| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 12/2/ 2010

 

مناطق منسية طرق أبوابها الطبيب الجوال

هند مزاحم مبارك

بعد ان تغير النظام البعثي المقبور عمت فوضى عارمة في البلد وطفح الفساد الأداري وتردت الخدمات بشكل واضح حيث حاول النظام المقبور اخفاء قصوره المخزي بطرق عدة .
المواطنون العراقيون عانوا من نقص الخدمات وترديها وخصوصا الطبية والتي أخذت تتردى أكثر فأكثر حتى بعد تشكيل الحكومة الوطنية التي تطلق الشعارات لأنقاذ وتطوير البلد والحفاظ على أمنه، وحقيقة الأمر هي بذل الجهود في كيفية الحفاظ على المناصب والسعي للاستغلال وسرقة أموال العراق وبقى المواطن يتلاطم بين أمواج الفقر والجهل والمرض.

نقول لمن ماتت ضمائرهم وأغرتهم المناصب على حساب صرخة الطفل جوعاً وقهراً وعلى بؤس الشاب المذبوح طموحه على طاولة الحكومة العراقية التي قادتها أحزاب الطائفية المقيتة ذات المحاصصة الضيقة ، نقول لهم اتركوا العراق لأهله الطيبين يتعاونون فيما بينهم لأيصاله الى بر الأمان , نعم فهنالك أناس ضمائرهم وطنية حيّة وحسهم الوطني الأصيل يدفعهم لمد يد العون لأخوتهم ممن جار الزمان عليهم ،ومن هذا المنطلق فقد طرق الابواب المنسية ومنذ ستة أعوام فريق طبي بقيادة طبيب شهم ومساعدين شجعان حاملين معدات بسيطة وأدوية تم جمعها بالتبرعات الشحيحة, متجولين بين مناطق وأحياء أبى المسؤولون التوجه اليها لأنها مناطق لا تعاني فقط من سوء الخدمات وتفتقر الى معالم الحياة الكريمة للبشر ولكنها تعدُّ من المناطق غير الأمنة ايضا بل شهدت ساعات أرهابية عصيبة ، توجه هذا الفريق الى أبعد المناطق وأفقرها والتي لم تصلها الخدمات الطبية سابقاً ولا لاحقاً والتي يعاني سكانها من أمراض مختلفة جراء سوء الظروف الحياتية والبيئية والأقتصادية .

حاول هذا الطبيب الشجاع وفريقه وبأمكانيات بسيطة تخفيف آلام الناس المتعبين ورسم الابتسامة على وجوههم معربين لهم عن مساندتهم ودعمهم طبيا ومعنويا ويقولون لهم أنكم لستم بمنسيين فهناك من يفكر بكم ومن يسمع ندائكم ويتألم لألامكم , مصابكم هو مصابنا فنحن نعيش على أرض واحدة هي جسد العراق فأذا تالم جزء من الجسم فالعراق كله يبكيه الماً.

طبيبنا العراقي هذا ليست لديه عيادة فهو دوماً يقول " أن عيادتي مكانها في قلوب العراقيين ".
والفريق الطبي الذي لم يضع أمامه سوى هدف مساعدة الناس المساكين دون التوجس من خطورة الوضع الامني فلابد من حركة ضد الظلم لابد من التضحية من أجل كلمة الحق لابد من بذل الجهود لأنارة الدرب .

الدرب أمامكم منار, اتبعوا من يمد يد العون لكم دون مقابل , من يضحي بالغالي من اجل الخير والسلام والانسانية لتعيش أنسانيتها , صدق كلمته هو فعله , وليس ممن كثرت وعوده وقلت افعاله , اتبعوا من تجدون فيه روح الوطن نابضة من يريد زرع الخير من يفتش عن سبل السلام بدل القوة وسفك الدماء وليس ممن استخدم الدين لأغراض لا تمت للوطن بصلة او من يحاول أن ينهب أموال العراق أو من يحاول خدمة جهات خارجية طامعة بخير العراق.
ليكن هذا الطبيب وفريقه مثالاً للتعاون فيما بينا ومثالاً للتضحية ونكران الذات ونضع يدا بيد لأنقاذ عراقنا وبنائه على الحب والصدق والأخوة والسلام.

هذا الطبيب الخير و الأخيار الذين معه هم من الحزب الشيوعي العراقي المعروف بنضالاته الوطنية ضد الظلم والقهر والسعي لنشر الخير والمساواة بين كل الناس , حبهم للوطن واضح من أفعالهم ومواقفهم الشريفة وكمية التضحيات التي قدموها وما زالوا يقدمونها للنهوض بالعراق من جديد وتضميد جراح شعبه الصابر ولأجل أسعاده وتحريره من قيود الظلم والاستغلال.

هذا الطبيب هو أبي وأنا أفتخر به وبكل أعماله التي غرزت فينا حب الوطن والشعب.

أعطي صوتك لمن يستحقه .



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات