| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زينب محمد رضا الخفاجي
zaineb1968@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 31/10/ 2008



إليك يا ستار

زينب محمد رضا الخفاجي

كنت صغيرة جدا في العمر حين عشقته...حتى ظننت إنني أحببته قبل أن أولد...شخصيته بهرتني... كل ما كان بيننا مشترك...الألوان نحبها معاً... نعشق الرسم كلانا بجنون... والكتاب كان صديقنا الأوحد...حتى أني وليومنا هذا مازلت احتفظ بقصة جلبها لي مرة أسمها (الفيل)... اعتاد الاهتمام بي وتدليلي... اذكر كيف كنا نأكل ونضحك سوية... وكيف شربنا الماء من نفس القدح... واقتسمنا مرات عدة... قدح أزبري اشتريناه من العم أبو العربانة صديقنا... كنت أتباهى بآثار لونه الأحمر على شفتي واختال بهما بزهو وفرح عارم.... كان ينصت لي دوماً بإصغاء بالغ ومودة... ويحبُ أن أغني له.... ولأنه كان قريبي جداً... كنت قادرة على الذهاب فوراً إلى غرفته في الطابق العلوي... لأوقظه من نومه كي نتناول فطورنا سويا... أطيب فطور كان عندي ما تقاسمناه معاً... نظراته تراقبني... وتسألني بإلحاح.... حبيبتي شبعت؟ ... وكيف اشبع حبيبي وأنا أجلس معك... سأتأخر..حتماً قدر المستطاع وسأبلع لقمتي الصغيرة ببطء حتى أبقى أطول مدة ممكنة لوحدنا معاً.... كان يكمل فطوره ويظل يراقبني بأنظاره... وكنت سعيدة جداً باهتمامه بي.... كنت معه أميرة متوجة... أحببته بجنون... وتمنيت حينها لو كان الأمر بيدي لذهبت لأهله وخطبته منهم... وتزوجته... رجوت الله أن لا أفقده من يدي... ولكن ما بيدي حيلة ولا عمل اقتات منه وأعيله معي لو تزوجنا....

في مرة لمحته يتكلم في الهاتف برقة بالغة... تعمدت الاقتراب منه لأسمع ما يقول... وكان في قمة قسوته علي حين لمس يدي بحبه المعهود وكلمها عني... كرهت اسم ليلى وكل من تسمى به...و لأنني أحسست بحبها في قلبه... حزنت كثيراً.... وتمنيت لو أقتلها بيدي هاتين وأتخلص منها.... لا أظن أن هناك امرأة في الأرض ستحبه كما أحبه أنا وستفهمه مثلي.. وستحسن الاهتمام به بقدري.... كنا نفهم بعضنا بالإشارة... نحب نفس الأشياء ونتكلم في نفس الوقت ويكون صدفة حديثنا بنفس الموضوع...

لكنه فجأة سافر... حتى انه لم يودعنا نحن حبيبتاه... لن أغفر لهُ كيف تركني وحيدة يائسة... وكيف أنه هجرني هكذا بسهولة.... وتزوج من غيري في الغربة...

كنت انتظر عودته بفارغ الصبر... كنت أعد الأيام بثوانيها لا بساعاتها.... طبعا لا أحد يدري كم أتعبني فراقه....ليس من عادتي الشكوى.. ولم تفارقني الابتسامة يوماً حتى ظن الجميع أنني طوال الوقت سعيدة...هكذا بالضبط مثل أبي رضاوي وجدي حساني رحمهما الله... انتظرته طويلاً ولم يعد... كل ما كنت أحصل عليه...رسائل فقط... يحبني فيها كما أحبني سابقاً وأكثر...وأعجب دوماً كيف تحمل فراقي أنا حبيبته.... وبقيت أنتظره...وطال انتظاري... ولم يعد...ولحد ساعتنا هذه..

كبرت ولم أتزوج... تمنيت لو يعود... ولكن دون جدوى... فقد أعتاد الغربة واعتادته.. إذا سمعت خبراً سعيداً منه أو وصلتني رسالة أكون أسعد الناس... وحين أحسه مريضاً وحيداً متعباً ... أجن ... ويبكيني عجزي تجاهه... كيف اصل إليه لأسعده كما أسعدني... وكيف لي أن أدلله كما دللني دوماً...

هذا الحبيب مازلت أحبه... بنفس قدر حبي له حين عرفته أول مرة... بل أكثر...صحيح أني لم أتزوجه...لأسباب عدة... أولها أنه كان أكبر مني بكثير... وثانيها...أنه عمي... شقيق والدي... الذي حلمت أن أتزوجه وأنا طفلة... لا تفقه شيئاً... وتمنيت لو أكون حقاً أبنته حين وعيت وكبرت...

إليك... يا حبيبي كتبت...لأنني مازلت أحبك
إليك... يا عمي كتبت... لأنك تستحق
إليك... يا والدي الثاني كتبت... لأن وجودك في حياتي نعمة
إليك... يا ستار * ... يا ابن حساني ... كتبت... لأني أحبكما بقوة...أنت وجدي رحمه الله



*
ستار عبد الحسن... شقيق والدي... محمد رضا عبد الحسن

 

free web counter