| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 12/2/ 2010

 

رجل المهمات الوطنية

فهد محمود

لم أتفاجأ ولا مستغربا من توسط اسمه لقائمة محافظته تلك التي تحمل هموم ومعاناة الكادحين من أبناء شعبنا وتتطلع نحو فضاء أكثر صفاءً ومستقبل أكثر إشراقا وموقع أثقل مسؤولية في الصراع الدائر على الساحة السياسية العراقية لخوض الانتخابات النيابية القادمة واختيار برلمان جديد ، برلمان يتنوع فيه كل الطيف العراقي ، نريده برلمانا تتكاثر فيه الوطنية الحقة والنزاهة مع الذات أولا ومع مطالب كل الشرائح الاجتماعية العراقية ثانيا وطموح شعبنا في بناء عراق ديمقراطي مؤسساتي دستوري مبني على أساس العدالة الاجتماعية في التعامل مع الفرد العراقي ، تأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليمي والثقافي للجميع .

معرفتي الفعلية به لا تتعدى عقدا من الزمن كان كافيا أن تضع دراسات تحليلية عن ماهية هذا الإنسان ومن أية طينة جبلت وأحيانا احسده على التواضع الذي يدخل في جيناته الحياتية وطريقة تكوين أنسجة أحاسيسه الإنسانية ونظرته إلى معاناة الآخرين حيث يقول في مكان ما وفي زمن ليس بعيدا عن واقعنا " كنت أفكر وأتأمل وأحاول كيف سأحتفل هذه المرة والعراق كله يرزح تحت وصاية الأمريكان أعتى قوة استعمارية في العالم بعد أن سلّم الطاغية الأصغر زمام العراق بكل مافيه من بنى وخيرات وشعب على طبق من ذهب .. بعد أن عتى وفسق وافسد وعدم وغيّب ودفن من خيرة البشر. نهبت البلاد وفسق من فسق وطلعت علينا فئات وأحزاب وملل .. كيف سيكون الاحتفال وسط كل تلكم الأدغال !

عمر يمضي بنا ويحسب علينا وما علينا إلا أن نعيشه بكل ما هو طيب فيه وجميل. هو عمرنا وحقنا وهم الجناة الذين أبدا ما حاولوا ويحاولوا أن يفسدوا علينا هناءنا الحياتي. خرجوا من شرانق الكذب والافتراء ومضوا يعضوننا بما ليس فيهم.

شق طريقه وسط متاعب الحياة وقسوة الأنظمة الاستبدادية البائدة تقاسمها مع عائلته بكل تداعياتها ومازال الجرح ينزف ألما ودما من تركة الطغاة المجرمين ، إذ أتوقف عند سيرته الذاتية لتحدثنا عن ذلك الزمن الذي اختلط فيه الصحو بالإغفاء ، زمن كنا نمتلك وطناً دون أن نكون أحرار فيه .

• عام 1968 أول محاولة لكتابة القصة بعنوان " مذكرات حمار " .
• عام 1972 اكتشفت أني مسلم بالضرورة فقررت دراسة التوراة – العهد القديم والجديد ، ثم القرآن الكريم ، عرفت بعدها أن الكتب السماوية جميعها مكملة لبعضها البعض . فأحببت موسى وعيسى والنبي محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام . وقد اختلفت مع زميلة لي مسيحية بشأن مقولة للمسيح تقول : من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر . ما كنت أحسب ان المسيح كان يقرأ هذا الزمان !
• عام 1973 نشرت لي عدة مقالات أدبية في جريدة الفكر الجديد وطريق الشعب، أذكر منها : قصة مترجمة بعنوان - العنكبوت - للروائي ورجل السياسة الألماني - ولهلم ليبكنخت - ودراسة عن تربية الأبناء للمناضل دزيرجنسكي ، ثم دراسة نقدية عن مناهج الأدب الإنكليزي في الجامعات بعنوان : المسرح الطليعي والهوة الكبيرة . نشرت في طريق الشعب. وعلى أثرها عُـلق العمل بالكتاب المسرحي من المنهج المقرر وعنوانه (أنظر وراءك بغضب) لجون أوزبورن. نشرت لي في جريدة الفكر الجديد مواضيع ادبية ودراسة تحليلية عن منهج اللغة الانكليزية في الدراسة الإعدادية .
• عام 1973 اشتركت بالدورة الحادية عشر لمؤتمر السلم والتضامن الأفرو- آسيوي كأحد المترجمين المنتخبين من جامعة بغداد للترجمة الفورية.
• 1975 وبعد مضي عام رزمنا ملابس الجيش كي نعيدها بعد أن كويناها جيدا وإذا بهم يأمرون بتمديد فترة خدمتنا العسكرية نصف سنة أخرى! في تلك الفترة بدأت ميولي الأدبية تتبلور تجاه أدب القصة القصيرة بأسلوبها المباشر البسيط فكتبت- بكاء في المرافق الصحية .
• عام 1977 تزوجت الإنسانة التي أحببت زمن صداقتنا البريئة المتألقة في الكلية حيث كانت كليتانا متجاورتين. كما شاركت في ذات السنة بمعرض للبوستر في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين. وشاركت أيضا بمعرض للبوستر بلوحات عن الجبهة الوطنية والقومية التقدمية.
- لم أحصل حينه على هوية أنتساب لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين كوني لم أشارك في معرض ثالث. وحقيقة الأمر إني شاركت لكنهم الغوا فجأة رسوم البوستر على اعتبار أن المشاركة لم تستوف العدد المطلوب فأعيدت لوحاتي . أذكر آثار طبع أعقاب الأحذية عليها ولوحات زميل لي أيضا "أعدم لاحقا" والذي علّق ساخرا : ألاحظت توقيعهم على اللوحات!
• عام 1978 لوحقت وزوجتي بعد أن نقلنا إلى أربع مدارس ثانوية بحجة - المصلحة العامة- ولقد تذكرت موضوع التوقيع ذاته على كراس كنت قد ألفته ضمن الوسائل الإيضاحية في تعلّم اللغة الإنكليزية وقد فاز بجائزة من قبل مديرية تربية المحافظة .. على أن البعض قد ركن الكراس في زاوية مرسم المدرسة واضعين توقيعهم التعريفي بهويتهم ومصادرة المكافأة.
• بنفس السنة فصلت وزوجتي من مهنة التدريس وبدأ ماراثون للمطاردة ذكرني بلعبة -الغميضة- أيام الصبا. اضطررنا الهروب إلى جنوب العراق حيث التحقت بطابور للعمال أعرض قوة عملي كي أقوت عائلتي الصغيرة ، عملت في بناء البيوت وهدم القديم منها في البصرة ، منطقة الكزيزة وحي السيمر. كذلك تحميل تراب الحديد في ميناء أم قصر والنحت في السنون الصخرية في مطار الشعيبة لبناء مهاجع للطائرات.
• أعدم أربع من صحبي واثنين من طلبتي بسبب من رفضهم الانتماء إلى حزب السلطة.
• عام 1979عدت بقرار العفو العام عن الهاربين والسجناء السياسيين بعد إن ضاقت بنا الدنيا.
-1980 أعيد تعييني على ملاك وزارة الصناعة والمعادن (مرغما) بدرجة معاون ملاحظ مخازن في احد معامل السمنت العراقية.
• لم تمر ثلاثة أشهر حتى أخضعت لخدمة الاحتياط ودخلت حرب الخليج الأولى. لم أسلم من الملاحقات حتى نفيت إلى الساتر الأول عند خط النار حيث أسند لي موقع آمر مفرزة رشاش مضاد للطائرات. - كتبت قصة قصيرة بعنوان - قدح شاي في الساتر الأول - نشرت في جريدة القادسية آنذاك. كذلك متابعات فنية لمعرض الفنانة سعاد العطار بعنوان ( عن الجديد في معرض الفنانة سعاد العطار).كتبت مخطوطات لقصص قصيرة اذكر منها (كايرالي) و( أوراسيو) وقصص أخرى واستذكارات أدبية أسميتها " أغان طينية " .
• عام 1980 نشر لي رسوم كاريكاتيرية ساخرة عن الحرب في مجلة ألف باء - مسابقة صيد الأسماك في الجزيرة السياحية -. أمضيت معظم خدمتي في الجيش في صنف المغاوير خطوط المواجهة الأمامية وارض الحرام - وهو اسلم وضع ومكان أكون فيه في مأمن من ملاحقات أزلام الدكتاتور. أكتب شذرات من قصائد شعر ومذكرات وصار لي من الفئران والأفاعي وبعض العقارب صحبا وأصدقاء عدا نوع من البق الصغير يسمونه محليا بـ (الحاس) .
• عام 1994 ودعنا والدي راحلا ، كان يلوح لي بيده وهو في سكرة الموت وقد نزلت دمعة من زاوية عينه اليسرى فسارعت برفعها بسبابتي ووضعها على لساني. أحسست أنه راحل وعرفت أنما أشرب دم لأزيد حزني ألما وكبرياء . فجأة وجدت نفسي وقد نقلت خدماتي إلى معمل آخر بعيد عن سكني. بعدها نقلت إلى معمل آخر. ولما ضاق الـُحلفاء - هكذا كنا ندعوهم ، دبروا لي مكيدة اضطررت بعدها أن اطلب إحالتي على التقاعد. سافرت للعمل خارج العراق بمساعدة تاجر أناني. بعد مضي سبعة شهور ، اعتقلت من قبل شرطة الأنتربول في الأردن كوني مطلوب إلى العراق ، وتأخر إطلاق سراحي مدة عام وسبعة أشهر بعد إرسال كف طلب بحجة ثبوت براءتي . كتبت قصة " الأزعر " .
• حزيران 2002 فقدت زوجتي الوعي بسبب من عملية جراحية لرفع كيس المرارة وإهمال طبيبة التخدير وربما هو تآمر قذر، أتلفوا لها خلايا الدماغ وما تزال غائبة عن الوعي نرعاها ليل نهار.
• كانون الثاني عام 2002 تم استدعائي من قبل دائرة أمن منطقتي والطلب مني ومن زوجتي ضرورة تعديل موقفنا السياسي بعد ثلاثين عاما على انتمائنا لفكر يساري معارض ! قلت : أحقا ما تعرفوا بوضع زوجتي ؟
• 2004 نعيش ومضة التغيير وفرحة لم تكتمل بإلقاء القبض على " بطل" لقصة عراقية طويلة ، ابتلينا فيه.

حاليا ، حين التقي بالصدفة بمن كان يكتب عني تقاريره السرية الغير ملونة ، أحس بالاضطهاد ذاته يعاودني ولسان محدثي لا يمل وهو يسرد لي أسفه لمواقفه السابقة ووضعه المعيشي الذي اضطره للانتماء لحزب السلطة الخ . وتعجبت من وضعي وانا أداري مشاعره وحتى أواسيه !! بعد أربعين عام وقبل سنتين فقط بدأت وآخرين محظوظين كتب لهم أن لا يموتوا مهرولين ليشهدوا وليجربوا الكتابة والخروج من أسر الاضطهاد ولو من خلال شاشة زرقاء وأسم مستعار. صرت أكتب القصة والمقالة واللقاء الصحفي والنقد وأمارس الترجمة وبعض من شعر في بعض الصحف المحلية المنتقاة. يتركز اهتمامي على التعريف بأدب شعوب دول الجوار .
رغم كل ذلك فحكمته الذي يتغنى بها :
الحياة جميلة.. تعالوا نكتشفها !
كم من مرة جلسنا على ضفاف النهر الخالد " الفرات " فتلك الأماكن تنتظر من يحولها إلى منتزهات لعامة الناس مثلما كان تراودك من تلك الأفكار وانتشال أزقة المدن الواقعة على ضفتي هذا الرافد المائي الأخاذ من تركة الماضي.
ما أحوجنا إلى برلمان يحـمل أعضاءه تلك الروحية مما يحملها مـرشح قائـمة اتحـاد الشعب فـي محافظة بابل الأديب والشاعر والفنان التشكيلي والمترجم والكاتب : صباح محسن جاسم

وقبل أن أضع الخاتمة لهذه الأسطر علمت بان الشاعر الكبير سعدي يوسف بعث له من لندن تهنئة مفادها :
" عزيزي صباح محسن جاسم "
" قرأت اسمك كمرشح لعضوية البرلمان في القائمة 363 "
" لك التهاني ! "
" أمل أن أراك فائزا لتمثلنا "
" سعدي يوسف "




 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات