| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زكي رضــا
rezazaki@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 6/4/ 2011



كتّاب المالكي

زكي رضا

روي انه جاء خياط الى سفيان الثوري فقال : اني رجل أخيط ثياب السلطان ، هل انا من أعوان الظَلمة ؟
فقال سفيان : بل انت من الظَلمة انفسهم ، ولكن اعوان الظَلمة من يبيع منك الابرة والخيوط !! ..

يحاول البعض من الكتاب ومن موقع طائفي وللاسف الشديد ، منح البعث الفاشي وساما لا يستحقه . ليس في دفاعه عن المالكي وحكومته التي فشلت في ترجمة برنامجها السياسي ( ان كان لديها برنامج ) الذي عاهدت ناخبيها عليه فقط ، بل في تحميل اي مطلب شعبي للمطالبة بتحسين اداء الحكومة والبرلمان ، وتحسين الخدمات وتوفير الامن ، على عاتق البعثيين وحزبهم الفاشي !! ولذا تراهم وعلى الرغم من تأكيدهم في كتاباتهم على تصاعد موجة الجريمة المنظمة ( التي تديرها عصابات لها ارتباطات وثيقة مع شخصيات وقوى لها نفوذ كبير في السلطة وان لم يقولوها ) ، وتفشي الفساد الاداري والرشوة والبطالة ، وتردي الخدمات ونهب الثروات ومصادرة الحريات الخاصة والعامة ، وربط سياسات البلد ومصالحه بسياسات ومصالح عواصم اقليمية . اقول على الرغم من كل تلك الاسباب وغيرها الكثير، فانهم يرفضون قيام جماهير شعبنا بالاعتراض على كل هذه الموبقات ، من خلال حقهم بالتعبير عن رأيهم وفقا لما كفله الدستور من حريات بالتظاهر . معلنين بشكل مباشر وغير مباشر عن قيادة البعثيين !! لهذه التحركات المطلبية ، والتي اعترفت الحكومة والمرجعية الدينية ببطلان وجهة النظر هذه بعد اندلاعها !

ويؤكد هذا البعض من الكتاب على حق الشعب العراقي في التظاهر وفقا للدستور ، متخيلا هذا الامر على ما يبدو ، منجزا من منجزات الاسلام السياسي !! ومنة من رجل المرحلة والقائد الضرورة السيد نوري المالكي ، الربان الوحيد من وجهة نظرهم ، القادر على قيادة سفينة العراق الى بر الامان ، وبناء مجتمع خال من الاضطهاد . ولكن الامر يحتاج الى عدد من السنوات الاخرى ، لتضاف الى سنوات حكم السيد المالكي السابقة ، كي يستطيع وحزبه وقائمته في ترجمة ما طالبت به الجماهير في تظاهراتها الى منجزات على الارض . ولكن فاتهم وهم من المطبلين والمزمرين للسيد رئيس الوزراء وتحالفه الشيعي من تحديد عدد هذه السنوات ، هل هي عشر اخرى ام عشرين ، ام اكثر ؟ خصوصا وهم يعرفون جيدا ان اي حكومة قادمة تبنى على نفس الاسس الطائفية ، لن تكون افضل من الحكومة الحالية او اللواتي سبقتها منذ الاحتلال ولليوم ، لاسباب لم تعد خافية على احد ، واعتقد انه من الثرثرة تكرارها كل مرة بعد ان اصبحت من البديهيات التي يعرفها شعبنا على الرغم من انه غوغائي و أمي !!

و امثال هؤلاء الكتاب يتصرفون مع شعبهم بطريقة المثل العراقي القائل ( باكة فجل لا تحلين ، كرصة خبز لا تكسرين ، اكلي لما تشبعين ) ، فمن جهة يعترفون بنقص كبير في الخدمات وامتهان كرامة الوطن والمواطن ، ويعترفون بحقه ( المواطن ) في التظاهر للضغط على الحكومة للاسراع بتلبية مطاليبه ، وفي الوقت نفسه يرفضون خروجه في التظاهرات .. لماذا ؟ لان البعثيين سيركبون الموجة الجماهيرية للتشهير بالحكومة واتهامها بعدم توفير الخدمات ، وكأن الخدمات متوفرة لهذا المواطن ، الا انه ونتيجة البطر الذي يعيش فيه قد اصابه مس من الجنون فقرر التظاهر !!! كما وانهم ( وهم المعلمون الافاضل ) لم يرشدونا الى الطريقة التي يجب ان يتبعها شعبنا للضغط على الحكومة ، بعد ان اصبح التظاهر بنظرهم ممنوعا ، خوفا من ركوب البعثيين الموجة . وكأن السيد صالح المطلك نائب السيد المالكي لم يكن بعثيا ولم يكن مشمولا بقانون اجتثاث البعث ، والذي اصر المالكي على ابعاده عن الانتخابات السابقة وعددا من رموز البعث الاخرى ، ليعود ثانية ويعينه نائبا له !!!

ان متابعة ما يكتبه البعض من الكتاب ودفاعهم المستميت عن سياسات السيد المالكي ، وقراءتها بشكل هاديء تشير الى حالة طائفية في تعاملها مع الاحداث ، من حيث مقارنة الوضع السياسي اليوم بمثيله عهد الدكتاتورية ، التي لازلنا ندفع ثمن طائفيتها وعنصريتها وتبديدها لثروات البلد ، متناسين ان مجرد المقارنة بين الوضع الديموقراطي اليوم والذي يؤكدون عليه في كل مقالة تقريبا ، مع الوضع اثناء حكم البعث الفاشي يعتبر جريمة كبرى . لان النظام السابق كان نظاما انقلابيا فاشيا قاد بلدنا الى كوارث ، والنظام الحالي نظاما ديموقراطيا جاء عن طريق صناديق الاقتراع والتي لم يصوت فيه شعبنا لصالح القوى الحالمة واليسارية حسب ما يكررونه هؤلاء الكتاب مرة تلو الاخرى . متناسين مرة اخرى العامل المشترك بين النظامين وهو سرقة ونهب اموال البلد وغرق البلاد في الفوضى .
ولو عدنا الى ما جاء في كتب التراث وما قاله سفيان الثوري وترجمناه لوضع العراق اليوم فاننا نستطيع القول .

يروى ان كاتبا جاء الى طفل يتيم يستجدي لقمة الخبز عند احد التقاطعات في عراقنا المنهوب فقال : انا كاتب ادبج المقالات في تلميع اوجه اللصوص الذين نهبوا خيرات بلدك وجعلوه كعصف مأكول ، هل انا من أعوان الظَلمة ؟
فقال الطفل ( كفيلسوف كبير ) وهو يتخيل كل اشكال الظلم بحقه وبحق الطفولة وبحق وطنه وشعبه : بل انت من الظَلمة انفسهم ، ولكن اعوان الظَلمة من يبيع منك القلم والورقة او الحاسوب الذي تكتب من خلاله .

 


ليلة ابعادي من بلدي من قبل البعث الهمجي ، قبل واحد وثلاثون عاما .

الدنمارك


 


 

free web counter