| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 10/7/ 2009



حتى لا نكرر أخطاء حزب توده

موفق العزاوي

أتسمت ثورة شباط 1979 ألايرانية في بدايتها بطابع وطني ديمقراطي شعبي معاد للملكية وألامبريالية ألامريكية ؛وقد دعم قسم كبير من رجال الدين وعلى رأسهم الخميني مطالب الشعب ألايراني في مرحلة حكم الشاه ووعدوا بالحريات والعدالة والديمقراطية في ظل نظام حكم أسلامي مما أتاح لهم توسيع قاعدتهم الجماهيرية وتأييد الملايين من العمال والفلاحين والطلاب وصغار الموظفين .علما أن رجال الدين كانوا القوة المعارضة الرئيسية مستفيدين من تساهل نظام الشاه معهم ، ألامر الذي لم يكن يتوفر للقوى الوطنية ألاخرى والتي تم قمعها بقوة وخصوصا حزب توده.

وفي السنوات ألاولى التي تلت أنتصار الثورة ألايرانية دعم الشيوعيون الخطوات ألاولى للجمهورية ألاسلامية وشاركوا في جميع ألاستفتاءات ولكنهم لاحقا أرتكبوا عدة أخطاء أستراتيجية قاتلة بموافقتهم وفي فترة معينة على أبعاد مسألة حقوق المواطنين الديمقراطية الى المقام الثاني حيث لم يقدر حزب توده عواقب ألانعطاف الحاد الى اليمين من قبل الملالي وكان على قيادة حزب توده ألانتقال من سياسة الدعم النقدي للخميني الى المعارضة التامة هذا الخطأ الكبير مهد لحملة قمع منتظم للحزب ولكل القوى الوطنية ألاخرى .وأنتكست الثورة ألايرانية وأنحرفت عن مسارها مما أدخل أيران في نفق مظلم ما زال الشعب ألايراني يدفع ثمنه لحد ألان.

وملالينا الجدد المتربين بأحضان الثورة ألاسلامية يعرفون هذا الدرس جيدا ويعرفون ما فعله أسيادهم من سرقة لانتفاضة الشعب ألايراني وتفريغها من محتواها الوطني الديمقراطي وهم يسعون لنفس الهدف ولكن مع الفارق فبأسم الديمقراطية وصندوق ألانتخاب ستتم مصادرة حقوق الشعب الوطنية وسيتم تفريغ الهامش الديمقراطي من محتواه الحقيقي وستتشكل طالبان فقيه بأوامر إلهية وعلى أساس مظلومية تاريخية .وهذا هدف مركزي يسعى اليه المعممون وأصحاب اللحى الطائفيون ..

وهنا يأتي دور الحزب الشيوعي بأعتباره القوة الطليعية بالمجتمع والمعبر عن حقوق الفئات ألاوسع بالمحتمع وهو التنظيم الوحيد القادر على الوقوف بوجه هذه المخططات الرامية الى ألانقضاض على حقوق الشعب وفرض نمط ديكتاتوري جديد ، وعلى الحزب ألاضطلاع بمهمته التاريخية تلك بكل حزم ووضوح.

وفي الختام لابد من التأكيد على أن الحزب هو حركة خرق للهيمنة؛ وأذا خرج الحزب عن أن يكون أداة نقض وتجاوز وحركة أرادة للخروج وقتئذ سوف يتكيف مع الهيمنة التي سوف تخنق البلاد وتخنقه .
 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات