| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 10/9/ 2012                                                                                                   

 

المرأة والشباب والفن رؤية أحادية دون مستقبل

عبد الأمير العبادي

أين يتأصل جمال الحياة ومن يبني له ويؤسس لاتٍ وضاء بالتأكيد المجتمع من خلال تشابك الرؤيا المتحضرة لمعالم البناء ونشيد سلم المستقبل وبطلعة عابرة لمحيط دول العالم يتضح ان الرقي والتمدن يقاس بتلاحم ثلاثي النهضة (المرأة , الشباب , الفن) وان فك الارتباط بصيرورة كل منهما وعزل الواحد عن الأخر وفق ضيق أفق المجتمع يعني إزالة مسببات أي عمل نهضوي وتقدمي.

لقد فعل الحدث الموحد عبر التاريخ الحديث ملاحمه النهضوية من خلال التزامن اللقاءي بين تلكم الموحدات فلا يمكن فصل حركة العلوم والتقدم في اي بلد دونما التزاوج والتزاوج المفرط بينهما وحسب فوريه(ان درجة تحرر المرأة هي المعيار الطبيعي للتطور العام) وهذه المقولة بالتأكيد تنسحب على الشباب والفن.

 ولكن تجاذب مصالح الساسة ورجال الدين يترك هذه الارتباطات دون اي انتباه متعكزاً على فلسفة المحرمات وعدم الايمان بأن هذا الثلاثي هو من يحدث فعله في عملية الرقي والسبب الكامن في وقوف ساسة التخلف وعباءة التدين هو القدرة التي يمتلكها هذا الثلاثي على افشال لغة وخطاب هذا الثنائي الفج.

وللاسف الشديد مع تقدم الشعوب وقياداتها النهضوية نأتي نحن في زمن تقاربنا مع اكبر دول العالم بعد انتهاء رحلة الكبت والطغيان لنعود لنرى ان ثمة خطاب هو اكثر فجاجة من سابقه يحاول ايجاد المسببات القمعية لنهوض الشباب.

فهذه دولتنا الميمونة ومن وجود هيئاتها ومؤسساتها نراها عصية ومحافظة لقبول المرأة بالشكل الايجابي ولا يعنينا وجودها في مجلس النواب او هذا لوجود المفتعل الوجود المنقب من التاريخ والنضال والفهم المعرفي لابجدية الحياة اذ ان الغالبية الموجودة هي نفسها كانت الجهات التي تحمل الخطاب الواحد (السياسي المرجعي) المكبل بأطروحات ساذجة ملقنة او هي لسان حال من جاء بها للبرلمان وهذا لا يشكل اي انتصار للمرأة لانه جاء وفق طريقة فرض تواجدها بنظام (الكوته) البغيض وهو مجرد اثبات مشاركة وان ما يمثل ارادة المرأة هو المغيب اذ اين المرأة من الانشطة الاجتماعية ذات الابعاد الثقافية النهضوية وان حصل فهو نادر , فالمرأة الان لا تحمل سوى الخطاب الديني الموجه من قبل ساسة الاسلام السياسي فلا زالت المرأة تقدم على انها (حرم الاستاذ) دون ذكر لاسمها او زواج بنت فلان وارملة فلان والحاجة ام علي وانتقلت الى رحمة الله زوجة الحاج جاسم وغيرها من المقولات اليومية التي تستكثر حتى ذكر المرأة ناسفة عرض الحائط التاريخ الاسلامي حيث التباهي بذكر مريم العذراء وفاطمة الزهراء وزينب وسكينة باسماءهن وهذه دلالة واضحة على ان المرأة تحمل الوزر الحقيقي في الحياة دون الاتكاء على اب او زوج وهذا هو النهوض ولنا ايضا في نساء العراق العديد من اللائي حملن مشعل الحرية والمسؤولية والتصدي وممارسة الدور  القيادي في المجتمع بعد تسلق وظيفي ومعرفي وهذا ما نريده ان يحصل لنساءنا لا ان نقوم بالاتيان بهن وفسح المجال الاجباري لتمثيل نساء المجتمع هذه ليست عملية استجابة للنهوض بل هي انكسار وتخاذل حيث لا شعور ثقافي من قبل المجتمع بهذا التواجد وبالتالي نراه عدم قبول او رفض كونه يمثل تسلق فوضوي غير بناء.

وما ينطبق من تهميش لدور المرأة يأخذ دوره على الشباب هذه الطليعة الاخاذة بالعطاء والتي على صرحها تشيد الامم بها تسمو اركان البناء ان اريد اليها المساهمة في البناء الا ان الشباب وخاصة بعد 2003 نراها تغرد خارج سرب المجتمع حيث انتشار العديد من المظاهر السلبية وعزوف عن الدراسة والثقافة والتوجه صوب وسائل الانحراف باستخدام اجهزة الحاسوب وتوظيفها لاشياء تفسد مسيرة حياة الشباب اضافة الى انتشار ظاهرة المخدرات والتدخين والناركيلة وهذه اصبحت على تماس برغبات الشباب اضافة لظاهرة البطالة والامية الثقافية والعزوف علن اداء دورهم المنشود وهذا يأتي من غياب البرامج العملية والترفيهية ذات الجدوى , وكان الاجدر بالدولة ان تقدم كل الرعاية الشرعية للشباب من خلال ايجاد ما يتلائم مع رغباتهم وهذا بدوره لا يتعلق بالحكومة فقط اذا ان هناك تحذير لثقافة الشباب وقتل الوعي من خلال الهاء هذه الشريحة بالموروث الديني والعشائري (وبالذات العادات والتقاليد البائسة) ولذلك نرى ان غالبية الشباب قد جمد وضاع مع هذه الافكار التي تسوق لها الاناشيد والتراتيل البكائية والتي لا تشجع فيهم العزم بل تغرس فيهم المعاناة والاحزان دونما التطرق الى لغة التفاؤل وبناء الوطن.

واذا جمعنا شريحة المرأة والشباب فأننا نجد ان هناك مسببات كبيرة تقف وراء هذا التخلف وهو انعدام المستوى الثقافي والفني والذي اصبحت اليه النظرة دونية بفضل بعض المشايخ والفضائيات حيث الدعوة الى عدم المشاركة في اي مناسبة والابتعاد عن المسرح والمعارض الفنية والموسيقى وغيرها بحجة انها افعال شيطانية وهذه كارثة هذه الاجيال عبر اعادة كتابة التاريخ وقراءة بوابة ظلامية سوداء لا هم لها سوى زرع الاحزان وتسفيه احلام الشباب لذلك فضرورة اعادة الوعي وتجديده هو العامل القادر على جعل المرأة والشباب في مصافي الدول المتقدمة وهذا يقع على عاتق المنظمات المدنية ووزارة التعليم العالي والكليات والجامعات والاحزاب السياسية التي تدعو الى حرية المجتمع مع الحفاظ على الجانب الاخلاقي التربوي.

free web counter

 

أرشيف المقالات