| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 10/12/ 2010

 

مهرطقي شارع المتنبي!!

مقداد حسن

نعتقد ان الحرية التي ربحها العراق لم تكن هبة من شخص او من مؤسسة او منظمة تهتم بشؤون الانسان. بل هي مكتسبات حققها الوطنيون منذ ان تشكلت اول حكومة عراقية عام 1921. ونتيجة لدمائهم التي سقطت في كل المدن العراقية منذ الاضرابات والتظاهرات الكبرى وليس انتهاءً بكل ما يحصل ويدور في العراق اليوم.

علّ اغلب الذين تظاهروا في الجمعة الماضية في شارع والمتنبي والذين سيتظاهرون يوم السبت. كانت لديهم اهداف من وراء خروجهم في الشوارع منددين بالتجاوزات على الحريات المدنية من قبل هذا وذاك. والمحزن في الامر ان يُتهم الذين خرجوا في تلك التظاهرة بالزدنقة والكفر والالحاد، وهذه مشكلة لا يمكن السكوت عنها. فقد يشنق كل من جاهر بحقه، وطالب ان يكون هنالك دستور يحمي الحريات العامة.

الكل يعلم ان العراق بلد متعدد الاديات والقوميات والطوائف، والكل على دراية كاملة بأن العراق لم ولن يكن لعبة بيد أي شخص على وجه الكرة الارضية، ولن نكون مسيرين من قبل اشخاص اصبحوا هم اجندة لآولئك الذين يريدون العراق ان يتقهقر الى عصور ما قبل التاريخ. بطبيعة الحال سيكون المثقف الوطني والانسان الغيور على بلده عائقا بوجه تلك المخططات الهدامة، والغرض من تلك المخططات هي اما ان نكون نمشي وراء نزواته وننسى عجلة التقدم، او نتعاطى المخدرات والقات وغيرها من المسكرات او نشم الاكياس مثلما يحصل في بلدان مجاورة لنا.

الغريب في الامر ان يتحدث مسؤول لا نريد ان نذكر اسمه باسم 7 ونصف مليون شخص يعيشون في بغداد ويقول "ان اكثر من 90% من سكان بغداد يطالبون باغلاق محلات بيع الخمور واغلاق الملاهي" فالامر مضحك للغاية وان الاستبيانات والدراسات التي اجراها اما مع نفسه او في "وادي سوات" الملاذ الامن لحركة طالبان الارهابية خاطئة وعارية عن الصحة.

نحن لسنا بصدد الدفاع عن محلات الخمور ولا على الملاهي. بل ندافع عن حقوق المرأة بالدرجة الاولى وعن الفصل بين الجنسين ثانيا وعن البرامج التثقيفية الهدامة التي تدعو الى التفرقة وبث الافكار المسمومة والتي لن يكن لها مكان في جمهورية العراق (دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة) حسب ما اتى في الدستور العراقي الباب الاول المادة الاولى. يا ترى هل نسى هذا وذاك من المسؤولين هذا البند؟

هل سنصبح مهرطقين يقطعون رؤوسنا بالمقصلة، وهل سنكون شهداء في سبيل الحرية، وهل سنبقى صارخين بوجه الظالم صرخة حق، وهل سنبقى مدافعيين عنحقوقنا المكتسبة. هذا ما سنعرفه فيما بعد.

يتبع...


بغداد
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات