| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 11/11/ 2009



بيان رقم مواطن

علي ريسان

(اللصوص سرقوا كل شيء ,, بيد أنهم نسوا القمر الذي على النافذة)
من شعر الهايكوالقديم

يا أبن وطني ... أحذر الأيام السوداء القادمة ,, إذا كررت انتخابك للوجوه السوداء والتي تمنطقت بالدي.دي......مقرا.... طية ,, وهي بعيدة ٌ كل البعد عن أي شيء يسمى مدنية وإنما حرفيّ دكتاتورية,, فهم الذين قسموا أبناء الشعب إلى مذاهب وطوائف , ونحن نعلمُ علم اليقين,بأن العراق ومنذ الخليقة يعيش أبنائه بسلام ومحبة وطمأنينة ,, فمدعي وسارق حكم الشعب على مر العصور هم من أبتدع َ سياسة الطائفة والعرق , لأنه غير جدير بقيادة هذا الوطن ,ولأنه لا يملك مشروعا وطنياً حقيقاً ,, لذلك عوّل على الطائفة والمظلومية والتبجح بخرافات تافهه .

ابناء وطني ,, أحلفكم بدماء الشهداء والمغيبين والمهجرين والمنفيين والمعوقين , أن لا تكرروا ,, أخطاء الانتخابات الماضية ,, فمن يأتيكم ,, ويقول لكم , أنه يحكم باسم الدين وأنه مخلصكم من جور الأيام , فهو كاذب ومدّعي ومنافق , فالأديان لله وليست لحسابات البنوك والمناقصات والأرصدة . ورجل الدين مكانه في مسجده وحسينيته ومعبده وليس في البرلمان ومؤسسات الدولة ,, لان رجال الدولة هم أصحاب اختصاصات علمية وذوو كفاءات متنوعة وذوو خبرة منهجية وعلمية وخبرات متراكمة . فلم نرى في كل برلمانات الدول المتحضرة رجال دين يتبوأون مكانا في البرلمان . الدول المتحضرة فصلت الدين عن الدولة . أما ما نحن به الآن فهو الخراب والخراب بعينه , مثال ( أعضاء برلمان المنطقة الخضراء ) وليس برلمان العراق , أصبحوا تجارا ً وأصحاب َ أرصدة وشركات ,, فلو حسبنا أن كل عضو يستلم 35 مليون دينار راتبه مع مخصصات الحماية في الشهر فالنتيجة خلال أربعة سنوات رقم خرافي يحوله من مدّعي سياسة إلى سمسار سياسة . وأخر الأخبار منح مجلس الوزراء 600 متر على سواحل دجلة بغداد لكل درجة مدير عام فما فوق صعوداً إلى رئيس الجمهورية ( ومن هل المال , حمل جمال ),, أي ستبتلع بغداد في السنوات القادمة وسيهاجر أبناؤها المغيبون إلى المحافظات الأخرى, إذا استمرت سياسة توزيع ممتلكات الدولة بشكل همجي وانتهازي.

يقول الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط :
( ليس لدينا خلاف مع الله لكن خلافنا مع مدّعي أنهم بعد الله)

ابن وطني ,, فكر قبل أن تنتخب من يمثلك في الانتخابات القادمة ,, ولا تعيد مأساة الأعوام الدموية , راجع نفسك في كل قرار . فلا يفيد الندم , حين تعيد علينا , حواسم برلمان المنطقة الخضراء ,, فهم لا يمثلون إلا ّ أحزابهم الطائفية ,وأخص بالذكر من هو يمتلك زمام القرار .

ابن وطني أحلفك برائحة أمهاتنا وأخواتنا وشقيقاتنا وحبيباتنا ,, أن تعي اللعبة الانتخابية الجديدة ,, فلا تغرك اليافطات التي تحتوي ,, مفردات – الوطني - الديمقراطي ووووو فقد سئمنا من سماعها ,, فما أن يستلم السلطة حتى يتحول إلى ديناصور بدرجة امتياز سفالة.

أبن وطني ,, طالب بحقوقك الإنسانية كإنسان ، كمواطن له حقوق وعليه واجبات . وأبصق جملة ,, نموت ويحيا الوطن , الى غير رجعة, فهي التي أكلت الوطن والإنسان والضرع والنبات.. كن أنت الوطن وأنت المسؤول , فالشعوب الحية هي التي تقود نفسها .

أبن وطني ,, أدميتك على المحك , وأنت تسوقها أما إلى حياة كريمة وأما إلى حياة ممسوخة المعالم والروح .

ابن وطني ,, غادر شرنقة الخذلان , والتعويل على الغيبيات ,, ولا تنتظر ,, نزول ملائكة أو مخلصين من السماء, . ولا تنتظر من سارق ومدّعي ومحتل ,, أن يعيد لك ألف باء الحياة ,, فقد مرت أكثر من سبع سنوات على الاحتلال ,, ولا جديد إلا في فن الإلغاء والتهميش والخراب والموت .

ابن وطني ,, حاجج أي مسؤول يقصر في واجباته من صاحب الوظيفة الصغيرة إلى دولة رئيس الوزراء , فلا شيء يعلو على أدميتك وحقك في الحياة كباقي البشر على وجه الأرض .

ابن وطني ,, حاذر المرائين والدخلاء والمعممين الذي يتاجرون بالدين والدين منهم براء , فلقد تلبسوا بزي رجل الدين لكنهم ساهموا في الانقسام الطائفي وهم من مهّد للمخططات الخارجية القذرة التي أوصلت الوطن الى ما هو عليه الآن من دمار .

ابن وطني , في الوطن الكثير من النبلاء والشرفاء وأصحاب الكفاءات العلمية والثقافية ,, في الوطن شخصيات لم تهادن المحتل ولم ترض ِ في مشروعه القذر, في الوطن أصحاب مشروع وطني حقيقي , لهم تأريخهم الحافل بالمآثر والنضال المشرف ,, اختر منهم ولا تذهب ,,, وراء قوميتك أو طائفتك أو عرقك , لأنها لا تساوي شيء أمام انهيار وطن كامل , فلا طقوس ولا أعياد ولا مسرات دون هوية حقيقة تحملها أينما تسافر وترتحل , فلن يسألك اجبني عن عرقك أو مذهبك ,, إنما يقول لك من أي وطن أنت ؟؟,,, وما أجمل أن تقول من العراق الذي يحنو على كل أبناء وطنه . أوصيك بوحدة العراق فلا هوية اسمى منه وأجمل واشرف .

أبن وطني ,, تذكر أن لدينا أطفال غيبت عنهم ابسط وسائل السعادة ,, فلا فرح ولا عيد ولا منتجعات تلم أفراحهم , أطفالنا شوهتهم الحروب وعمائم الدجل والخرافة, اختر الصوت الذي يؤمن المستقبل لأطفال العراق , فلا مدراس ولا مناهج تربوية صحيحة ولا مسارح ولا دور سينما ولا مراكز ثقافية , كلنا مسؤولون عن الجيل الذي أنتجته الحروب , أن كنا نحمل ضميراً حياً , فعلينا أن نصحح مسار الخراب في الوطن , لن يغير رئيس الوزراء ولا مجلس أللطامة ولا الوزراء الطائفيون أوضاع العراق الآن ولا في المستقبل ,, أن لم نتغير بشكل جوهري حقيقي في السلوك والتصرف ,, لنترك مفردات قاسية الوقع في حياتنا وهي ( ماعلينه – شعلينه – عوفنه ) وكأن الحياة تدار بلا مسؤولية .

ابن وطني ,, الشعوب المتحضرة لم تتقدم إلا حين أدركت أن مسؤولية الوطن تقع على كاهل الجميع , اقسم بوجع الغربة ,, لو أن ما مر على العراق خلال هذه السنوات مر على أي شعب أخر , لأسقطت حكومات وليس حكومة عرجاء طائفية ,, لكن السبب هو إننا نتكل على الغير , ملزمين ( بفكرة القائد الضرورة والمعمم الضرورة والقومجي الضرورة والسلفي الضرورة وكأنه المخلص لنعرف في نهاية الخراب أن القائد الضرورة مقاد من عجزه حسب أجندة ) .  ( أتمنى أن تطالعوا كتاب حكماء صهيون وكيف يصنعوا في بلدان العالم الثالث القائد حسب ماركة مسجلة  ) ولتعرفوا كيف تدار بلاد العرب أوطاني - بعد روحي - .

أخوتي إبائي وأصدقائي ,,, تذكروا أن الإنسان يعيش مرةً واحدة وليس مرات , والتأريخ لن يرحم الشعوب التي أهدرت مصيرها واستكانت للظلم والاحتلال والخرافة .
نعم لن يرحم ,, فما نحن به الآن هو نتاج ,,,
معرفتنا بالظالم ومجاملته
ومعرفتنا بالمحتل ومهادنته
ومعرفتنا بالقتلة والحواسم ودكاكين المنطقة الخضراء والتعويل على الله وآل البيت والصحابة في حل مشاكلنا وكلهم لن يغيروا شيئاً ان لم نغير نحن الواقع المرّ.

فلنعترف أحبتي , إننا شعب يصنع دكتاتوره بنفسه ويلبسه مرة بدله عسكرية ومرة جلباب رجل دين . فيحق علينا القول:
.. كما ذهب الحمارُ بأم عمر ٍ ,, فلا رجعت ولا عاد الحمارُ ..
 

مالمو- السويد

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات