| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأحد 11/10/ 2009

 

جائزة نوبل للسلام إلى أوباما!

احمد صادق

مساهمة منها في تجميل وجه الأمريكي القبيح في العالم بعد الذي فعله في عهد الرئيس جورج بوش الأب والإبن، منحت لجنة جائزة نوبل السويدية جائزة نوبل للسلام إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما لجهوده في توطيد مبادىء السلام العالمي! وقد دُهش العالم كله، لاشك، من هذا الفعل المتواطىء والمفضوح مع سعي الإدارة الأمريكية الجديدة المحموم لأعادة الهيبة والاحترام الى أمريكا بسبب السياسة الأمريكية العدوانية تجاه شعوب العالم في السنوات التي حكم فيها بوش الأب والإبن. ماذا فعل اوباما حتى يستحق هذه الجائزة في الوقت الذي يوجد فيه من يستحق هذه الجائزة عن حق وعدل؟ ان اوباما، لمن هو مخدوع به، رجل جاءت به المخابرات المركزية او المنظومة الرأسمالية ذات الحل والربط او الحزب الجمهوري نفسه، لا فرق، لأداء دور الرجل مطيب الخواطر ومرطب الاجواء ومهدىء النفوس والذي عليه ان يمتص الشعور العارم بالكراهية والغضب الذي اجتاح شعوب العالم كله من تصرفات وافعال الجمهوريين عندما كانوا في الحكم. وكان التحرك الأول هو ان يقبل الحزب الديمقراطي الجنوبي بترشيح شخص اسود الى رئاسة الولايات المتحدة لايهام العالم بالحرية والديمقراطية التي تتمتع بها امريكا بحيث تقبل ان يكون رئيسها شخص اسود وليس ابيض ومن بين الديمقراطيين الذين كانوا يمتلكون العبيد وخسروا الحرب الأهلية لأسباب منها رفضهم التنازل عن عبيدهم! ولم يكن الحزب الديمقراطي بحاجة الى شخص اسود ليتم ترشيحه فهناك الكثير ممن يستطيعون المنافسة على رئاسة الولايات المتحدة بين الديمقراطيين. ولكن اللعبة كانت تقتضي ان يكون المرشح اسود وهكذا كان! كانت البداية قوية جدا حتى بدأ المخدوعون يتحدثون عن التغيير الذي يمكن ان يحدثه هذا الشخص الأسود الذي بدأ يخطب هنا وهناك تحت شعار (نستطيع ان نغير!) وكان التحرك الثاني هو صمت الجمهوريين المطبق تجاه تحركات وتصرفات واقوال اوباما الذي لم يتردد عن مهاجمة الأدارة السابقة علانية في خطبه امام الأمريكيين. ولم يكن الجمهوريون مرتاحين لهذا الشخص وهو يهاجمهم في خطبه ولكن اللعبة، مرة اخرى، كانت تقتضي ان يخرسوا ولا يصرحوا بأي شيء من اجل تمرير اوباما على الناخبين الأمريكيين. وكانت التحرك الثالث بعد فوز اوباما فوزا ساحقا، كما تقتضي اللعبة، هو السياسة الجديدة؛ المهادنة واللين والانفتاح على الشعوب والحكومات بخطب ظاهرها العسل وباطنها السم. والرجل اوباما لم يأت بشيء جديد من عنده سوى قدرته على الخطابة والوقوف امام الناس، اما مضامين خطبه فهي مما تتطلبه السياسة الجديدة للولايات المتحدة؛ سياسة تطييب الخواطر وترطيب الاجواء وتهدئة النفوس واصلاح ما دمره وخربه السابقون العدوانيون وحصلوا عليه نتيجة اعتداءاتهم على اوطان الشعوب ولكن، الأبقاء في نفس الوقت على الغنائم التي حصل عليها من جاء بالرئيس باراك اوباما ليكون واجهة لهم لاربع سنوات ريثما يستعدون هم مرة اخرى لرئاسة جديدة وسياسة عدوانية جديدة.

 

free web counter

 

أرشيف المقالات