| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

زهير دعيم

 

 

 

 

الأحد 26/7/ 2009

 

الأهلي المصري نموذجًا

زهير دعيم

منذ صغري وأنا اسمع الشّعب المصري مُمثلّين وكُتّابًا وعاديين ينقسمون فريقين : أهلاوي وزملكاوي ، وتدور المنافسة ليس فقط في استاد القاهرة والملاعب الخضراء في كل انحاء مصر ، بل ايضا في الشارع والإذاعة والشاشة الصغيرة...
الكلّ يدافع ويُفنِّد ويمتدح ويحلّل ويصرخ ..الأهلي ..الأهلي ..الزمالك ...الزمالك.

وكبر الفريقان في عينيّ ، خاصةً وأنا احبّ هذه اللعبة الرياضية المسماة " كرة القدم " فليس من سرٍّ أخفيه إن قلت لكم إنّني انتظر مباريات كأس العالم وكأسي أوروبا وأفريقيا على أحرّ من الجمر ، إضافة الى الليجا الاسبانية والايطالية والانجليزية والألمانية وغيرها ، فتلفازي الخاصّ يكاد لا يتذوّق الا البرامج الرّوحيّة وكرة القدم .
وتساءلت أكثر من مرّة هل هذا طبيعيّ؟!!
تساءلت وما وجدت جوابًا ، ورضيت بالواقع.

اليوم - الأحد - تسنّى لي أن أشاهد الأهلي بطل الدّوري المصري ، وبطل أبطال مصر وأفريقيا ، شاهدته بعد أن قرأت أنّه خسر مباراته الاولى على كأس ويمبلى أمام فريق سيلتك الاسكتلندي بخمسة أهداف نظيفة ومُقشّرة !!!، وسيلتك فريق يعد وسطًا بين فرق أوروبا ولا يوازي ابدا برشلونة أو الريال ، او يونايتد او ليفربول ولا ميونيخ ولا .....
لعلّه من المراتب والفرق الثانية في اوروبا ، هذا الفريق سخر من ابو تريكه والعنيزي وأحمد حسن ومعتزّ وغيرهم من اللاعبين الذي يكوكب قسم منهم في المنتخب القومي المصري.
اعتذر لاخوتي المصريين ، ولكن ماذا اقول وقد أصبت بالاحباط .
قلت لنفسي بعد هزيمة الاهلي امام سيلتك : أصمد يا رجل ، لعلها عثرة ، هفوة ، كبوة ، أمطار سقطت وألاهلي لم يتعوّد على المطر في الصيف .، بل لعلّه الحظ ، ولعلها فقط البداية ثمّ تأتي الصحوة !! حقًّا حاولت أن ابرّر.

وجاءت الصحوة ...ولكنها جاءت اشبه بالنوم ، فقد لعب الأهلي ملك افريقيا كما أسماه مشجعو برشلونة في موقعهم ، لعب أمام بطل اوروبا العملاق برشلونة ، بزيّه المعهود ، ولكن بتركيبته الثانية .
تفاءلت خيرا في الشوط الاول الذي انتهي بهدفين لهدف واحد جميل سجّله العنيزي ، وجاء الشوط الثاني ونزل ميسي وفالديس ويايا طورا ، فظهر الفرق وظهرت المهارات ، وبانت اللياقة البدنيّة هنا والباهتة هناك ، لتنتهي المباراة بأربعة أهداف لهدف يتيم .

كانت الحصيلة لدورة ويمبلدون الاولى كالتالي : سيلتك ، برشلونة / توتنهام واخيرا الأهلي وكانت محصلته 1\9 اهداف .
انتهت الدورة اللندنية ، وظهر الغثّ من السمين ، وظهر أن الفرق الإفريقية والآسيوية ضعيفة هشّة أمام أمام التميّز الأوروبي وأمام اللياقة البدنية الأوروبية .

اننا بحاجة الى مائة سنة حتى نلحق بالركب الأوروبي !!
لا أريد ان انتقص من الكرة المصرية والإفريقية ولكنه الواقع ؛ الواقع المرير .

هنا كرة ابيض وأسود ، وهناك كرة مُلوّنة وثّابة ، لا تعرف الاستقرار.
هنا طابة تتحرّك ، وهناك طابة تطير ولاعبون لا يقفون ، لمساتهم فنيّة ، وهجماتهم صاعقة وخططهم مدروسة ، واللمسة الواحدة هي العنوان .

عشّاق الأهلي استميحكم ألف عذر

 

 

free web counter