| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 12/1/ 2011

 

نقاط التفتيش ... ضرورة امنية ام انتشار عشوائي

علي المهداوي *
aaljournalist@gmail.com

استبشرنا خيرا مع بدء العام الجديد بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي الى تقليص عدد نقاط التفتيش غير الضرورية وتغيير الخطط العسكرية بما ينسجم مع المتغيرات الامنية في بغداد والمحافظات.

مبعث الاستبشار والفرح الذي انتابنا يكمن في عدة امور اولها بلا شك ما تحمل تلك الدعوة في مضمونها من شعور بتحسن نسبي يطرأ على الاوضاع الامنية اضافة الى تغيير في الخطط الامنية المتبعة واستراتيجية جديدة تتمثل بتعزيز العمل الامني الاستخباراتي .

ومع انني تذكرت دعوة جاءت في نفس هذا التوقيت تقريبا من العام 2009 أكد فيها اللواء قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد في ذات نية قيادة عمليات بغداد تخفيض عدد نقاط التفتيش في العاصمة مع بدء تسلم القوات العراقية للملف الامني من القوات الامريكية, تلك الدعوات التي لم تبصر النور والتي ازدادت بعدها نقاط التفتيش في العاصمة حتى زاد عدد الثابتة منها على الألف كما يحصي بعض المراقبين .

الا ان مبعث ذلك السرور لم يدم طويلا مع ازدياد نقاط التفتيش غير الثابتة والتي يطلق عليها المرابطة والتي رافقها ازدياد في عمليات الاغتيال بالمسدسات الكاتمة للصوت والتي طالت العديد من ضباط اجهزة امنية وكفاءات ومواطنين.

ومع يقيننا ان نقاط المرابطة التي انتشرت مؤخرا في شوراع بغداد جاءت بعد عمليات تصاعد عمليات الاغتيال تلك, الا ان عدد واماكن تلك النقاط والاليات المتبعة في ايجادها بل وحتى طرق التفتيش التي تقوم بها تثير العديد من التساؤلات حول جدواها والغرض منها والاليات والستراتيجيات المتبعة في تحديد اماكنها خصوصا ما يخلفه وجودها من خلق حالة من الزحام المروري والتذمر بين عموم المواطنين وعلى وجه الخصوص الطلبة والموظفين, فشارع مطار المثنى الذي يبدأ من محطة القطار القديمة في منطقة العلاوي وصولا الى جسر 14 رمضان والذي لا يتجاوز طوله 2000م على سبيل المثال يحتوي على ثلاث نقاط مرابطة لا تبعد احداها عن الاخرى الا مسافة قصيرة جعل منظر السيارات المتكدسة مأساويا ومما يزيد المشهد تعقيدا ايضا ان عناصر قوات الجيش الموجودة في تلك النقاط تسمح بمرور سيارة تلو الاخرى ولا تخضع للتفتيش الا عددا محدودا جدا لتتحول مهمتها بذلك من حفظ الامن الى تنظيم السير وهو ما يجعلنا نعيد تساؤلنا حول الفائدة المرجوة من تلك النقاط والاليات التي تتبعها القوى والاجهزة الامنية في التفتيش .

لسنا ضد وجود نقاط التفتيش يقينا لكننا مع ايجاد ضوابط واليات تحكم وجود تلك النقاط ومع يقيننا بأن تصريحات السيد رئيس الوزراء لا يمكن تنفيذها بين ليلة وضحاها فاننا ندعو ونتمنى ان توضع خطط مدروسة لاختيار أماكن تواجد نقاط التفتيش بما يعزز الأمن المنشود الذي بات مطلب الجميع .


*
صحفي عراقي 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات