| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 11/8/ 2009



لنتعلم من أحمد عبد الحسين

حيدر فاضل

لم يكتب أحمد أكثر من 330 كلمة بسيطة وواضحة، في عمود صحفي قصير... لكنه كتب عن قضية خطرة وكبيرة، ذاهبا الى لبها دون مواربة. لم يثرثر وينظر، او يتميع ويحني الزوايا القائمة، قالها كما يجب.
ولم يذكر جهة سياسية بأسمها... لكنه جعلهم يفضحون هويتهم و"يرفعون الراية"، معترفين بجريمتهم في بنك الزوية، وبأنهم هم من وزعوا البطانيات وجمعوا صكوك القسم بالعباس في الانتخابات النيابية السابقة.

أحمد لم يشتم ويسب ويقذف... ما كتبه كان بمنتهى الأدب والتهذيب، عرض بمسؤولية المثقف، أسئلة أبرياء العراقيين في عمود صحفي. لكن النائب عن الائتلاف الحاكم والقيادي الصقر في المجلس الأعلى، الشيخ ابن الشيخ، إمام الجامع "المؤسسة"، وفي خطبة صلاة الجمعة، سب وشتم وقذف من"لا أصل له ولا فصل"... وهدد وتوعد بالقتل الغادر "سنقاضيهم بطريقتنا الخاصة" وكلنا نعرف طرقهم الخاصة، ونموذجها ما جرى في مصرف الزوية من قتل غادر لثمانية حراس.

أحمد الذي وقف بوجه الإمبراطور الصغير ليقول له ببساطة "أنت عاريا"، نموذج للمثقف العراقي الذي يسأل الآخرون عن غياب موقفهم... هذا هو موقف المثقف حاضرا بقوة غلبت قوة حزب من أكبر الأحزاب المتنفذة، مثقف تقزّم الساسة الجناة أمام جرأة قلمه.
ثمة مثقف و... "مثقف".

الدكتور عادل عبد المهدي الحاصل على شهادته من باريس، الكاتب والصحفي ، "مثقف" أيضا لكن في رأس سلطة وحزب طائفي حاكم... يحميه لصوص وقتلة!

لم يقبل بتسليم قتلة حراس المصرف مكتفيا بالقبول بتسليم الأموال المسروقة فقط، كما ورد في تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة... نائب رئيس الجمهورية يحمي المجرمين من قتلة الأبرياء ولصوص بنوك!
هل ثمة فضيحة أكبر من هذه، سواء للمجلس الأعلى او لعادل عبد المهدي شخصيا؟!

الملفت في قضية "أحمد عبد الحسين"، وهي قضية عامة بقدر ما لقضية المصرف من عمومية، هو تضامن ونجدة الكثير من مثقفي العراق لزميلهم وتبنيهم لقضيته بإعتبارها قضيتهم، سواء اتفقوا مع موقفه أو اختلفوا. عشرات المقالات والنداءات وحملات تضامن تتصاعد. نموذج مشرف لمعارك المثقفين مع القمع وعسف الساسة والأحزاب وارهاب الأجهزة الخاصة.

والملفت من جانب آخر، ان مجلس النواب، المرفهين، صامت كأن الأمر لا يعنيه وكأن "الصغير" ليس من أعضائه، بالذات النواب الذين لهم علاقة بلجنة الثقافة والاعلام في المجلس، بدءا برئيسها ، كأنهم غير معنيين بالدفاع عن حرية الرأي والصحافة.

حياة "أحمد عبد الحسين" في خطر حقيقي، فما قاله الشيخ "الصغير" ليس محض تهديد، انه أقرب لقرار، ان نفذ سيخسر العراق واحدا من أشجع وأجمل مثقفيه.

لا نريد أحمد شهيدا، كمصير "كامل شياع" نخسره ونؤبنه بمناسبة وبدونها ويضيع دمه هدرا وسط صمت الصامتين.
نريده حيا يتألق، يرزقنا بشعره الجميل وكتاباته المسؤولة، جامعا ضمائر الضحايا في ضميره الحي الشجاع.
وهذه مسؤولية كل من يعنيه الأمر، السلطة أولا، تشريعية وتنفيذية وقضائية، ومثقفون وجمهور دافع عن حقهم أحمد.

ولنتعلم من أحمد كيف يكون الموقف.



 


 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات