| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 11/2/ 2011

     

الصحوة المالية في ميزان البطاقة التموينية

حسن مشكور

السلطات الثلاث سوف يصبحن اربعة سلطات بعد ان يقبل علاوي رشوة مجلس " السياسات البهلوانية " . وهولاء يمثلون التشكيل الحاكم والذي كان قد هيأ نفسه للاعتماد على الخارج فهم عجزوا عن امكانية ازاحة نظام صدام ولذا تفائلوا بالمنجز الامريكي . وطمئنوا الناس بان المساوئ التي عليها العراق هي من صنع النظام السابق واوعدوا انهم سوف يقيمون اقتصادهم على الطرح وليس الجمع والواقع هو العكس وها هم يريدون ان تنهض البلاد بلغة الجوامع والقبور وليس لغة الكهرباء والماء والسمنت والحديد* .

الناظر لصورة العراق الكالحة يتيقن ان العملية السياسية القائمة في العراق تحمل بذور فناءها بداخلها فقريبا سوف نصل الى عقد من الزمن على ازاحة نظام صدام فما الذي تحقق ؟ لاشي سوى بروز فئة اجتماعية تتحصن في المنطقة العوراء واقول فئة وليست طبقة لتوضيح البعد الاقتصادي للمفهومين فمفهوم الطبقة نجد له قاعدة اقتصادية تقيم عليها بناءاتها الفوقية المرتبطة بمصالحها وهذا لاتجد له ملموس في الواقع العراقي لابنى تحتية ولابنى فوقية القائم هو تسلط فئة مختلفة العبادة سياسيا جاء معظم افرادها من شرائح اجتماعية مسحوقة امضوا زمنا طويلا في سراديب احزابهم السرية وصاغوا برامج احزابهم في الظلام بما يملية عليهم وعيهم المحدد بمفهوم الدين
بكون غالبيتهم خريجوا المدارس الدينية باستثناء المزورين فلهم تخصص بكل الاشياء او بمفهوم القومي الذي صاغ برنامجه ضمن افق فاشي وبهذه البرامج يديرون شؤون البلاد الان . بين هولاء توجد قوى تمتلك بعد ستراتيجي لدولة مدنية يفصل فيها الدين عن الدولة هذه القوى تستطيع ان تكون داينمو حركة التغيير القادمة رغم تخلف البنى الاجتماعية لو احسنت صياغة برنامجها ووحدتها ضمن افق اوسع وواقعي بعيدا عن التخندق الحزبي و سوف تكون امل الجماهير التي سوف تنتفض قريبا بكونها خارج الفئة الاجتماعية التي استحوذت على ثروة البلاد . السنوات الثمان التي مضت على اخراج العراق من مفهوم الدولة القومية الفاشية ليسقط في مفهوم الدولة الدينية الاستبدادية ونقول دولة " مجازا " لان الدولة بمفهومها السياسي لم تتشكل بعد في العراق وانما القائم هي محميات يديرها رجال الدين وشيوخ العشائر هذه المحميات وفرت لها ثروة العراق الكبيرة نوع من التوافق السياسي القائم على نظام الرشوة والا كيف نفسر ان يكون لرئيس الجمهورية اربعة نواب (قرار اضافة شخص رابع من التركمان الى رئاسة الجمهورية بصفة نائب اقترحه رئيس الجمهورية ولااعتقد هناك من سوف يعترض) فسروا ماذا يعني هذا ؟ اليست رشوة ؟اليس وجود42 وزيرا رشوة ؟ اليس وجود 325 نائبا برلماني رشوة ؟ اليس وجود ثلاث نواب او اربعة لرئيس الوزراء رشوة ؟ اليس تشكيل مجلس السياسات الستراتجية هو رشوة ؟ ولا ادري ماهي الستراتيجيات لبلد محطم اقتصاديا وسياسيا لايجد فيه سكانه ماء صالح للشرب وحصة المواطن من الكهرباء لاتتجاوز دقائق لو قسمتها على طول اليوم علما ان المواطن الالماني كان يحصل في عام 1934 على 472 كيلوا واط سنويا وهذا كان قبل ثمانية عقود وتصورا حجم الماساة التي عليهاالمواطن العراقي في عصر التقنية العالية فعن اي سياسات ستراتيجية تتحدثون !! انكم تتحدثون عن نظام الرشوة المتبادلة والتي تقدر بملايين الدولارات حيث تصل موازنة الرئاسات الثلاث بدون مجلس السياسات " البهلوانية "الى اكثر من 720 مليون دولار سنويا ولكم ان تحكموا كيف تسير هي الامور !!! انه عراق المغانم " ايها القادرون على النهب اسرعوا" !!! ( لي نصف صديق عمل مقرب من الرئاسات تقلب في حياته السياسة من رفيق متقدم الى شبه معمم ليوم الجمعة فقط جمع ثروة لاباس بها خلال ثلاث سنوات استطاع ان يمتلك عقارات داخل وخارج العراق وثروة محفوظة في بنك عالمي . سالته كيف حصل هذا ؟ اجابني باللهجة العامية ( زوج اللي مايبوك ) !!

هذه الفئة الاجتماعية التي تشكلت بعد 2003 والتي ضمت خليط شبه متجاس وحد العلاقة بينهما سحر المال ومنحها نوع من الاستقرار تستطيع من خلاله عقد الصفقات كرواتب التقاعد والاراضي والسيارات المصفحة التي يطالب بها النواب للقيام بعملهم . برلمان لايمكن لااعضاءه ان يكون مقر عملهم قرب بيوت الذين انتخبوهم ..ليسقط . هذه الفئة المحصنة قلاعها داخل المنطقة العوراء تنعم بالحرير وعصير الرمان وتسافر الى منتجعات خارج بيوت الله في موسم االهبوط الى الحضيض وتعود الى بيوت الله في موسم الحجيج
هذا الكلام له براهينه عندما تقوم الساعة . ما كنا نخشاه حصل بالضبط وهو سيطرة الفئات الطفيلية على ثروة البلاد لتكون قوة تسيطر على الجماهير بنظام الدكتاتورية المتبادلة فالمواطن الذي ذهب الى الانتخابات كان ينتظرالسعادة الذي حصل هوالبؤس !!وانفصلت الفئة المنتخبة التي ارتفعت مداخيلها لتكون بمستوى مادي تدفع بالمجتمع ليكون من الخدام لها في بيروقراطية ساذجة في محاولة للرفع من وزنها الاجتماعي لتصبح الشريحة الاجتماعية الوحيدة صاحبة الامتياز و المسيطرة على المجتمع انها شريحة وقحة حقا حين تعمل على مصادرة حقوق الناس الذين انتخبوها !!

الحقيقة الثابتة ان الذي مكن هولاء من الاستحواذ على السلطة هم الامريكان بحسابات مغلوطة عندما عجلوا في وضع دستور غير منسجم واقاموا انتخابات في بلد مضطرب ومواطن فاقد اطمئنانه النفسي لتحل لعنة الديمقراطية المزيفة التي يطالب اليوم غالبية الناس باسقاطها واستمعوا الى هتاف الناس / الموت لديمقراطية النهب والسرقة / الموت لديمقراطية تقتل القلم المعارض والكلمة الناطقة بالحق / الموت لديمقراطية صار فيها السئ اسوء / الموت لديمقراطية قضمت كل المنجز المتحقق للمراة وغلق منابع الحضارة والفكر العلمي واستبدالها بمفاهيم الغيب والخرافة / الموت لديمقراطية الفقر والجهل والتخلف والقتل / الموت لديمقراطية تدعو العبد لعبادة الكرسي/ الموت لديمقراطية الجدار العازل/ هذا هو الوعي بالمرحلة القادر على الامساك بالعراق الذي ينحدر بشكل مريع الى الرادكالية الدينية والتخلف الاقتصادي وباسم الديمقراطية و للموسسة الدينية دور كبير في ذلك بدا من ممارسات مجلس محافظة بغداد والحلة والبصرة ضد خنق الحريات الشخصية الى سيطرتها على العملية التعليمية وانتهاء بفتح نوافذ للبنوك الاسلامية قائم على منع ما اسموه الربا . وفتح بنوك خاصة بالنساء والمغالات في اقامة الطقوس الدينية وعلى مدار السنة يوضح ذلك المأزق السياسي و الاقتصادي والاجتماعي الذي عليه العراق ولتضيف صحوة رئيس الوزراء المالية بالتبرع بنصف راتبه الى الخزينة التي يجري نهبها بطرق اخرى مأزقا اخر يوضح مستوى التدني الاداري والمهني لعمل الموسسات الحكومية وعمليا رئيس الوزراء قد اتخم من الدولارات لفترة تمتد اكثر من ست سنوات يستلم فيها راتب يصل الى نصف مليون دولار سنويا ولا ادري هل يدفع ضريبة على ذلك ام لا ! ومع ذلك فالمبلغ المتبقي ليس بالقليل مقارنة بمعدل الاجور الذي لايصل الى 600 دولار شهريا في احسن الاحوال .( راتب بنامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل لايتجاوز 150 الف دولار سنويا وخاضع للضريبة وعرض على العلن تفاصيل دخلة والضريبة المفروضة عليه وليس لديه اربعة افواج للحماية) لكن من يعرف الدخل الحقيقي للرئاسات الثلاث وكيف جري وضع المعايير التي بموجبها تم تحديد الرواتب ؟؟ انه عالم الغيب !!!

تبرع رئيس الوزراء بنصف راتبه لن يحل المأزق الاقتصادي اذا لم يجر ترشيد الصرف وبدأ بالرئاسات الثلاث وتخليصها من الترهل في عدد المنتسبين وايجاد قاسم اقتصادي معقول يتم به تحديد الرواتب وكذلك تقليص عدد الوزارات سواء بالدمج او الالغاء ثم الالتفات الى تحريك العجلة الاقتصادية المعطلة منذ ثلاث عقود والخط البياني للاقتصاد العراقي دائم الهبوط ويمكن ان نرى ذلك واضحا بما قامت به محافظة الكوت حيث اعادت حوالي 70 بالمائة او اقل من ميزانيتها الى وزارة المالية لعدم تمكنها من صرفها كيف لنا ان نفسر ذلك ؟؟ والناس تستغيث من العوز والفاقة والنقص الحاد في الماء والكهرباء وابسط الخدمات الصحية والتعليمة ورداءت الطرق والمواصلات يضاف لها قضم مواد البطاقة التموينية . الا يوضح ذلك عدم كفاءة الجهاز الاداري سواء في مجلس المحافظة او الدوائر المرتبطة به !!! وهذه الظاهرة لاتقتصر على محافظة الكوت وانما على عموم الجهاز الاداري الذي يدير العملية الخدمية والاقتصادية في البلاد.

ليست هي اوهام اذا لم يطرد الحارس غير الامين وغير الشريف والعناصر المشبوهة واللصوص من التحكم بالمال العام واذا لم يجر العمل بتأهيل البنى التحتية وتحريك عجلةالاقتصاد فالعراق سوف يصل الى مرحلة فيه يكون غير قادر على توفير الحد الادنى من البطاقة التمونية وحين يصبح الانسان غير قادر على توفير لقمة عيشه اذاك لاتنفع صحوة رئيس الوزراء المالية بتبرعه بنصف الراتب وتوزيعه " مكرمة الرئيس " ثلاثة عشر دولار لكل المواطن الناس لاتريد هذا الاذلال انها تريد العمل الذي يوفر لها كرامة العيش الجماهير سوف تنتفض لتحطم صنمية المال للفئة المغلقة وسوف تبدأ مسيرة التغيير رغم وعورة ارض العراق .
 

شباط /2011

free web counter

 

أرشيف المقالات