| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الثلاثاء 12/6/ 2007

 

أرشيف المقالات
 



كي لا ننسى خلف الدواح :


في الذكرى 27 لرحيل - أبو كاطع - شمران الياسري


ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

ـ النشأة والبدايات ـ
ولد "أبوگاطع" شمران يوسف محسن الياسري عام 1926 في محافظة الكوت ، قضاء الحي ، قرية " محيرجة" التي تسمى الان ناحية " الموفقية " .وإنحدرمن عائلة "سادة" ياسرية تتمتعت عائلته بمكانه دينية مميزة في حوض الفرات ودجلة .... إذ إن سيد مالك الياسري هو إبن عمه.علَّم " أبوگاطع "نفسه الكتابة بعد أن علمته والدته القراءة ، حيث كانت تجيد قراءة القرآن فقط يقول " أبوگاطع " عن هذا في رسالة خاصة للدكتورة سميرة الزبيدي (1) : ـ ( كانت أمي تُحسن قراءة القرآن فقط ، والغريب إنها كانت تقرأ القرآن جيداً.. ولكنها لا تعرف قراءة سطر واحد من كتاب آخر .. ولاتعرف خط إسمها .. ومع ذلك علّمتني قراءة [ جزء عم ] وحين إمتلكتُ مفاتيح تركيب الحروف علّمتُ نفسي الكتابة).
كان” أبوگاطع " عصاميا ً، بكل معنى الكلمة .. لم يتخرج من جامعة أو معهد أكاديمي ، حتى دراسته للصحافة في سنوات السبعينات في { معهد الصحافة الدولي } في ألمانيا الديمقراطية ـ انذاك ،لم يكملها..! ماكان يطيق الجلوس على كرسي الدرس وماكان يطيق قيود الدراسة ،
[ يشير في حكاياته ـ المجموعة الأولى ـ ] (2) { بصراحة أبوگاطع } إلى كيفية تعلمه الإنكليزية .. عن طريق قاموس ( إنكليزي ـ عربي) في السجن حيث كان يحفظ المفردات .
عمل " أبوگاطع "أوائل الخمسينات في مشروع الدجيل الزراعي،ولكنه وعلى أثر فشل المشروع غادر بإتجاه بغداد في العام 1954- 1955 .
وفي بغداد كان يَدرس مساءً في المدرسة " الأهلية" .. حيث تعلم أصول المحاسبة أما نهاراً فإنه كان يشتغل محاسباً في شركة " عبد العزيز ناصر " .
أشتغل عام 1957 في وزارة الاعمار(3) .. ثم عمل مديراً لقسم التوجيه والنشر في ـ وزارة الاصلاح الزراعي ـ بعد ثورة 1958.

مشواره في الصحافة والإعلام

كُنيّ " أبوگاطع " بعد أن اشتهر برنامجه الاذاعي بعد ثورة 14 تموز 1958 ، ( إحجيها بصراحة يأبوگاطع) وهو الأكثر شهرة في أعماله (4)(وكانت طريقته الإلقائية لحكايات القرى والأرياف ساخرة، ومريرة وتحمل الشيء الكثير من الرفض والتحدي مجسداً تلك الحكايات بروح البطولة وإثارة الجدوى والتحذير من إنحراف المسيرة والدفاع عن الفقراء) لكن البرنامج توقف وأُعتقل " أبوگاطع" عام 1962 أثر توقيعه على نداء السلم في كردستان .
الصحافة لديه هي همَّ يومي... ويقول فيها (5)( الصحافة لدي ليست دعابة فحسب ، بل هي مهنة الكشف عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المجتمع ، وتحليلها ونقدها وتقديمها للقراء على نحو يساعدهم في تلمس الطريق ) . توجه " أبوگاطع " للصحافة عام 1953 أي قبل أن ينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1956 .
ففي العام 1953 أصدر صحيفة محلية ، سرية أسمها ـ صوت الفلاح ـ مع أربعة فلاحين ومهندس زراعي في مشروع الدجيل الزراعي وهي لأول مرة في تلك المناطق يُصدر الفلاحون صحيفة سرية تدافع عنهم وعن المسحوقين وتنشر آراء جديدة .. في الجانب السياسي والأجتماعي .
هكذا كانت البداية مع الصحافة . وما بعد ثورة 14 تموز مباشرةً عمل في بغداد , في صحيفة " صوت الأحرار " , "والبلاد" , "والحضارة " بالأضافة الى برنامجه الذائع الصيت (إحجيها بصراحة يأبوگاطع). بعد توقف البرنامج هذا... العام 1962 يسجن ويتم تنقله بين سجن بغداد المركزي وبعقوبة والعمارة . ولحسن الحظ يُطلق سراحه قبل 8 شباط 1963 ليختفي ... إذ يتمكن من التوجه الى الريف سراً ويظل متخفياً حتى عام 1968 .أطلق لحيته وجاب الريف في الوسط والجنوب واستخدم إسماً مستعاراً هو " حسن " ليُصدر خلال فترة الخمس السنوات من التخفي .. صحيفة ( الحقائق ) وهي نشرة خاصة إسبوعية لمنظمة الكوت المحلية إذ كانت توزع على المناطق التابعة " للكوت " وريف " الكوت الجنوبي " ( الذي يمتد الى الناصرية )، والتنظيمات والمناطق القريبة منها وغالباً ما كان يُستخدم الفرس في توزيعها . وكان يقوم بالأشراف على تلك المهمة صديقه ورفيقه ـ

أبومحيسن ـ الشهيد " أحمد صالح العبيدي "

الذي استشهد عام 1971 أثناء (زركة) حكومية على ريف الكوت الجنوبي .. كذلك كان يقوم بالمهمة أيضاً ـ أبو عليوي ـ هاشم محسن ـ (الذي أستشهد بدمشق ـ لابزركة ـ حكومية بل بأجواء الغربة والانكسار) .
في الفترة الثانية بعد 1968 كتب " أبوگاطع " في"التآخي"و صحيفة" طريق الشعب" ، وكذلك في "الفكر الجديد" , وكان مديراً لتحرير مجلة "الثقافة الجديدة"التي صدرت في العام 1953
ـ عموده في طريق الشعب ـ بصراحة أبوگاطع ـ قد يتذكر الكثير من القراء , أعوام السبعينيات . حيث كان الناس يقرؤونِ صحيفة " طريق الشعب " بالمقلوب .. أي من الصفحة الاخيرة .. لأنهم كانوا يريدون الإطلاع على حقيقة الأوضاع من خلال عمود " بصراحة أبوگاطع" .
كان عموده مجساً .. دقيقاً .. مرهفاً .. حلواً شفيفاً .. رغيف خبز ساخن .. ثرّاً .. بالحكايات والأقاصيص ، الحكم والامثال ، الشعر والمفارقات .. كلها ممزوجة .. بسخرية شفيفة حزينة .. تمس شغاف القلب والعقل معاً، بتوحد ندرمثيله في عالم الصحافة ..(6)( ما شكل الذخيرة الإبداعية للكاتب "أبو گاطع "هو هذا الحشد الفلكلوري من الحكاية والشعر الشعبي والغناء وأغاني العمل والتنويم والأعراس والمآتم والأساطير والمفارقات اليومية والهم السياسي)
وفي لغة " أبوگاطع " يقول غائب طعمة فرمان ..(7) ( لغة مضخمة .. بنكهة انسان خبر حكايات العفاريت , وأشباحهم وعرف تقلبات الزمان وشقاءاته , وأحابيل ذوي المصلحة إنه إنسان ثابت في أرضه , يعرف كل شبر منها , عاليها وسافلها , حلوها ومرها .. مذاق ثمارها , وملوحة عرق الكدح فيها ).
ماكان الناس يجدون في " أبوگاطع" بعموده صحفياً .. يقول كلمة حق بشأنهم .. بل كانوا يجدونه مكدوداً .. متعباً مثلهم .. إبنهم الذي لم يتنكر لهم ... لسان حالهم الذي لم يتعلم المحاباة .. فيما يتعلق الأمر ( بحجاية الصدك ) .. كان خصومه في السلطة وخارجها , ( كما يشير شعبان ) يقرأون عموده ليعرفوا مواطن الضعف و الخلل في سلطتهم وأشخاصهم .. وليجسوا نبض الشارع ..!إبن المدينة والريف على حد سواء يقرأ هذا العمود .. بما فيهم من لايجيدون القراءة والكتابة إذ ينصتون لأحدهم في الدواوين .. تماماً مثلما كانت حكاياته في الإذاعة في الفترة المشار اليها .
لغة رصينة محكمة البناء .. ليست بمفتعلة .. بالإضافة الى بساطتها وسلاستها وبناءها التكنيكي الرصين، في نص "ابو گاطع "(8)( تعبر الحياة المألوفة اليومية عن نفسها بيسر بلاملحمية ولارمزية ولاإطناب او تعاطف خارجي،وبلغتها اليومية الخاصة المزدحمة بالأمثال والمجازات والكنايات المأخوذة من نفس البيئة). .وفي هذا العمود كانت البداية لخلق شخصيته المتفردة والأثيرة ( خلف الدواح ) ..!!.
لا يمكن فصل شخصية " خلف الدواح " عن " أبوگاطع" ولا فصل الأثنين عن ريف العراق..وإذا ما مثل " خلف الدواح " شخصية الفلاح القادم من ريف الجنوب .. فإنه قد تماهى بشخصية " أبوگاطع" الحقيقة .. فعلى لسان الأول صار يحاكي ذاته ويتجاوزها ليناقش السياسة والأحزاب والأيديولوجيا بل وينتقد كل ذلك بلغة ريفية .. مليئة بالحكمة والسخرية .
كانت الكثير من الرسائل ترد من القرّاء .. يبثون همومهم وأشجانهم ومطالبهم الى " خلف الدواح " ليصوغها " أبوگاطع" على لسانه حقيقة عارية تماماً ..
شخصية(خلف الدواح) هذا الفلاح العراقي القادم من الجنوب الى بغداد في الخمسينيات هارباً من الإقطاع والفيضانات ( القهر الأجتماعي والبيئي ) تزاوجت وتماهت بشخصية " أبوگاطع" وبفضل هذا إستطاع من تغيير النظرة الى هذا الفلاح في الأدب والصحافة العراقية .. إذ إن " أبوگاطع" وإن صنف كصحفي.. لكن خصوصيته .. تأتت من كونه فلاح أولاً.
بدأ " أبوگاطع" يكوِّن إسلوبه الذي ترك بصماته في عالم الصحافة منذُ توجهه الى بغداد عام 1954 وبشكل خاص أواخر الخمسينيات.. حين غدت الصحافة مهنةً له .. وبدلاً من أن يكون الفلاح هو موضوع السخرية .. كما كان سائداً قام " أبوگاطع" بقلب المعادلة ليجعل إبن المدينة شريكاً فيها .. وأحياناً موضوعها , راسماً صوراً كاريكاتورية لم تعرفها الصحافة من قبل عن أبن المدينة ، من خلال توظيفه تراث الريف الفني في ذلك .. لم يعرف المواربة، كان يثق تماماً بمقدرة قارئة على قراءة مابين السطور حين يتعذر الإفصاح عن الحقيقة بشكل مباشر ويحترم ذكاءه أياً كان مستواه المعرفي وهو يصفه مثل "المفتح باللبن". لايمايز في توجيه نقده وإحتجاجه أكان المخطيء رفيق درب ام عدو ..!!لكن هذا الأمر ماكان يمكن أن تهظمه العصابة الحاكمة( ماكان يشتم بل كان يسخر ومن خلال سخريته كان يعرّيها) ..فتبين سوءاتها وقبحها، جهلها وبربريتها ..كيف يمكن التحالف مع كل هذا ..!؟كان لابد أن يوقف  من النشر وهذا ماكان، جرت محاولة لدهسه بسيارة على طريق الكوت ولكنها فشلت فأعدوا تهمة تهريب السلاح بغية إعدامه .
يؤكد "حميد الياسري"(9) إبن أخي (أبوگاطع) إن السبب في إرسالة للدراسة هو إبعادة عن الجريدة في بغداد ،لأنه لم يكن منسجما ً مع النهج السياسي السائد حتى أعفي تماما عن الكتابة عام 1976 فإضطرالى مغادرة بغداد متوجها ً الى" براغ".
وبنفس القضية يقول " أبوگاطع" في رسالة موجهة الى الدكتورة " سميرة الزبيدي"(10) واصفاً تلك المرحلة : (( غادرت العراق أواسط العام 1976 هارباً من تهمة ـ اقلن ـ أقلن الإعدام .. تهمة توزيع السلاح والفايل امام محكمة الثورة )) الى براغ حمل " أبوگاطع" دفتراً أطلق عليه " دفتر الممنوعات" يضم بين دفتيه المواد التي لم توافق هيئة تحرير صحيفة "طريق الشعب" و "الفكر الجديد" على نشرها ...!!
تجدر الإشارة الى إن منفى " أبوگاطع" في "براغ" لم يكن هيناً .. إذ إنه أيضاً تعرّض الى المضايقة و المحاسبة .. اكثر من مرة .. وجرت محاولات مغرضة من قبل البعض وبأساليب رخيصة لتشويه سمعته ومواقفه ،وكان سيف تجديد الإقامة له في" براغ" مسلط دوماً على رأسه .
كان آخر ممنوعاته مادة كتبها الى "طريق الشعب" قبل مغادرة بغداد .. تحدث فيها عن ـ الظهر والظهيرة والظهير ـ والظهير هو الحليف.. المقصود البعثيين .. زمن الجبهة ..!!
تحدث" أبوگاطع" في إحدى الليالي الخريفية من عام 1976 مشيراً الى إنه يشعر ضمن المشهد السائد مثل ( المعكل بالمرقص )(11) وهو معكل بمرقص التحالف .. الناشز ..
تنبّه " أبوگاطع" مبكراً الى هذا الخطل .. وعبثيته , ووصوله الى طريق مسدود .. خصوصاً مع إستخدام الطرف القوي لهذه العلاقة ليكون أقوى "ولأبوگاطع " في هذا حكاية..
تجدر الأشارة لها .. وردت في روايته" قضية حمزة الخلف" (12) : ( في إحدى ليالي الصيف فزّ الخروف من النوم , وسأل من هذا الذي وطئني ؟ فأجابه العنز : أنا سيدك الصخل .. ووقف يباهى بقرنيه , مغروراً بشحمه ولحمه .. يتنسم هواء الليل العليل .. .مرت الأشهر .. وجاء الشتاء وذات ليلة قاسية البرودة صحا الخروف من نومه وتسائل من هذا الذي يختل بجانبي ويحتمي بفروتي ؟ فاجابه العنز : انا خادمك الصخيل ..!!)
في رسالته السالفة الذكر للدكتورة سميرة الزبيدي يضيف " أبوگاطع" بقيت لاجئاً غير سياسي في ( تشيكوسلفاكيا ) أظنني كنت أول لاجىء أو مهاجر .. ففي العام 1976 كانت الجبهة ما تزال في ـ زواك العرس ـ والبخور يفوح من طيات ثيابها .
كان " أبوگاطع" في مجالسه الخاصة يطلق على الجبهة تسمية الجبحة ( أي العثرة والسقطة) .

اللغة العامية
في أواسط السبعينات , إتخذت السلطة موقفاً سياسياً ضد العامية بدعوى حماية الفصحى.. (الأمر الذي نكصت عنه بعد إندلاع الحرب مع إيران عام 1980 وحاجتها للعامية للدعاية للحرب) .. وحقيقة موقف السلطة من العامية .. هو إن .. أغلب من إستخدموا العامية فنياً كانوا محسوبين على اليسار بطريقة أو أخرى .. !!.
(اللهجة الجنوبية) لهجة ساحرة .. ثرة تنساب بموسيقى خاصة .. واذا ما جاز لنا أن نطلق صفة ذكية على لغة ما .. فان الجنوبية كذالك إذ إنها تزاوج بين تراث الفصحى والموروث المحكي.. كذلك إستخدامها( للحسجة ) التورية، بتلقائية وبمنتهى البراعة .
وعامية "أبوگاطع"من هذا المخزون..ولذا تمتعت بقوة ..ومرونة،ونفاذ معاً (13)(وقد إنفرد "ابو گاطع" بهذا الفن الرفيع .وحاولت السلطات الفاشية" قبل وبعد 1968" أن تجد لها فنا يشبه الحكاية الشعبية التي قدمها"ابو گاطع " كي تكون خصماً لدوداً له لكنها باءت بالفشل ).
في البدء كان هاجس "أبوگاطع"من إستخدامه للعامية هو التوجه لمخاطبة الفلاحين ولكنه فيما بعد تجاوزها الى أن تشمل إبن المدينة ولتغدو سمة مميزة من ميزات أدواته الإبداعية .
(14)( لقد كان "أبوگاطع"يملك صفة رائعة متأصلة فيه وهي التساؤول ،إنه مثل فلاحه ،يجابهك دائماً في جلساته الودية بالأسئلة التي تجعلك أحياناً في موضع محرج،أو تضعك على المحك،فإما أن تجاريه بتساؤلاته المشروعه واما أن تبلع لسانك وتسكت ،والعجز عن إتخاذ موقف ،وهذه الصفة جعلها "أبوگاطع"ملكاً مشاعاً للراغبين في تبنيها بإخلاص من أبطال قصصه .وذلك ينبوع لحرارة الصدق فيما خلفه لنا من أدب قصصي وخواطر ).
فنه الروائيتعرض "أبوگاطع"الى العديد من الممنوعات ...سجن إختفاء ..منع تقديم برنامجه الإذاعي عام 1962 ..وصولاً الى رفض طبع رباعيته (15) أو تقديم الدعم لها من قبل وزارة الإعلام .. ،فإتخذت الثقافة الجديدة عام 1972قراراً بنشر الرواية طالبةً من الراغبين في إقتنائها تسديد ثمنها سلفاً(16)..وتم لأبو گاطع ماأراد..حيث أقبل العديد من القراء على شراء روايته قبل صدورها ..وهذا يفسر ويوضح تماماً مدى العلاقة وحميميتها التي ربطت أبو گاطع " بقرائه..بل وثقتهم بنتاجه الأدبي.
الرباعية هي العمل الروائي الأول "لأبوگاطع"..وكانت بأربعة أجزاء :الزناد،بلابوش دنية ،غنم الشيوخ،وفلوس حميّد.
تدور أحداث الرواية في إحدى قرى الغراف على مدى يقارب أربعين عام ،تبدأ الأحداث وذكريات ثورة العشرين ما زالت طازجة تحديداً عام 1923 ،حيث تسود الريف علاقات شبه مشاعية، ساعدت على بقائها قيم قروية موغلة في قدمها وقسوة الظروف المختلفة الأمر الذي إستلزم حياة جماعية لمجابهتها ..وفي الرباعية تصوير رائع وذكي لعملية تفكيك المشاعة الريفية ..تلك الفترة كان الإستعمار البريطاني قد حسم أمره في عدم إدارة العراق من خلال الضم المباشر كالهند، (الخيار الذي قبرته ثورة العشرين) ،نصّب الإنكليز ملكاًعربياً للعراق ،ولكن إدامة المُلك تستوجب قاعدة إجتماعية ،مميزة تُسَهّل مهمته..ولتحقيق هذه المهمة قام الإستعمار مستفيداً من تجربته في الهند ومصر بتفكيك وتحطيم منظم وهاديء في البدء للمشاعه هذي (إذ لاسلطة لفرد على آخر إلاّ القيم والأعراف )..وهذا مايتعارض كل التعارض مع شروط بناء قاعدة الحكم آنذاك..وشرطها الرئيسي الإذعان ...!
كيف يُذعن أفراد العشيرة بدون وجه حق لشيخهم ..؟! إذ كان الشيخ خيارهم... يشبع حين يشبعون ويجوع حين يجعون!.
حين يستدعي الحاكم الأنكليزي شيوخ العشائر يكون أحد المدعوين"سعدون ابن مهلهل" (ماكان الأخير يطيق لبس اللباس الداخلي) ،وفي خضم إستعداداته للسفر وملاقات الحاكم يستعير نعال من "أبو البينة"..إذ إن نعاله البالي لايليق لوجه الحاكم الإنكليزي على حد تعبير "حسين" شاعر القبيلة وحكيمها (17) ..حين يكون الموسم الزارعي جيداً فهو للجميع وحين يكون خلافه ..فشيخ العشيرة ملزم بالتقشف مثلهم، قوانين الطبيعه هذي في ريف العراق الجنوبي ماكان لها أن تساعد في تثبيت الحكم الذي شاءه الإنكليز للعراق.
ولذا قام المستعمرون بمنح إمتيازات في المال والأراضي و" المكنَنَهْ " خصوا بها رؤوساء العشائر مكنها من زراعة "السيح" بدل الإقتصار على الديم (الأمطار)الأمر الذي سهل تحقيق فائض إنتاج لديها وأفرزها كطبقة إجتماعية مميزة لها شروطها وظروف ديمومتها التي تلتقي مع المستعمر ..روحياً ومادياً..وتتعارض مع العوام الذين صاروا أجراء بعد أن كانوا شركاء وأولاد عم في المشاعة الريفية المفككة ...وإنتقل الشيخ ليسكن في قصره
بعيداً ومميزاً عن بيوت العشيرة .. في الرباعية يرد تفهم هذا التحول وإستهجانه على لسان "حسين"في خضم رده على زوجته بشأن عهد خطبه قديمة (بنت "سعدون"لولده "ناصر") دارت بينه وبين سعدون في أيام ماقبل التحول الإقطاعي (18)(سعدون لم يعد منّا ،إنفصل عنّا نهائياً.أصدقاءة من الشيوخ وكبار "السراكيل"، لايستمريء إلا النعوت التي يطلقها عليه "الخضّارة" وأصحاب الإبل .صار إسمه الرسمي " الشيخ " وطويل العمر .يُجاب إذا صوّت بكلمة "عونك " ولايخاطب إلا بلفظ محفوظ وأحسب إنه يتقزز من مخاطبتنا إياه بلا ألقاب ولا أدعية بطول العمر )..في الحالة هذي حتى الزواج يغدو خروجا ً عن قوانين الحياة التي إعتادوها وتأقلموا معها ..لايستطيع"حسين " أن يتصور زوجة المستقبل لأبنه من دون ان تكون شريكا في العمل كما هي زوجته وقبلها أمه ..وما إعتادته العشيرة..منذ زمن بعيد (19)(شنهو معنى تحصين بت سعدون؟" يا بعد حصان إبوي " وما دام صارت البت إمحصّنه شنهي رفجتها وي ناس مثلنا ؟ من كون مَرْت الفلاح إمحصّنه " يابعد إحصان ابوي !"لازم يشتريلها وصيفه تخدمها .ومن كون مرة الفلاح ب?بعه وسرسوحه " يا بعد ?بعة أمي وسرسوحتها " ياهو اليحصد وياهو اليحضن؟ ).
النهم البسيط للتمايز يكبر ليتضخم ويغدو إبتلاعاً سافراً ...حصة المضيف (الديوان) التي كانت تدفع طوعا ًلتغطية مصاريف العشيرة في (الديوان).. إستقبال الضيوف،الأفراح،والأتراح، القهوة ،بل حتى "التتن"(التبغ) الذي يدخنونه..!في الديوان هذه الحصة صارت تدفع أضعافاً مضاعفة من دون أن يكون الشيخ ملزماً بأي شيء إتجاه العشيرة عدا كونه رمزاً ماعاد بإستطاعتهم خلعه.
(إن أهمية الرباعية تكمن في محاولتها ،فهي أول طرح في تاريخ الرواية العراقية لقضية الأرض من منظور الثورة)(20).
إن هاجس أن يصبح"أبوگاطع" روائيا لاصحفياً وحسب ..كان يلازمه ..خزين هائل من التجربة الذاتية المميزة ،والحكايات التي لاتنضب..ماكان للصحافة أن تستوعبها لوحدها ..وهكذا ولدت الرباعية..يقول "غائب طعمة فرمان" في لقائة الأول "بأبوگاطع".(21) (في العام 1969 في أحد مقاهي شوارع السعدون كان اللقاء ، وبدا كأن أحدنا يعرف الآخر منذ عهد نوح ،وهذا التعبير مستلهم من روح "أبوگاطع"..أسرّ لي قائلاً..هل تحب القراءة ..؟..قراءة أي شيء ..نعم دفتر متواضع ..القضية كلها يامحفوظ السلامة يعجبني أصير روائي ..جا بس إنتوا..!! شوفها واحكم عليها رواية لو خرط..!)..ثم يسترسل "فرمان" واصفاً عوالم الرواية ..(أخذ يتنامى في خيالي المبصر عالم متجسد رحب مغمور بأنفاس الريف وآناسه،صنعه قلم ذو دراية ممتازة بما يريد أن يقول ..حب عارم للوسط الذي يصورة ومعرفة مستفيضة بخبايا الحياة الريفية وحنايا ..سكانها الواقعيين الى حد إحساس القاريء بأنفاسهم تدفيء قلبه).
يصف " أبوگاطع " شخصيات روايته في خضم رده على رسالة وزارة الإعلام ورفضها طبع او تقديم الدعم (22)(إنني أحمل أصدقائي بين يدي ..أصدقائي اللذين عايشتهم ليالي الشتاء
الطويلة ،أحاورهم وأتخيلهم ..أبدل بعض ملامحهم أضيف عبارة،أو أحذف لفظة..وفي نهاية المسيرة مع" الدفترين"(مخطوطة الرواية)..توطدت علاقاتي مع "حسين" بطل الرواية على نحو عجيب..أناجيه وأناغيه، أحياناً أصغي الى أشعاره،وكأنني أسمع صوته، برغم مسافة السنين).
لايوجد بطل متفرد في عمل " أبوگاطع"هذا وكذا هو الحال في عمله الروائي الثاني(23) "قضية حمزة الخلف"وهي رباعية أخرى لم تكتمل إمتداد للرباعية الأولى.. في الرباعية الأولى نجد "حسين" شاعر العشيرة وحكيمها يموت قبل أن يتوج حلمه بالخلاص من الإقطاع وهو بطل متفرد على طريقته،كذلك "خلف "المتشبث بأوهام ثبات إخلاقيات العشيرة الأولى عند "الشيخ
سعدون"هو بطلاً آخر ،و"ناصر إبن حسين" شهيد "كاورباغي" ،بل حتى البخيل الجبان"حميّد أبو لبينه"..بطلاً للجزء الأخير من الرباعية "فلوس حميّد"(24)(في عالم "ابو گاطع " كل شيء جائز :الغنّام يصبح فلاحاً والفلاح غنّاماً والسركال عاملاً وهؤلاء جميعاً شيوعيين ،والشرطي إنساناً والإنسان شرطياً والضعيف قوياً والقوي ضعيفاً ..كل شيء جائز ..حتى البطولة والتاريخ لاينظر إليهما "ابو گاطع "كمقولتين مجردتين، بل كواقع محسوس) .
والرواية وإن تناولت الصراع بين الإقطاع النامي والفلاحين إلا إنها..تناولت بتجرد ..تفاصيل شؤون شخصياتها ..عواطفهم ،شجونهم ..خيالاتهم ،مواقفهم المتباينة من حدث الى آخر ..فها هو(عبيد المنتاز) "سركال" الشيخ وأداته الطيعة الأمينه على ممتلكاته..وسلب تعب الفلاحين يخرق هذا الأمر،عندما يتعلق الأمر بالعاشق "ناصر إبن حسين" ويسهل له زيارته الأخيرة خلسة الى بيت الشيوخ ،لملاقات حبيبته "حسنه بنت الشيخ سعدون" التي ستزف عنوةً الى إبن إقطاعي آخر ..تلك الليلة (25).
لايُسقط "أبوگاطع "أفكاره بإبتذال على شخوص روايته .. "عبيد المنتاز"السركال عاشق هو الآخر ولذا يتضامن مع عاشق آخر ..إنه الجانب الإنساني وإن تباين من موقف لآخر).
لقد صور لنا" أبوگاطع "في الرباعية و"قضية حمزة الخلف"،هواجس الريف،آلامه،ظلمه ونفاقه،كذلك العشق،صدق الأحاسيس ،ودفيء المشاعر ..كل ذلك بغنائية شفيفه حزينة..ومناجاة شجية..لم يستطع أدبائنا الروائيون قبله، المنتمون بغالبيتهم الى المدينة من خوض مجاهل الريف العراقي وعوالمة كما فعل "أبوگاطع "..وليس من المغالاة فيما لو قيل إنهم يعرفون عن الريف المصري أكثر مما عن ريفهم العراقي على حد تعبير "غائب طعمة فرمان "(26)
في الرواية الثانية "قضية حمزة الخلف"يتناول "أبوگاطع "مرحلة مابعد 1963 ..يبتدء بعد أربع سنوات من الزمن الذي توقفت عنده الرباعية الأولى ..بخصوص هذة الرواية يتساءل عبد الكريم ?اصد عن سبب (27)(صمت نقادنا إزاء رواية من أهم روايات أدبنا العراقي هل هو إسمها الذي يوحي البساطة والشعبية أم كاتبها الذي تراة السلطة صحفياً دون مستوى الكتابة الأدبية؟!) الأحداث في" قضية حمزة الخلف " تتابع تعقد الحياة السياسية والإجتماعية في تلك الفترة ..لم تعد السياسة بطراً..! فمنجزات الثورة الأولى صارت تتآكل ولم يعد الريف عذرياً "والشرطة السيارة" تجوبه بحثاً عن خصومها ،الإقطاع يحاول إن ينتقم،وكذا العسكر ،ومدعي القومية،والخصم هو كل من دافع عن الثورة وعبد الكريم ..!!
تدخلت المدينة بخصوصية الريف ..واستباحته لأن الأخير دخل مبكراً في لعبة السياسة ..الأمر الذي أرادته المدينة حكراً عليها ..ولكن قسوة الحياة التي كان يديرها الحاكم المديني لم تترك له خيار أن يكون محايداً..فإبتلى بها خصوصاً بعد ثورة 1958 وفي هذا يصور"أبو گاطع" هذه البلوى إذ وردت على لسان إحدى شخصياته (28):"أم مطشر زوجة حمزة الخلف" التي تطالب بالتقتير (الشاي تعودنا عليه حد الإدمان ولاخلاص منه والراديو لابأس به لولا تكاليفه..نسمع بعض الحكايات والأغاني ،ولكن " الكباحة" أي السياسة،ماحاجتنا لها..!!) .
لم يعد الريف مسرحا ً وحيدا لأحداث الرواية كما في الرباعية الأولى بل أن الشخصية الأولى في الرواية "حمزة الخلف" تتنقل بين الأثنين ،يتطور إسلوب "أبو گاطع" كثيرا وابتعد عن المباشرة، وتكون السخرية هي ثيمته الملازمه في هذا العمل مصوراً فنطازية الحياة السياسية والإجتماعية مابعد إنقلاب 1963 ..إذ تتحرك شخصيات أبو گاطع في هذا العمل بإنسيابية وتلقائية..تلقائية الفلاح المتوجس دوما من إي فعل للسلطة ..بلا قدرات خارقة .. أو صدف مستحيلة ومفتعلة.. لقد تطور مفهوم الرواية لدى" أبو گاطع" (29)( تبدت خبرته ككاتب في مرتبة ناضجة إذ إنه يحرص فيها أن يقدم نماذجة البسيطة بتركيب غير بسيط "حمزة الخلف" ،"مطشر "وبلغة فصحى لم تتخلى عن مضمونها الشعبي ..البطولة في الشخصية الصغيرة المغمورة المليئة بالضعف والشجاعة .إنها بطولة "حمزة الخلف" المتردد الشكاك الضعيف الخائف الصلب ..تلك الشخصية التي لاأبالغ إذا قلت إنها من أجمل الشخصيات الروائية في أدبنا العراقي ).
حين تموت الشجرة واقفة!في 17 آب 1981 توفي "أبو گاطع" في "براغ" بحادث سيارة حيث كان متوجهاً لزيارة "جبران"ووري جثمانه في مقبرة الشهداء ببيروت وأطلقت 21 إطلاقة تحية وداع له من جانب الثورة الفلسطينية...يذكر إنه كان مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) في "براغ"منذ أواخر السبعينات ولغاية وفاته.
يقول "عبد الحسين شعبان"وكان صديقا" لأبو گاطع" تلك الفترة من حياته في "براغ"..(30) (إن "أبو گاطع "بعد زيارة ابنه كان ينوي مغادرة "براغ"للتوجه الى العمل في الإذاعة السرية التي أعيد إفتتاحها في "كردستان "إذاعة صوت الشعب العراقي "إذ أخذ يشعر مع مرور الأيام ورغم مرضه إن مكانه وفعلة المؤثر والحقيقي هو هناك في العراق..وكانت تعويذته الأخيرة قبل وفاته قائلاً :ـ(31) ( لن أزرع شجرة معمرة في أرض الغربة كي يسمن غلالها ،وأغفوا ناسياً أو متناسياً أهلي ،لن أزرع اليأس في حقول الغربة،اللهم لاتبارك في زرع ولاضرع من إدخر جهداً في فضح الفاشية البدوية التي تذبح أهلنا وجيراننا. نقسم بالله وبالوطن وبالديمقراطية أن سنأخذ هذا النظام المجرم بجريرته حتى ولو كان متعلقاً بأستارالكعبة) ـ وأعقب ذلك"حي على الهجوم لاتردد ولاخيار ".


ملاحظة:- آثرت أن أترك إسم العلم "أبو گاطع"على صيغة واحدة بغض النظر عن حالته الإعرابية .
1- مجلة الثقافة الجديدة،العدد 140،نيسان 1982 ،رسالة خاصة الى الدكتورة سميرة الزبيدي .
2- عبد الحسين شعبان،(أبو گاطع )على ضفاف السخرية الحزينة، نادي الكتاب العربي ،1998 ،ط1،ص53 .
3- على ضفاف السخرية الحزينة،مصدر سابق ص54 .
4- عزيز السماوي ،لغة الفكاهة السوداء في الحكاية الشعبية للكاتب أبو گاطع،الثفافة الجديدة ،العدد255 ،ايار ـ حزيران 1993 ،ص24 .
5- على ضفاف السخرية.. مصدر سابق ص61.
6- عزيز السماوي ،مصدر سابق،ص24.
7- من مقدمة رباعية "ابو گاطع "شمران الياسري ،الجزء الأول،الزناد، ،دار بابل،1989،ط1 ص6
8- زهير الجزائري ،الروائي فلاحاً،مداخلة ألقيت في ندوة أقيمت في لندن في ذكرى رحيل أبو گاطع،الثقافة الجديدة،العدد 255 ،مصدر سابق .
9- مقابلة إذاعية مع عبد الحميد الياسري"صوت العراق الحر"17/8/2002.
10- الثقافة الجديدة،العدد 140 ،مصدر سابق.
11- على ضفاف ..مصدر سابق ، ص59.
12- رواية قضية حمزة الخلف ،أبو گاطع ، شمران الياسري ،دار الفارابي ،بيروت ،1982.
13- عزيز السماوي ،مصدر سابق.
14- غائب طعمة فرمان ،شمران الياسري :المنبع والمصب . - من مقدمة الرباعية ،الجزء الأول،الزناد، ،دار بابل،1989،ط1 ص7-8 .
15- رباعية أبو گاطع (شمران الياسري ) ،رواية ،أربعة أجزاء، دار بابل،1989.
16- ينظرملحق السؤال لك ياسيادة الوزير ، الجزء الرابع من الرباعية،فلوس حميد،دار بابل ،1989 ط1،ص124.
17- رباعية أبو گاطع (شمران الياسري ) الجزء لأول،الزناد ،ط1،دار بابل 1989،ص26 .
18- الرباعية ،الجزء الأول ،مصدر سابق ص64.
19- الرباعية ،الجزء الأول ،مصدر سابق ص64.
20- مصطفى عبود،رباعية شمران الياسري ،ملحق بالجزء الرابع من الرباعية، فلوس حميد،دار بابل ،1989 ط1 ص100،.
21- غائب طعمة فرمان ،شمران الياسري :المنبع والمصب ،مصدر سابق ص6.
22- ينظرملحق السؤال لك ياسيادة الوزير ، الجزء الرابع من الرباعية،مصدر سابق.
23- رواية قضية حمزة الخلف ،أبو گاطع ، شمران الياسري ،دار الفارابي ،بيروت ،1982،ط1 .
24- عبد الكريم كاصد ،من يعرف "أبو گاطع"؟، مداخلة ألقيت في ندوة أقيمت في لندن في ذكرى رحيل أبو گاطع، الثفافة الجديدة ،العدد255 ،ايار ـ حزيران 1993 ،ص12 .
25- الرباعية ،الجزء الأول ،مصدر سابق ص83و88.
26- غائب طعمة فرمان ،شمران الياسري :المنبع والمصب، ،مصدر سابق ص7.
27- عبد الكريم كاصد ،من يعرف "أبو گاطع"؟،مصدر سابق
28- رواية قضية حمزة الخلف ،مصدر سابق ،ص88.
29- عبد الكريم كاصد،من يعرف "أبو گاطع"؟،مصدر سابق.
30- على ضفاف .. ،مصدر سابق ص107.
31- مقابلة إذاعية مع عبد الحميد الياسري".

ملحق :قصيدة شعبية "لأبو گاطع" نُشرت في مجلة "الفكر" العدد الثاني ،1981 الصادرة في "براغ " وردت في كتاب "على ضفاف السخرية الحزينة "لعبد الحسين شعبان"ص49

إجه المطر
إجه المطر
إجه المطر
صاحوا الأطفال بدربنه وهوّسوا
وشفت البيوت بطينه تركض وراهم
بالدروب الطافحة بهاي ،الهلاهل من إجو

إجه المطر
إجه المطر
والاطفال لبسوا ثياب وغنّوا
ياهله باليغسل گلبنه من الكره والغيرة
ويلّبس دروب الطرف ثوب العرس
ويطفي بينه الحيره
إجه المطر ،جاب البنات يغنن بعكدنه
فرّع شعرهن وحده وحده وغسلِ منّه الحنّه
يبّسن شعرهن وحدة وحده وبالمطر مشطنّة

إجه المطر ..هسّه المدارس حلّت
بلكي يبللها المطر وتكول ختلني واكولن فرجت
يامطر كتلها اجيج وضحكت
وركضت لهله وغنّت


الدنمارك2002