| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زكي رضــا
rezazaki@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 10/4/ 2012



حصلت على عضوية الحزب في الطريق العام

زكي رضا

من بحزاني او بيت حزياني في اللغة الارامية والتي تعني بيت الرؤية، انطلق الفتى ليلوي بقبضة قوية وإرادة لا تلين، الصعاب وهو يطوي الطرق غير الآهلة من جبال كردستان، حاملا سلاحه مع رفاقه الاخرين مقاوما الفاشية  اثر انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 ليرى غدا أفضل لشعبه ووطنه، ومن يومها كان الجبل توأما لهذا الرجل الصلب، الذي فقد جل افراد أسرته اثر عمليات الأنفال الغادرة في كردستان.

 هذا الفتى هو الشيوعي النقي كنقاء حزبه الرفيق حسين حجي كنجي المعروف وسط رفاقه بأبي عمشه، الذي عرف طريقه الى الحزب من خلال أخيه الأكبر، الذي كان معلما في مدرسة ويملك مكتبة عامرة، اصبحت مستقبلا زادا فكريا للفتى وهو ينظم الى الحزب بعد فترة ترشيح قصيرة عام 1961م، ولازال الرفيق أبوعمشه يتذكر وباعتزاز يوم حصوله على شرف عضوية الحزب في الطريق العام!

في كوبنهاكن حيث يعيش الرفيق مع زوجته "عيشه" كان لنا معه لقاءا سريعا، بمناسبة حلول الذكرى 78 لميلاد الحزب، الذي نذر له أبو عمشه ولا يزال حياته حالما بغد افضل للوطن والشعب، شاعرا بالمرارة لما آلت اليه احوال العراق، وبعيدا عن الاساليب الصحفية في مثل هذه المناسبات تركت الرفيق وهو يستضيفني - باستكان جاي اخضر - لان يتحدث عن نفسه وحزبه ووطنه، بهدوئه المعروف وابتسامته التي لا تفارقه في أحلك الظروف.

في متوسطة بعشيقة - بدأ الرفيق حديثه - كنت من ضمن الطلبة الذين رفضوا الانضمام الى الاضراب الذي اعلنه البعثيون والقوميون، والذي اشتركت فيه جميع مدارس محافظة الموصل إلا مدرستنا، وقد دفعت ثمن هذا الموقف في العاشر من شباط 1963م، اذ غادرت مقاعد الدراسة لالتحق بفصائل الانصار بعد ان طالت الاعتقالات الكثير من أهالي البلدة، ولم استطع والعديد من رفاقنا من الاحتفال بعيد الحزب تلك السنة لاننا كنا في طريقنا إلى الجبل، وبناء أولى القواعد الانصارية هناك. ولكنني يضيف الرفيق، لازلت أتذكر إحدى احتفالاتنا الكبيرة في بحزاني عام 1970، حينها كانت ملصقات الحزب تغطي البلدة بأكملها، مما أثار حفيظة منظمة البعث ومسؤولهم الذي طلب مني تعليق صورة تجمع المقبورين البكر وصدام، وبعد رفضنا لمطلبه ولعدم وجود جماهيرية لحزبهم في البلدة ولعدم خبرتهم، قام وبعض البعثيين بعد رفض الناس تعليق الصور في محلاتهم وعلى جدران دورهم، بتعليق الصور على قنارة احد القصابين في سوق البلدة ما اثار ضحك وسخرية الناس.

يمتلك الرفيق أبو عمشه وللذين يعرفونه عن قرب صراحة كبيرة وجرأة في طرح المواقف، وهذا ما دفعني لان اسأله اثناء التقاطي صورة له، عن هموم الوطن وهو يمر باكبر محنه والناس ومعاناتهم اليومية والحزب وهو على اعتاب مؤتمره التاسع وميلاده الـ 78؟ فأجابني بأسى ان ليس هذا هو العراق الذي حلمت به، اثر تعلم اقطاب  المعارضة السابقة القمع والنهب من البعث بعد ان حلت محله ! وماذا عن مؤتمر الحزب القادم يا ابو عمشه؟ وماذا تريد من الحزب بعد ان قضيت لليوم ولازلت 51 عاما في صفوفه؟ فاجاب مبتسما من ان خيمة الحزب يجب ان تتسع لتشمل كل اليسار العراقي، وان المؤتمر عليه منح فرص اكبر واوسع لجيل جديد ليكمل المسيرة التي بدأها فهد وتعمدت بدماء عشرات الالاف من الشهداء. وان يتحلى الحزب بالجرأة الشيوعية في نقد الظواهر السلبية الحزبية منها والحكومية، كي يكون كما عهدته الجماهير دوما قريبا منها حاملا همومها ناكرا ذاته لتحقيق طموحاتها.   

 

 

  

 


 

free web counter