| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الخميس 11/10/ 2012

 

بمناسبة يوم المسرح العالمي

الممثل المسرحي .. وأسئلة البروفة

عبد الوهاب الفايز

ذهبت مَرحاً ، محباً الى البروفة، للتدريب المسرحي، لخشبة الحياة، بين قوسين (الركح) ، قرأت النص قراءة ادبية؟ ثانية وسابعة وعاشرة؟ تمعنت الدور جيداً الذي أُسند لك؟ او الذي اخترته أنت؟ تأملته؟ نمت العلاقة بين الشخصية وبينك ؟ فكرت معها؟ لاحظت كيف هي تفكر؟ أندمجت معها روحاً؟ تعرفت على ظروفها النفسية؟ الاجتماعية؟ أُعجبتَ بها ؟ لأدائها؟ لعلاقتها مع الشخصيات الاخرى؟ عرفت ماذا أراد كاتب النص منها ؟ ولماذا جعلها هكذا تنفعل او تتحرك؟ أو هكذا تتحدث ؟ فكرت كيف تستوعبها؟ كيف تتقمصتها؟ وكيف تجسدها على خشبة المسرح؟ من يوجهك؟ ذاتك ؟ أم المخرج؟ النص؟ المؤلف؟ مَررت بتجربة ؟ أي تجربة ؟ انت الآن بعيداً عنها أم في صلبها ؟ دوختك التجارب؟ وهذي التجربة ماذا تقول عنها؟ فتشت عن فضاءاتٍ اخرى؟ ربما تًعينك ؟ البيت مثلاً؟ ألم يدعوك المخرج للبحث عن هكذا فضاءاتٍ ؟ وجدتها؟ وأين هي تلك الفضاءات ؟ المساحات؟ صف في مدرسة؟

- ( مثلما كانت تفعل جماعة كتابات مسرحية) سنوات الجمال المسرحي ونادي الفنون سبعينات القرن الماضي) -
موهوبُ أنت ، ومحبُ للمسرح ، المسرح دمُك ولحُمك ، النص بين يديك ، كيف ستبدع ؟ إجعلنا نرى الشخصية، ونراك على الخشبة وأنت تحاول جاهداً تطويع لغة النص / الحوار المسرحي الى صورة من تشكيل على خشبة الحياة، لابُدأن تنزف روحك .. تحترق ، لكنك تصطدُم بالواقع ، كيف تتدرب؟ أين ؟ لا أماكن ، أقرب الأمكنة لديك ، لمراجعة دورك ، البيت ، ركنُ فيه ، زاوية ما ، ( غرفة ضيوف) ، كي تطلقُ حنجرتك ، صوتك ، ألقائك ، عنانك ، هواجسك، جنونك ، لتتحرر من تخشبك ، لتجعل جسدك مرناً ، مطواعاً ، دواخلك المكبوتة ، بواطنك، مسرحيٌ مذهلُ ومنفعل ، تفرح بهذا الفرح ، الألم ، تبوح ذاتك ، أم ذات الشخصية؟ صراخك لا يُطاق ، يهبُ ذويك ، تتألمُ مسترخياً : أتدرب على دوري المسرحي ، يجيبوا ( بين قوسين) ، في القيلولة ، في عِز الظهيرة، وغياب الكهرباء، في ظل هذا الذي تسميه دوووور ، و م س س س ر ح ، دعنا نرتاج، قذفت الحياة ، قذفت النص على الأرض ، تناثرت ورقاً، شخوصاً ، قذفتها بأفراحها ، بآلامها ، أحزانها ، أعماقها ، بكل ما بها.

تبدو الآن يائساً ؟ بائساً ؟ تلعن من ؟ ذويك ؟ النص ؟ المؤلف أم المخرج، أم نفسك؟ المسرح أم الدور؟ أو من سبب لك حب الشخصية؟ حُب الخشبة أو من دعاكَ للصعود عليها؟
كرهت النص ام لا زلت تحبه ؟ رغم ذلك حائراً أنت الآن ؟ تفكر من اجل فكرةٍ ؟ مفتاحاً للشخصية التي أحببتها ؟ لماذا تمسد شعر رأسك براحتيك؟ قلقٌ أنت ؟ متشنجاً ، خائباً ، تخشى الدور؟ النص على الأرض مبعثراً ،
فكرت أن تستنشق هواءً طلقاً ؟ تعبُ بهَ رأتيك لتشع ؟ هل فكرت أن هذا الفعل يُعينك في الالقاء؟ عُد ، إلتقط النص من الأرض، لملم الحياة، أنت تشعر أن لا الأرضُ تسعك ، لا ذويك لا المسرح. إبحث عن فضاءٍ أرحب ، لترتاح قليلاً، إقرأ النص مرة ، مرات ، ربما عشرون، إن كنت محباً، تشبث بالشخصية اكثر، تُلغيها؟ أم عليك أن تجد مدخلاً لفهمها ؟ لتغور في أعماقها إبحث من جديد ، في مسارها ، تحسسها ، إنشغل بها، بمشاعِرها كيف يكون فعلها ورد الفعل ، ماذا تريد، كيف تجسدها ؟

خططت في ذهنك؟ مسكت بخيطٍ ؟ فكرةٍ ؟ ربما لا تجدي ، برزت فكرةٍ اخرى ، سطعت في الخيال واحدةٍ اخرى ، وجدتها مثمرة؟ وظفتها ؟ تمسكت بها؟ دونتها ؟ وجدتها تجدي؟ حاولت أن تُحمل الحوار؟ نفخت فيه؟ أنت الآن على خشبة المسرح، تتدرب ، تقف على قدميك فوق (الركح) ، تتعايش حضوراً مع الدور، الشخصية المقترحة التي أسندت إليك، نما الحب بنيك وبينها ؟ أنت لم تنسى أنك أخترتها؟ دخلت حواسك؟ تأثرت بها؟ اختيارك لها اسلوباً منهجياً.

لذلك أنت الآن مشحوناً بها، بمشاعرها ، بروحها، أنت لا زلت تتدرب ، لا مفر ، حاولت ان تلبسها؟ ثوبها أم روحها ؟ أكتشفت اهوائها العصية عليك في البدء؟ بدءُ عشقك بها؟ تآلفت الآن معها؟ طوعتها أم ابعدتك عنها؟ خرجت من شخصيتك لتلعبها؟ كي تقدمها لنا؟ حاولت ان تتماهى معها؟ روحاً ، جسداً ، القاءً ، مشاعراً ، موقفاً ، تتنفس مثلها ، معها ، ضحكت كما هي تضحك ؟ بكائكم واحد؟ ابتسامتكم هي هي ؟ رغباتكم نفسها؟

أنت نفسها على الخشبة ؟ ام ثمثلها؟ وبعد العرض أنت نفسها ؟ ام مختلف عنها ؟ آثارها بقيت عالقة في مخيلتك ؟

استنتاج
أنت مثلت شخصية كتبها المؤلف وصاغها المخرج، وكنت أنت مفتاحها، في ظل هذا الألم، عذاب المسرح
ابدعت في تقديمها ، البروفة كانت مثابة صقل ومفتاحك للشخصية فيها تبلور وعيك المكبوت، التدريب مثمراً حين لامس الجانب المجهول في ذاتك، التدريب خلقٍ متواصل لتندمج بالدور، والنص الذي كان بين يديك ، المخرج وحده لا يستطيع (بين قوسين) أدراكه دونك كنت مفتاح المخرج للشخصية ، فكنت الممثل/المخرج، وأنتما الاثنان بعيدان عن المؤلف(بين قوسين) نصوص عديدة عربية ، عالمية ، محلية، نفذتها جماعة كتابات مسرحية، بعيداً عن مؤلفيها،

بعد العرض
الاطراء ، الاعجاب ، التهاني ، سطع على محياك، بدوت مغتبطاً مسروراً ، شعرت أنك مثلت الشخصية، جسدتها التي كانت عصيبة عليك ، شحنتها ، قدمتها مثلما شعرت بها، عانيت من اجلها ، احترقت على خشبة المسرح ، خشبة الحياة، من اجلها أم من اجلك؟


في الختام يظل سؤال البروفة مفتوحاً


2012
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات