| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت  11 / 10 / 2014

 


نعم تحقـقَ حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَتْ المانيـا!

د . عبد علي عوض  
 

إستبشرَ العراقيون خيراً بعد الخلاص في عام 2003 من أحد أعتى الأنظمة الشمولية الاستبدادية الدموية في العالم (نظام الأوباش الصدامي)، ورددَ الكثير من المعنيين بالشأن العراقي بتصريحاتهم إنّ العراق سينهض من تحت الرماد كطائر العنقاء كما نهضَت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

تُرى لماذا جرى تشبيه الحالة العراقية مع الحالة الألمانية؟ ... الجواب بسيط وواضح، هو أنّ العراق بثرواته الطبيعية والبشرية العلمية يستطيع النهوض وإعادة بناء ما دمرته الحروب الداخلية والخارجية بسبب السياسات الرعناء للنظام البائد بفترة قياسية.

لكن لنرى كيف سارت عملية نهوض ألمانيا ألتي لاتمتلك موارد طبيعية كالعراق... تحولت المدن الألمانية إلى أنقاض بعد إنتهاء الحرب، وتقاسمَ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الغنائم، إذ قام الجيش الأحمر بنقل جميع المصانع الألمانية بالقطارات والبواخر إلى الأراضي السوفيتية ,,وهذا حقه الطبيعي،، إضافةً إلى إقتسام الخبراء الألمان (1500 خبير) بين البلدَين، وعلى الصعيد البشري لم يبقَ في المدن الألمانية الخرِبة سوى الشيوخ والنساء والأطفال، مع تلك الصورة المأساوية أخذَت النساء الألمانيات على عاتقها إعادة بناء ما هدمته الحرب، وقد أطلِقَ عليهن ’’نساء البناء’’ إذ أخذنَ أستخدام الركام لبناء ما هُدّم وجمع الكُتب المحروقة والتالفة لتكون مصادر للتعليم المدرسي والجامعي، وقد إستمرّت هذه العملية عشر سنوات (وهنا تجدر الاشارة إلى أنّ مشروع مارشال بدأ في خمسينات القرن الماضي، أي لا علاقة له بمرحلة البناء الأولى).

في الأعوام العشرة التي تلتها جرى التركيز على النهوض في مجالات البحوث العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد، وها نحن نرى كيف أنّ ألمانيا أصبحت القطب الرئيسي في الاتحاد الأوربي في كافة المجالات.

إنّ ثقافة وذهنية الانسان الألماني بتمسكه بوطنه وإعادة الهيبة له هي ألتي حَسَمت الأمور وأعطت اُكلها. أما في العراق، لماذا الصورة مختلفة وأصبح كل شيء مستباح - دم الانسان، المال العام، القانون، أرض العراق!؟ هنا يجب وضع الاصبع على الجرح والاشارة إلى المتسببين بذلك الواقع المأساوي، وهم يتمثلون بثلاث مجموعات : المجموعة الأولى : هي مَن تبقى من بقايا البعثيين الذين تضرّرَت مصالحهم

والمجموعة الثانية : هي من جيل الحصار الاقتصادي، ذلك الجيل الذي تعرّض إلى عملية مَسخ أخلاقي رشّحَت سلوكيات خارج الأعراف والتقاليد والقيَم الأخلاقية والثقافة العراقية المتحضرة

أما المجموعة الثالثة : فتتمثل بقيادات الاسلام السياسي ألتي جاءت من بلدان الشتات وهي لا تفقه شيء بادارة الدولة، وقد مارَست الفساد بأبشع صوَرِه، وهذه الأخيرة أثّرت سلباً على سمعة الشخصيات الوطنية الأكاديمية في بلدان اللجوء، بحيث لم يُعطَ لها المجال بالعودة الى العراق كي تساهم باعادة بناء ما تمّ هدمه طيلة الأربعة عقود الماضية. من هنا يتبيّن، أنّ المجاميع الثلاث تتناحر مع بعضها لا من أجل البلد، بَل على حساب العراق وشعبه.

الخلاصة هي أنّ قوى الاسلام السياسي ستستخدم كافة الأساليب اللاقانونية للبقاء جاثمة على صدر الشعب العراقي، ولن يتغيّر أي شيء ما دامت العملية السياسية أسيرة المحاصصة الطائفية والقومية.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات