| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زينب محمد رضا الخفاجي

 

 

 

الجمعة 7/3/ 2008

 

اعتذار ومغفرة

زينب محمد رضا الخفاجي

تاهت المرأة التي كنتها فقدتها في زحمة من اليأس والهموم..........بحثت عنها كثيرا في أعماق ذاتي فلم أجدها........تثير استغرابي كثيرا هذه الإنسانة الجديدة التي يقتلني برودها........لا شيء.. هكذا هي ......لا ضحك ولا بكاء لا فرح ولا حزن...ولا..لا....لا....
ماذا حصل لكِ اخبريني؟ لم تكوني يوماً كما أنت الآن.......أعرف فقط انك حزينة ولكن هل الحزن يفقدك الاهتمام بكل شيء حتى نفسك! ........ أعرف أيضا أن الغربة تقتلك وفقدك لبيتك وكل ذكرياتك يبكيك كما تفعلين دوما وحدك....واعرف انك تفتقدين كل لحظاتك وأشياءك السابقة.........وأيضا تبكين ........تتذكرين الجيران والأهل الذين تفرقوا...وتذكرين الأشجار والرصيف بل وتحنين حتى لإسفلت الطريق........حتماً لم تفكري يوماً كم يعني لك هذا الشارع الذي عد خطواتك من أول خطوة خطتها قدمك إلى أن فارقته....... صار يبكي هذا الحبيب وحيداً حزيناً تؤلمه أقدام أناس غرباء لم يعرفهم...يكلم عمود الكهرباء.. هذا الآخر المثقل بآلامه ومئات الأمتار من أسلاك المولدة التي توصل الكهرباء للغرباء.........وتنزل دموع نخلتنا على خد رصيف صار فراقنا يدمي قلبه الحزينٍ.......اعرف أن كل ما فقدتيه هناك يعاتبك كل يوم ويكاد يفقدك عقلك....كنت قد قلت لي انك حلمت بهم وهم يعاتبونك على تركهم للأغراب وانك لا تحبينهم لأنك رحلت وتركتيهم.......وكنت قد قلت لهم لم أرحل برغبتي بل رحلوني هجروني ويلهم من عذاب الله ......ثم ضحكت ضحكة مليئة بالدموع وقلت لهم ........ثم إنهم لم يهجروكم فلماذا تريدون الرحيل لم اسمع يوماً بأنهم هجروا رصيفاً أو بيتاً أو شجرة هم يبقون كل ما يفيدهم ويستبيحون كل ممتلكاتنا وذكرياتنا وكد سنيننا........
سامحوني كلكم لأني لم آخذكم وصدقوني تمنيت كثيراً لو كنتم معي ..... مع هذا لا أخفيكم سراً لا تأتوا حتى وأن طلبت منكم القدوم فانا وهذا سر....غير مرتاحة هنا....
وصرت أعرف أن لا حل لما نعانيه والأمل في الرجوع سراب
مشتاقة لكم كثيرا وأبكيكم كل يوم وأرجوكم اغفروا لي هروبي...أحبكم كثيراً




 

free web counter