| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 11 /9/ 2012

 

ازمة المراجيح والبصل

كاظم العبودي
ksppar@gmail.com

كل شيء شحيح في هذا البلد ، سوى الازمات التي تعصف فيه باستمرار دون هوادة، حتى اصبح مصدراً لها والمتصدر لقوائم الدول التي تعج بالأزمات وبات لا يخلو من اي نوع من انواعها (ازمة مالية وازمة سياسية و ازمة مياه وازمة علاقات خارجية ثم ازمة ثقة وغيرها الكثير) واضحى "العراق" يفرخ ازمات في احضانه ازمة كهرباء وازمة غاز وازمة طحين وتستمر عملية الافراخ بأزمات العصر العراقي الجديد وبالأحرى ازمات 2012 وهي ازمة البصل وازمة المراجيح.

ازمات تثير الاستغراب والحيرة وربما تثير عدم الطمأنينة والارتياح وتشيع حالة من التذمر وتبعث برسالة عدم الاستقرار والعشوائية في عمل الدولة العراقية الفتية لان كل الدول وضعت خططاً وابحاثاً لمعالجة اعتى الازمات العالمية وخير دليل الازمة المالية التي وضعت لمعالجتها خططاً و برامج من ضمنها التقشف بينما لم توضع اي خطة او دراسة في هذا البلد لمعالجة ازمة واحدة بدءاً من الازمات السياسية مروراً بأزمة المياه و انتهاءً بأزمة المراجيح والبصل ما عدا خطة التقشف بالمراجيح وجعل كل منتزه يحتوي على مرجوحة واحدة فقط ان وجد المتنزه طبعاً ومتنزه شمال مدينة الناصرية يحكي لنا ازمة المرجوحة بوضوح وخطة التقشف.

فما ان طل علينا شهر رمضان حتى شح البصل من الاسواق في حالة فريدة من نوعها اذ غدا بائع البصل في مدن العراق كبائع بصل عكة لكثر الازدحام فصار البصل من انفس واجود واندر الخضروات واغلاها ثمناً (يقسم براس البصل) .

وما ان هل هلال شوال علينا معلناً "عيد الفطر" حتى اصبحت ازمة المراجيح من اشد الازمات العراقية .

اذ اتجه جميع ابناء العراق كلٌ حسب مدينته صوب مدين الالعاب مصطحبين ابنائهم سعياً للترفيه والترويح عن النفس لكن النزهة تحولت الى عذاب من عذابات الدنيا التي لا تنسى فوقوف 40  طفلا بانتظار ادوارهم للعب هو اشد عذاب شاهدوه في عيدهم الذي كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر بالإضافة الى امتلاء مدينة الالعاب بأبناء المواطنين الذين لم يجدوا مكاناً للجلوس ولو على الارض لهو اشد اهانه توجه لهم واوضح استخفاف بحقوقهم .

فتحويل مدن العراق الى صبات "كونكريتية" وابنية حكومية جعل المدن جرداء (مدن اشباح) وصخور صدى ابناءها يدوي عندما يتكلمون .

وهذا نابع من عدم التخطيط او الدراسة وعدم الاختصاص في العمل وتقاسم كل شيء حزبياً وطائفياً وقبلياً وكأن الحكم والمسؤولية فرصة العمر التي لا تعوض وينبغي استثمارها من اوسع ابوابها .

من هذا يتبين ان كل الامور تسير بعشوائية وفوضوية في هذا البلد والدليل ازمة المراجيح والبصل التي هي من توافه الامور فكيف بأعظمها.

free web counter

 

أرشيف المقالات