| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 27/12/ 2008

 

 صاحبة الجلالة

زهير دعيم

مَن قال انّها السُّلطة الرابعة فقد أخطأ وظلم وتجبّر .
ومن سار في طريقه دون أن يلتفت إلى صاحبة الجلالة ، فقد خسر الكثير ...بل لم يربح شيئًا..
قومي يا صاحبة الجلالة وتجلّي ...قومي يا صاحبة الجلالة وتبختري ، فالميدان ميدانك ، والسّاحات ساحاتك ، والبشر كلّهم يأتمرون بأمركِ .
حقًّا وحقيقة لقد أضحت الصِّحافة بكلّ أنواعها وأطيافها وخيالاتها، المقروءة والمكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونيّة ، أضحت جزءًا من حياتنا ، وأضفت أبعادًا كثيرة وبعيدة للون حياتنا ، فأعطتها زخَمًا ، وأثّرت فيها ايّما تأثير ، فهذه الصّحافة تُقلقل اليوم العروش وتهزّ المُعتقدات – إلا الراسخة منها- وتحفر أخاديد في الأيدلوجيات ، وتبعث الرّوح في الموات والجفاف والتراب !!
كانت الصّحافة عملاقة وما زالت .
كانت مؤثّرة وما زالت .
كانت جبّارة ، واليوم في عهد الانترنت - وليّ عهدها - جعلها أكثر جبروتًا ، وأكثر حِدّة .
ومن لا يُصدّق فأسوق اليه ثلاثة شواهد من واقع الحياة ، شواهد بسيطة ولكنها تُثبت وبالدّليل القاطع إنها الأعلى – طبعًا بعد الشّريعة الإلهية الثابتة فوق رؤوس الجبال والتاريخ والآتي –

فإليك المثال الأول :
فلانة فتاة ، صوتها لا يبعد كثيرًا عن قرقرة الدّجاجة ، ولكن الله حباها بقدٍّ ميّاس وجمال لافتٍ وغنجٍ مستفيض ، فلاحقتها عيون العدسات والمصوّرين والصّحافيين ، فأضحت هذه القطة علما يُشار اليه بالبنان ، شهرة ولا شهرة ألبرت اينشتين !! ومن هذا الاينشتين أصلا ؟.
أضحت علما في حين إن هناك من يبزّها جمالا وصوتًا ...لقد رفعتها الصِّحافة إلى القمّة ، ونصّبتها ملكة مُتوّجة على قلوب الشّباب والمراهقين ومحبّي القشور والألوان.

امّا الشّاهد الثاني :
فهو مقدّمات ومُقدّمو البرامج التلفزيونية والصحافيين والصحافيات ، إنهم يترشّحون اليوم لبرلمانات العالم ويحوزون على السَّبّق ، بل يسبقون الكثيرين ممّن خاض غمار السّياسة سنوات .
فمن جعل هؤلاء الناس محبوبي الجمهور ، أليست صاحبة الجلالة؟ أليست هذه التي تُنزل العالي وترفع المنخفض وتصحّح المعوّج ، وتكشف المختبئ ، وتقلع الجذور والعادات ، وتعصف بالكون .

اما الشّاهد الثالث :
فهو حذاء منتظر الزيدي المشهور!!!حذاء الصحافيّ المغمور والقابع في ركن لم يسمع عنه احد الا حفنه من البشر ، أضحى بين ليلة وضحاها علمًا ، فدُبّجت عنه عشرات بل مئات المقالات ما بين مادح وقادح ، وما بين من يعرض عليه ابنته حلالا زلالا او شراء حذاءه – المُقدّس -!! بعشرة ملايين من الدولارات ، في حين ان هناك الملايين من الأطفال في العالم الثالث يتضوّرون جوعًا .
إستمري سيدتي صاحبة الجلالة ، فالزّمان زمانك ، وسيبقى هكذا حتى تنحلّ عناصر الأرض والسّماء ، وتأتي سماء جديدة وأرض جديدة .
استمري سيدتي الجميلة وهيمني واعصفي واقلعي كلّ شوائب حياتنا ، وانشري الحقّ المُحرّر ، والنزاهة ، واعرضي لشمسكِ كل رطوبةٍ وهوسٍ وعفن اجتماعيّ ، وقاذورات لفّها بساط النفاق .

استمري فإنّنا نُصفّق لك ونغنّيكِ.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات