| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                       الجمعة 11/3/ 2011

 

الوجه الحقيقي لديمقراطية المحاصصات

وقار هاشم

ها قد بدأت بشائر الديمقراطية الامريكية على يد القوى الدينية تهلّ علينا، واول هذه البشائر الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي العراقي وتطويقها والامر باخلائها باوامر جاءت (من فوق). هل هي صدفة ان يبدأ القمع بالشيوعيين ؟

ان ما يحصل اليوم ليس بغريب على الساحة السياسية العراقية ، فقد كان الشيوعيون ابدا ومنذ تأسيس حزبهم ،اول من يتلقى ضربات القوى الرجعية الحاكمة .فقد جرّب النظام الملكي ونوري سعيده حظه في قمع الحزب الشيوعي ومشى على خطاه نظام العارفين ومن ثم البعث الفاشي ، ويجرب اليوم نوري المالكي ، بذات الطرق وبذات النهج الاهوج . فهل يعتقد المالكي ان حظه اوفر من كل اولئك ؟

ان خراطيم المياه التي وجهت الى المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد كانت ذاتها التي وجهتها قطعان (الحرس القومي) ايام شباط الاسود عام 1963،الى صدور الجماهير التي احتشدت امام السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة للبحث عن بناتها وابنائها الذين اقتادهم “زوّار الفجر” الى حيث لا يعلم ذويهم. مازالت صورتها حيّة وطرية في ذاكرتي، فلم يمنعهم وجودنا نحن الاطفال من توجيهها الينا لاننا كنا نبحث عن ابائنا الشيوعيين في سجونهم العفنة .

لا اعتقد ان حكومة المحاصصة بقيادة المالكي لا تعرف ان مكان الحزب الشيوعي ليس في مقرات محصنة وفارهة كما هي مقراتهم . ان موقعه مع الجماهير ولا بد له ان يمارس دوره في ضمان تحقيق مصالحها وحمايتها ، و هو على هذا الطريق قدّم ،و على مدى سنوات عمره المجيد قوافل من الشهداء ، وضرب اروع الامثلة في تمثيله لمصالح الشعب والوطن، فليس غريبا عليه اليوم ان يتواجد حيث تتواجد جماهيره ويساندها في نضالها من اجل كرامتها ولتحقيق مطالبها بالتمتع بخيرات وطنها وبان تحيا حياة تليق بالبشر .

ان من اولويات دور الحزب الشيوعي العراقي اليوم الكشف عن مواطن الخلل في ما يسمى بالعملية السياسية، وهي لا تحصى، وايضا وضع الحلول لها بما يتلائم و مصالح الجماهير العريضة وليس التستر على من يسرق اموال الشعب وينهب ثروات البلد … ان الحزب انما يقوم بدوره المنوط به ، وما محاولات المالكي هذه الاّ تأكيد على ان الحزب الشيوعي العراقي هو حزب للشعب العراقي ، حزب الفقراء والكادحين والمحرومين وما اكثرهم في وطننا (المُحرر) الديمقراطي الى حدّ اللعنة .

لقد اثبت نوري المالكي بالقول والفعل هشاشة بل وكذب الديمقراطية التي يدعون بناءها ، فبماذا عساه ان يتبجح بعد اليوم؟
لقد وصم المنتفضين بانهم بعثيون ونسي تماما انه هو الذي يجلس مع البعثيين في حكومته وهو الذي استقدمهم الى البرلمان وادخلهم في حكومة (شراكته) واتخذ احدهم نائبا له ،وبهذا فتح لهم الابواب مشرعة للعودة حيث كانوا . فماذا نسميه هو في هذه الحالة؟

ان الشعب العراقي لم يعد ذلك الشعب الذي يُصدّق الوعود الكاذبة التي ظل يسمعها كل سنوات (التحرير) ، فقد كانت احدى شعاراته في ساحة التحرير وغيرها “كذاب نوري المالكي” ، ولهذا فان على المالكي ان يثبت ولو باقل الدرجات انه استمات من اجل الكرسي لمصلحة الشعب ، ولكن ليس بوعود كاذبة اخرى ولا بهجمات على مقرات احزاب وطنية عريقة تتبنى مصالح الشعب وتخدمه دون مقابل سوى رفدها بدمها المتجدد .

لكنني ومع كل ما حصل اجد نفسي ملزمة بتقديم الشكر للمالكي لانه بعمله هذا انما وشّح صدور الشيوعيين العراقيين مجددا بوسام شرف دفاعهم عن مصالح الشعب ووضعهم في خانة الجماهير التي جاءوا منها واليها.

سنبقى في صفوف الجماهير برغم كل المحاولات......

 

6آذار 2011
 



 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات