| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زينب محمد رضا الخفاجي
zaineb1968@yahoo.com

 

 

 

الخميس 30/4/ 2009



الى كل من كان في بشت آشان ومازال حيا

زينب محمد رضا الخفاجي

في كل مرة نكتب فيها عن بشت آشان... نذكر فيها بمرارة من رحلوا ، وننسى ان هناك من ما زال حيا على قيد الموت يتنفس كل يوم المرارة وتعذيب الذات...

كلنا يعرف ان من استشهد هناك .. هو احسن حالا بمراحل ممن بقى ... هناك فرق بين من يعيش في جنان الله كما يحلو له .. واكيدة بأنهم يستحقون هذا .. وبين من لم يركب معهم قطار الرحيل وما زال يتألم ويعيش كما فقاعة تمتليء بالقيح كلما مر عليها الزمان.......

استميحكم عذرا شهدائنا في بشت آشان ... ايها الاحياء دوما ... والباقون دوما في دمي وروحي ذكرى مؤلمة لا يمكنني نسيانها ابدا وابعاد شبحها الاسود من بالي... اعذروني لانني في هذا اليوم سأكون مع من بقي منكم يتنفس الهواء الذي اتنفسه انا وبناتي ... وكل اهلي ... سأترككم بسعادتكم ترفلون .... واتوجه لمن يموت كل يوم مئات المرات وليس هناك من يضع يده على المهم ويخفف عنهم ما يجدون ...

ما رأيكم سادتي الشهداء ان تأتوا هذا اليوم معي لنخفف عنهم سوية ألم فراقكم ومرارة خسارة احلامهم ... سأخذكم معي اليوم في حلمي لتزوروا عالمنا كما زرت العام الماضي جنتكم انا وابنتاي ...

بعد ان عرفت تفاصيل هذه المصيبة وكتبت عنها تعرفت على كثير من الانصار عبر الايميل... وصاروا اصحابي المقربين ... احبهم بقوة ويغمروني بحبهم ... منال علوان ... تغريد حسين ... ابو سعد الرائع (أخو الشهيدة انسام) و....و....و.... القائمة تطول ... وطبعا لا انسى من عرفوني منذ ولدت وترعرت بأحضانهم ... مثل عمي الحبيب ستار الخفاجي (ابو ذلفاء) ... وصديقه عمو عبد الامير الحاج...

سأخاطب اولا عمي ستار الذي عانى وما زال يعاني آلام كل ما مر ... راعني معرفة انه قد ارتدى الملابس السوداء لثلاثة اعوام بعد فقده اخوه سمير الخفاجي (ابو صابرين) ... وايضا لعمو عبد الامير الذي عانى جراحا هناك وفقد اغلى ما يملك عينه ... سلامتكم من كل ألم ... روحي فداء لكم ... ليتني اخفف عنكم كلمكم وانسيكم بعض ما حدث ......

ولانني اعرف الكثيرين ولكن بأسمائهم الحقيقية وليس الحركية ...سأترك ذكر الاسماء جانبا ... وسأخاطب روحكم المتعبة التي ما زالت تنزف الى اليوم.....

اقف هنا اليوم ومعي كل من كان معكم هناك ... لنحتضنكم جميعا بقلوبنا ... وليتها تتسع لآلامكم .... كما وسعت قلوبكم هموم العراق....

جئتكم بمن رحل عنكم هناك في جبل قنديل منذ 26 عاما ... اعرف ان القلب ما عاد ذاك القلب وتغيرت ملامح الوجه والروح ... احس ان التوّقد الذي حملته روحكم اختفى الى حيث لا رجعة ... ولسان حالكم يعاتب ارض الطواحين التي سلبت منكم احبابكم وشبابكم سعادتكم آمالكم أحلامكم ... هذه الارض التي طحنت المـوت ثم وزعته بالمجان على الانصار ... هناك من مات جسده والاخرون ضيّعوا بريق الروح هناك .......

ها انا ومن معي ممن فقدتم هناك جئنا نمد ايدينا لكم ....
انسوا الحزن الذي تعودتموه كل تلك السنين في هذا اليوم...
وتعالوا نحتفل معهم بسعادتنا ... وعيدنا وأملنا بغد افضل ....
هذه يدي لكم هاتوا اياديكم وتعالوا نغني ونسعد وننسى كل الالم...
لكم العز والفخر شهدائنا والسعادة لمن هم حولي الان...


المحبة والفخورة بكم دوما
 

 

free web counter