| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 11/6/ 2009



الدفاع عن السارق

نعمة ياسين عكظ

لا يختلف اثنان على ان تصرف شخص ما ليس بالضرورة هو تعبير عن هوية الطائفة او الحزب او الجماعة التي ينتمي اليها هذا الشخص ، وان تصرف كل شخص يعتمد على مدى ايمانه برأي او افكار هذه المجموعة فكلما كان ايمانه شديدا ازداد التزامه بهذه الافكار وقد يصل الى حد التضحية بالنفس في سبيل الحفاظ على هذه الافكار .

والادلة على ذلك كثيرة في صفوف الاحزاب الوطنية العريقة ... اما حين يتصرف هذا الشخص باعمال تنافي الافكار التي تدّعي هذه المجموعة انها تريد تطبيقها فهذا يعني ان هذا الشخص ما هو الا فرد وصولي كاذب استغل هذه المجموعة لتحقيق مآرب شخصية وذاتية وهو اصلا بعيد عن الايمان والالتزام بهذه الافكار مما يحتم على هذه المجموعة التنصل منه ومن افعاله بل وان تكون في مقدمة المطالبين الى محاسبته وعقابه لانه اساء الى سمعتها الوطنية والشعبية ... وبالتالي تثبت للجماهير انها مجموعة او كتلة وطنية همها الوحيد هو سعادة الشعب بكل اطيافه وانتماءاته.

وكلنا قد شاهد ما حدث في جلسة مجلس النواب اثناء استجواب وزير التجارة والادلة القاطعة التي قدمها رئيس لجنة النزاهة في المجلس والبراهين والمستندات ضده وقد صدم الجميع كون هذا الوزير محسوب على حزب عريق قدم قوافل من الشهداء لمقارعة الحكم الدكتاتوري واعلاء كلمة الحق ونشر العدالة ورفع الحيف عن المظلومين ولكن الصدمة الاشد عندما يخرج مسؤول من هذا الحزب ليدافع دفاع المستميتين عن هذا الوزير ويصفه بالمناضل . فهل الذي يسرق اموال الايتام والارامل وكبار السن والاطفال بل وكل الشعب هو مناضل ؟ وهل يحق له ان يسرق اموال الشعب لانه سجن او شرد في يوم من الايام ؟ ام ان افكار الحزب قد تغيرت واصبحت السرقة حلال في عرف هذا المسؤول؟

من الجانب الاخر رأينا لافتات تطالب بالافراج عن هذا الوزير وتصف المقابل بسارق نفط فاذا كنتم تعرفون ذلك هل يحق لكم السكوت عن من يسرق اموال الشعب ؟ اليس الاجدر بكم ان تفضحوا هذه التصرفات المشينة ؟ ام ان العملية اصبحت تقسيم غنائم بأموال الشعب الذي لاحول له ولا قوة ؟ الا تكفيكم هذه المناصب والرواتب العالية والامتيازات؟ اين ذهبت افكاركم بالعدالة والمساواة والاخوة ؟ والى متى يبقى الشعب ساكتا وكأن الامر لا يعنيه؟

لقد ولى نظام القهر والاستعباد وكان املنا ان تصان حقوقنا كشعب عانى الامرين طيلة عقود من الزمن عندما ولى هذا النظام الى غير رجعة ولكن ها نحن نرى هذه التصرفات وغيرها الكثير وليس الفاسد شخص واحد بل مؤسسات كاملة لان نظام المحاصصة البغيض يأتي بمسؤولين غير كفوئين وغير نزيهين وهؤلاء يأتون باخوانهم واقاربهم حتى ممن لم يحملوا أية شهادة دراسية ليتبؤوا المناصب العالية وتكون هذه المؤسسات كأنها ملك آل فلان يسرحون ويمرحون بها ولا حول ولا قوة لرئيس الوزراء بإقالة هذا او عزل ذاك لان هذه المؤسسة او تلك هي ملك الفئة الفلانية او الحزب الفلاني ... ولكن عتبي على من انتخبه الشعب امينا على شؤونه والذي اثبت من خلال التجربة انه وطني قبل كل شيء فقد آن الاوان ليكون حازما بقراراته ضد كل المفسدين والمتلاعبين بأموال هذا الشعب المسكين واتمنى ان يكون جريئا وقويا وحازما ضد الفساد وان يقرن قوله بالفعل دون مجاملة.
 

1/6/2009
 

free web counter

 

أرشيف المقالات