| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 12 / 12 / 2013

 

افتتاحية المدى

حين تكون الكلمة في مكانها: جناحان يخفقان بنبض الحقيقة.. 

فخري كريم 

ليس ادعاءً اذا ما قلت ان تناول ما يتعلق بـ"المدى" وشؤونها، وما يعلّي من سويّتها، او يشيد بدورها، يسبب لي حرجاً، قد يوحي للرواد من العاملين فيها، وهم حملة اسهم النجاحات، قبل من انضم اليها في مراحل مختلفة من المسيرة، كما لو انني امنُّ عليهم بكلمة عرفان، واستكثر عليهم قول الحقيقة حول ما شيّدوا من بنيان، لا يجسد شرف الكلمة فحسب، بل وجسارتها، حيث يصعب الفصل بينهما في هذا الزمن، حيث تتكثف الغيوم السود لتحجب ما يجري في كل زاوية مكمومة، مكتومة، من فضائح استباحة القيم والمقدرات، وهدر الكرامات، ونهب الثـروات، ليصبح الفساد والتدجيل والرشوة والاستقواء بالسلطة الغاشمة، سلوكاً مباحاً، لا يحتمل الملاحقة والنقد، وفي حالات غير قليلة، وجهة نظر، وبطاقة مرور في كل الاتجاهات المحظورة على الناس الاسوياء.

منذ التحضيرات الاولى للمدى الجريدة، تجمع حولها اخيار الكتاب والصحفيين، المشهود لاغلبيتهم بالكفاءة والخبرة والوطنية، مبتهجين، ومتفائلين بما يمكن ان يقدمه كل واحدة او واحد منهم، بعد عقود من الكبت ومصادرة الحريات في ظل الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة، مساهمة في اعادة بناء دولة ديمقراطية، معيارها الاول ، قامة الانسان وحرمة كرامته، وحريته، وزاده ، وضمان مستقبله ونهوض وطنه.

لقد ظلوا يخوضون معارك البناء في اوضاع، توهم كل واحد فيهم، انها لم تعد باي شكل، امتداداً للماضي، او انها قد تتحول الى وجه آخر من وجوه الاستبداد والتنكر للتضحيات الكبرى التي جاد بها الشعب للوصول الى ضفاف الحرية. لكنهم رغم ذلك الوهم، لم يرتعش لهم قلب، او يساورهم القلق من التخلف عن النهوض بالمهام، كمنافحين بالكلمة الحرة، في مواجهة اية تحديات، تبرز في مجرى الاحداث، او انحراف عن المسار الديمقراطي، وما يشكله من اعاقة او تهديد مهني، او شخصي.

كنا اسرة تنوء بعبء الماضي، واشواق المستقبل. ولانهم هم من نهض بالبناء، حجراً فوق حجر، مثل سلالة متلبسة بهاجس اكتشاف كل ما من شأنه تحويل المدى الى منارة، وفنار، لترصد دون خوف، وتقول دون توجس، وتختصر المسافة بين تضاريس الانوار، ومرابض التيه والظلام، فتتفتح وتضيء الطريق لبناة المستقبل، وتستضيء بطاقة الامل فيهم، اصبحت المدى، كما كان يحلم ويريد كل واحد وواحدة من هولاء البنّائين من صنّاع نسيج الكلمة ومبتكري مباهجها وتحولاتها ووعودها، واسرارها المستعصية على الاستسلام..

هذه الايام، يطفئ وافدون جدد في اسرة المدى، اول شمعة من عمرهم الغض، المزدهي بذاته، حيث مكمن الحرية والتحدي.

عام واحد من حياة جديدة واعدة، انبعث فيها توأم، لتكبر بهما اسرة المدى "المؤسسة" وتتكامل قاعدة انطلاق "قناة المدى" هذا الوعد الذي طالما تأخر وطال مخاضه، وتمنع واستعصى على ولادة قيصرية..

من حسن طالع الزملاء الجدد الذين يطفئون شمعة اولى، بمشاركة زملائهم الاقدمين، انهم تمثلوا بفترة وجيزة ما تعنيه المدى وهي تترفع عن صغائر الامور، وتحمل انوار الحقيقة والصدق والمهنية، في اجواء تستشري ضمنها كل اشكال الفساد والخديعة والتمويه على الناس.

فبجهد ومثابرة ومكابرة من يستمرئ التحدي، خلال عام واحد، تبوأ التوأم، كل في مساحته المضيئة، مكانا يُشار له من فنارات متباعدة، على انه فنارٌ قائم بذاته..

اليوم يشعل عشرات الزملاء، بل المئات، شمعتين ترمزان الى ذكرى ميلاد التوأم المبارك، الذي اشرق في بيت المدى، وكالة انباء " المدى برس" و " اذاعة المدى " ..!

اكتب عن هذه المناسبة، لانهم، هم حاضنة الوليدين، ومقام الاب والام لهما..

فلكل زميلة وزميل من الاعضاء الجدد في اسرة "المدى"، باقة ورد لا تذوي، وتظل تتضوع بعطر القرنفل والياسمين ..


المدى
العدد (2960) 12/12/2013

 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات