الجديد والذي سنتحدث عنه لاحقا، بأحتصار يمكن القول إن النظام في روسيا هو نوع من النظام الهجين في مرحله محاولة بناء الديمقراطية التي تجري حاليا.

ومن أجل الدخول بتفاصيل أكثر نود أن نبين إن المفهوم الاساسي للديمقراطية هو حكم الشعب ومن أجل تحقيق هذا المفهوم يجب أن تكون هناك دستور وقوانين تثبت مبادئ تحقيق ذلك وأهمها إجراء إنتخابات دورية على أساس الاقتراع العام ،إنتخابات تمكن المواطنين من المساهمه في السلطه بأرائهم ومعتقداتهم وقيمهم، ولنرى هل هذه المبادئ الديمقراطية موجوده في روسيا؟ نعم لديها نظام متعدد الاحزاب وتجري إنتخابات منتظمه ووجهات نظر متعدده وينبثق عن هذه الانتخابات مجلس نواب بإعتباره الجهة التشريعية . ومجلس الدوما على أساس نظام التمثيل النسبي. وهو كنظام في حد ذاته يهدف الى تمثيل الأغلبية والأقلية على حد سواء . وينظر اليه كنظام سياسي يتمتع فيه المواطنون بعدد من الحقوق الأساسية المدنية والسياسية ، بمعنى إنه يجري إنتخاب قادتهم السياسيين الأكثر أهمية في إنتخابات حره ونزيهه كما يدّعون ، وتخضع للمحاسبة في ظل حكم القانون وكل هذه الحقوق مدونه في الدستور الروسي الذي أ ُقرَّ في عام 1993 في بداية التحول الديمقراطي، ويمكن القول إن نقطة البداية للعملية الديمقراطية لاتسمح لتطوير الديمقراطية بطريقه طبيعية, (لينز وستبيان) (1) أشارا الى إن معظم الدول الحاكمة التي تجعل التحول الديمقراطي هدفا لها تستطيع أن تعززه في نهاية المطاف، كما إن الاهداف الديمقراطية تكون جزءا مهما من تطلع الشعب والمعارضة الديمقراطية خصوصا في الفتره التي يمكن تسميتها الفتره الانتقالية التي إتسمت بها روسيا، علما إن المعارضه السياسية منذ إنهيار الاتحاد السوفياتي ولحد الان لم يكن لها تأثير سياسي قوي بالرغم من ظهور العديد من المنظمات السياسية والاجتماعية في كل منطقه من مناطق روسيا والتي تمثل مصالح محتلف الفئات , لذا يمكن القول لاتوجد معارضه مستقلة للنظام تستطيع عزل الرئيس الحالي او الوقوف ضد رئاسة بوتين القادمة (2)، وهنا لابد ضرورة فهم عملية الخلافه التي تورثت في روسيا حيث كان يلتسين الدي أصبح أول رئيس للاتحاد الروسي والذي كان جزءاً من النخبه الشيوعية والذي إستطاع أن يكسب تأييد الرأي العام قي ذلك الوقت من إنهيار الاشتراكية بسبب من آرائه السياسية والاراء والافكار الاخرى في حينه التي وجدتها الناس جذابه ويمكن للمرء ان أن يعتبر بداية التغيير والتحول نحو الديمقراطية بوصفها شيء يعادل الثورة من قوق مما لم يترك الكثير من الفرص من أجل التنظيم الذاتي للمجتمع وتنمية الاراء والمعتقدات  .

إن البناء الديمقراطي يجب أن يستند الى بناء مجتمع مدني تلعب فيع المنظمات الديمقراطية والاجتماعية الدور البارز من أجل تثبيت حقوق وحريات الناس ويُسن هذا بإطار قانوني رسمي للدولة من مبادئ وضعت في إطار المجتمع المدني، ولهذا لم يكن النهج الديمقراطي في روسيا بالسليم حيث لم يسمح للناس المساهمة في بناء الديمقراطية وسمح بإنحرافات عن الحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور الروسي، وكما معلوم إن الانتخابات الروسية الاخيرة جرى تزويرها في بعض المناطق والتي إدعوا وقتها إن الاقبال فيها كبير وإتضح فيما بعد إنها إدعاءات كاذبه وساعد في تزوير الانتخابات عدم وجود إعلام مستقل في حين إن الدوله تملك وسائل إعلام هائله حيث تملك 14 صحيفه وطنيه وهذ يعادل 60% من الصحف وأكثر من 45000 من الصخف المحلية المسجله والدوريات وتملك ست شبكات تلفزيونية وطنية وإثنين من شبكات الاذاعة الوطنية وتستخدم وسائل الاعلام لنشر الدعاية المؤيده للكرملين ويتعـرض الصحفيين الذين لديهم آراء معارضة الى ضغط كبير والأهم من كل هذا إن الدولة الروسية لم تحترم القوانين الموضوعة، جراء ذلك تعتبر روسيا إنها لم تلبّ أي من التعريفات الديمقراطية ومع ذلك لاتـُصنف روسيا على إنها إستبدادية، ذلك إن الانظمة الاستبدادية تـُقرر السياسات فيها من قبل المجالس العسكرية والاسر الوارثه والاحزاب السياسية المهيمنة وما شابه ذلك، بل توجد عناصر ديمقراطيه حيث إن الحزب الحاكم يحظى بشعبية ويحصل على الدعم من مؤيديه وقد اكتسبت شعبية بوتين وروسيا الاتحادية طريقه مماثله لشعبية يلسين في بداية التغيير , وكانت هذه الشعبية جزءا من نجاح بوتين في بناء روسيا السلطه الرأسية في إطارنظرية السلطه العمودية، وهذه النظرية تحتوي على عناصر إستبدادية مع هذا ممكن القول بأن هذه النظرية لاتنطبق على القادة المنتخبين شعبيا الا إنه وكما أسلفنا سابقا يجري التحكم بوسائل الاعلام وتوجيه المعلومات بما يخدم الكرملين والموالين له وبهذا تفقد المصداقية في شرعية الدعم الكامل لجمهور الناخبين الذين تُسرق او يُصار تشويه في الاصوات الانتحابية.

من كل هذا يُصار الى إستنتاج بعدم القدره على تصنيف روسيا كونها ديمقراطية اوإستبدادية وإنما يمكن تصنيفها كما يقول هيل (3) من إن النظام الروسي نظام هجين والسبب لهذا التصنيف وكما أسلفنا سابقا من إنه يحوي عناصر من نوعي النظام الديمقراطي والاستبدادي ففي الوقت الذي تجري الانتخابات الدورية على أساس الاقتراع العام وإعطاء شرعيه القياده تمارس السلطه إجراءات موضع تساؤل منها سيطرتها على وسائل الاعلام وتجاهلها لسيادة القانون وخلاصة القول ان التحولات الديمقراطية في روسيا غير كافية.
 

(1) محللان سياسيان في الـ( بي بي سي )
(2) المقال كتب قبل ألانتخابات الرئاسية الروسية
(3) صحفي في صحيفة اوروسيان ستوديس ( الدراسات الاوروـ أسيوية )




 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات