| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الأحد 11/12/ 2011

 

تسونامي عربي

علي السيد جعفر
ali_sadiq2@yahoo.com

من تونس بوعزيزي الباحث عن لقمة عيش كريمة حيث أبتدأ (ربيعاً عربياً) باتت شجيراته بلا أوراق خضراء تزينها أو زهوراً تتفتح ليشم الناس عطرها بعد سنوات القحط والأشواك المدمية ، مروراً بمصر وشباب شبكات التواصل الاجتماعي فيها . لا أنتظر من ليبيا وثوارها بعد سنوات مجنونهم القذافي وكتابه الأخضر أو ما قد يكون نتاج أول إنتخاب حر في سوريا بعد حكم عائلة الأسد اذا ما تهاوت وسقطت نتيجة ضغط داخلي متواصل فيها منذ أشهر عدة أو عامل دولي يسهم فيه أشقاء منظومة عمل خليجية قبلية بائسة لم ترى في سوريا إلا عيناً لمشروع تشيع إيراني وما عداه من قيم إنسانية ومباديء ديمقراطية وحريات فردية يفتقدها السوريين منذ عقود كما شعوب تلك المنظومة نفسها فهي أضغاث أحلام (وان أختلف معي في بعض ما طرحت عزيزي المتطلع دوماً للحرية نبراس الكاظمي) واليمن (السعيد) بعد صالح وأبناءه وبقية مسبحة ما عرف يوماً بحكومات وطنية أذاقتنا كل ما هو بائس من شعارنا وعنواننا الوطني وبالتالي بتنا كافرين به و(ملحدين) ننتظر مهدياً ولد أم لم يولد كل حسب روايته أو مسيحاً مدججاً بطائرات (صليبية) تحمل معها لا صك غفراننا وصولاً الى جنات عدن وحور عين حالمين بها بل إنعتاق تأريخي من نير وظلم الدولة القومية وتعسفها الديني والمذهبي ناهيك عن بطشها الفكري والإبعاد القسري أو اخفاء مخالفين لرأي الحزب الواحد والقائد الأوحد عن دائرة إتخاذ القرار السياسي وصولاً الى المغرب بعد التعديلات الدستورية لولي نعمة شعبها وأمير مؤمنيها ومن ثم إنتخاباتها.

فقد يبدو للبعض منا خطاباً إعلامياً لدويلات عربية بعينها مدافعاً عن حق شعب ما في التحرر بعد ان ألبسته ما ليس لها من ثياب حتى بانت من خلاله عوراته سمجاً خاصة وهي إستنساخات قبيحة لما يراد إسقاطه من حكومات , أسرة حاكمة ومؤسسة دينية متخلفة , وسياسياً مساهماً في العمل الدؤوب على صياغة قرارات عربية ودولية تلجم آلة عسكرية قمعية لقرينات لها في الحكم , ستلجأ إليها هي أيضاً ما ان تحين لحظة التغيير الحاسم فيها ، لذا عمدت إلى إيحاءات غبية منها لشعوب تكفل لها شرعة الأمم المتحدة حقها في التطلع نحو غد أفضل , ورسالة تبدو مصلحية لداخل مبتلى بها عبر زيادة معاشات الناس ورشوتهم أو وعود إصلاحية تطلقها منذ عقود دون تنفيذ.

وحتى لا يكون التغيير الطامح إليه شباب الثورة من دولة مدنية ذات مؤسسات رصينة ودستور دائم وحريات فردية ومواطنة صحيحة ليس للدين أو المذهب والعرق فيها مكان للمفاضلة أو التمايز خارج نطاق وسيطرة ما يتمنى ما تبقى من منظومة العمل السياسي العفن ، وفي خطوة منها لإحتواء والحد مما قد يكون ملهباً لحماسة شارعهم المستكين خشية الفوضى الملازمة لهكذا تغيير ، سعت لدعم ما يمكن ان يكون تسونامي تيارات الإسلام السياسي وإجتياحها صناديق إنتخابات بلدانها ، وان كانت أنظمة الإستبداد المتهاوية قد أسهمت بشكل فاعل في ترسيخ مظلومية الإسلاميين بعد سنوات البطش والتهميش ناهيك عن خطاب نخبوي لليبرالين متعالين حتى على أنفسهم وعدم وضوح مشروعهم وخوفهم من ان يتهموا بروكنهم إلى غرب كافر أو عمالة تفقدهم حتى ما يمكن ان ينالوه من أصوات على قلتها وان أفتقرت خطابات الأسلمة نفسها الى مشروع نهضوي وما عداه فهي تجيد دغدغة مشاعر العامة من الناس بدعاءات وصلوات وتكبير إسلامية .

قلت لن أنتظر طويلاً حتى ارى وترون من تسلق (القوم) سدة الحكم في بلدانهم وبعناوين شتى , إخوان , سلفيون , دعاة  ..
السؤال .. هل سرقت الثورة فعلاً ونصعق كما صعق حداوي (لو يدري شعلان انباكت الثورة جا فج التراب وطلع من كبره)










علي السيد جعفر
كاتب عراقي
ali_sadiq2@yahoo.com
 


 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات