| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

زهير دعيم

 

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010

 

 الأتراك ....وصرخة حجر وأرمن

زهير دعيم

لست بصدد الخوض في السياسة ودنياها المُتشعّبة ، رغم أنّنا نعيش سياسةً ، ونتنفس سياسة ونأكل سياسة ، خاصة في هذه المنطقة من العالم المسماة " الشّرق الأوسط " و" النزاع العربي الاسرائيلي". فالكلّ يدّعي الحقّ ويأتي بالتاريخ والاثبات والأدلّة ويرمي الآخَر بالتّشدّد والنهب والعنف ، وأنا بينهما في حيْرة ؛ حيرة الانسان المؤمن الذي قرأ التّاريخ ويعيش الحاضر "ويأكل من الصّحن"...وحيرة الانتماء العرقي ، الوطني ، رغم ان جنسيتي الفضلى هي السماء.
لا شكّ ان هناك ظلماً واقعاً خاصة على البسطاء من الشعبين ، والأكثر خاصة - ان صحّ التعبير- هو الجانب الفلسطينيّ ألأكثر ضعفاً وفقراً ، فلا أملك الا أن أصلّي حتى يترأف ساكن السماء فيُخفّف الوطأة ، ويُعجّل في منح سلامه ؛ الذي يختلف عن سلامنا.

حقيقة ما كنت أريد أن أخوض في غمار هذا اليمّ الهائج لولا " العُهر" السياسي - واستميحكم الف عذر- الذي تنتهجه اليوم تركيا والدراما التركية ؛ هذه الدراما!!! التي وجدت مؤخرا لها مُتنفّساً وسوقاً لدى العرب ، فغزتنا ببضاعة فجّة ، مائعة ، عارية جسداً وروحاً وأخلاقاً وراحت تلعب على الوتر......وتر الانسانية والعروبة !! هذه العروبة التي ما كانت ابداً في قاموس الأتراك شيئاً ، بل كانت الدُّون وكانوا الأسياد ..
كنّا في نظرهم الخدم وهم أصحاب الشأن ، كنّا الأميّين وكانوا العلماء ، فبدّلوا حروف الذلّ ، ولعنوا الطربوش ولابسيه ، والتصقوا باوروبا لان شبرا يربطهم بها.

نعم انهم يغزوننا اليوم بالدراما ، ونحن - السذج - و- البسطاء -وباسم الدّين وباسم الوقوف الى جانبنا احيانا نُصدّق ونعشق ونموت حُبّاً بهم وبمسلسلاتهم ، فنقضي عمرنا نتابع ترهاتهم .

الم يكفنا اربعة قرون من الجهل والتجهيل تحت سلطانهم ؟
ألم يكفنا ما نلناه منهم من الذل ودوس الكرامة الوطنيّة ؟
ألم يكفنا ما أهالوه علينا من عتم وديجور وظلام حتى بتنا في ذيل لائحة البشر وما زلنا نعاني هذا الوضع حتى اليوم؟
والأنكى ....أنهم يُصوّرون الاسرائيلي قاتلا ؛ يقتل الأطفال في " صرخة حجر" يقتل بوحشيّة .
واعود وأقول انا لا أنكر ان هناك ظلما واقعا وعلى كلا الطرفين ، ولكن الاتراك هم الذين يحملون لواء رفع الظلم وتصويره ؟ الأتراك!!! هل نسوا الامس القريب والمليون أرمني؟!!
هل نسوا المجزرة البشعة التي ما زالت دماء ضحاياها تصرخ الى السماء وهم لا يسمعون او قل لا يريدون ان يسمعوا ، وان سمعوا اغتاظوا وفاروا وهدّدوا بقطع العلاقات.
الأتراك؟!!!!...لست اصدّق ...عليكم اولا ان تخرجوا العيدان من عيونكم ومن ثمّ تقولون للغير في عيونكم قشّ .
الأتراك ؟!!الذين طلوا ولوّنوا كل شيء اما بالأسود او بالأحمر القاني !! اضحوا اليوم حماة الضعفاء ونصيرا للمظلومين.
لا.. لا أصدّق ، ولكن العرب ؛ هذا الشعب البسيط ، الساذج ، ينسى ويصدّق ...يصدّق الشيطان بلبوسه الجديد.

الظلم قاسٍ ومكروه ولكن ان تكون ظالما وتُمثّل على الغير الشفقة والانسانية والضمير فهذا مرفوض تماماً

اتمنى فعلا أن ننسى ونغفر ونسامح وهذا ايماني ولكن الاعتراف حسن وجيّد والا كانت الدموع تمساحيّة ..نعم الاعتراف امام الله قبل الناس ، الاعتراف بالظلم فنكفّر ونردّ الاعتبار لاولئك الذين ظلمناهم..انها صرخة ارمن!!!فهل يسمع اردوغان...



 

 

free web counter