| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

 

الأربعاء 21/1/ 2009

 

 اوباما الملاك الاسود

زهير دعيم

قبل ما يقرب من سنتين ، شاهدت برنامجًا لأوبرا ، المذيعة السمراء الشهيرة ، وكان ضيفها آنذاك شابًّا أسمر البشرة ، مفعم بالحيوية والنشاط ، ذو ابتسامة وضيئة ، عرّف نفسه بأنه حاكم إحدى الولايات الأمريكية .
وعرفت وقتها انه يدعى باراك حسين اوباما ، وانه يطمح ويعمل على أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة .
وضحكت وقتها ، ضحكت كثيرًا وقلتُ : ..إنه يحلم ....أسود ...أسمر يصبح رئيسًا لأمريكا ؟!!!ما هذا الهراء ؟ ما هذه الحماقة ؟
ولُمت نفسي وقتها حين تذكرت كاتبًا اسود البشرة صرخ في احد مقالاته قائلا : " إنّ الله عادل ، فمن هذا المنطلق ، فملائكة السماء ليست كلّها شقر الشعر ، زرق العيون ، بل هناك من ذوي الشَّعَر المُجعّد والبشرة السوداء الفاحمة!!! "
وضحكت حين قرأت المقال وقلت : انّه على حقّ ، ورحت ارسم أو أحاول أن ارسم في خيالي ملاكًا اسود ، فما نجحت كثيرًا.
وتذكرت حادثة مع سائح أوروبيّ زار إحدى الدول الأفريقية ، فرأى الأطفال السُّود الصغار عراةً تحت قبّة السماء الماطرة فقال لهم : عندنا في أوروبا يغطّي الأطفال كلّ أجسادهم ولا يتركون مكشوفًا الا –وأشار بإصبعه إلى وجهه- وهذا نسمّيه وجهًا !!
فردّ عليه طفل اسود ببراءة : نحن يا سيدي ندعو –وأشار الى كلّ جسده العاري- ندعوه وجهًا

وكان أنْ.....
وكان أن وصل باراك حسين اوباما الى سدّة الحكم في أغنى وأقوى دولة في العالم .
وصل وسمعته يلقي خطاب العرش ، خطاب التنصيب ، في احتفال مهيب ، ما شهدته امريكا العظمى يومًا .
وصل اوباما في وقت عسير لأمريكا ، فالاقتصاد راكد ، والبِطالة تستشري ، والكراهية للولايات المتحدة ترفع رأسها في كلّ مكان .
لم يُخفِ اوباما الوضع ولم ينثر الوعود جزافا ، بل أقرّ بالصعوبات، وطالب بالتشمير عن السواعد وقال " سنعبر هذه الصعاب ونتخطّاها ، سنعيد الأمجاد ونبني جسور المحبة مع الشعوب الفقيرة والمسحوقة وسنتحدّى من يتحدّانا ويعمل على زرع الخراب والدّمار في الأرض.
رأيته وما زلت غير مُصدّق !!!
أيّ شعب هذا الامريكيّ الذي يختار رئيسًا أسمر ، ومن جذور إسلامية ؟
أيّة ديمقراطية هذه التي تجول في دماء هذا الشعب ؟

الولايات المتحدة كبيرة فعلا ، رضينا ام أبينا !!1
الولايات المتحدة عظيمة فعلا ، ليس لانّ أكثر من نصف اختراعات البشرية من نصيبها ، وليس لأنّ اقتصادها هو محور اقتصاد العالم كلِّه ، لدرجة إن زفرت هذه الامريكا زفر العالم برمّته وبكى !!

أكاد لا اصدّق ....
وكيف يكون ذلك ؟
أترى في إسرائيل ، بلاد الديمقراطية !! تنتخب عربيًا رئيسا لحكومتها أو لدولتها ، بل تنتخب شرقيا رئيسا لحكومتها ؟!!
لا أظنّ هذا ..
أترى مصر الحضارة وهبة النيل يمكن ان تنتخب قبطيّا مسيحيًا رئيسا لجمهوريتها ؟!!..إنه حلم ابليس بالجنّة !!
قد نتهجم على الولايات المتحدة ، وعلى سياساتها ، ونسمّيها الشيطان ، ولكنها تبقى العظمى ، الكبرى ، وتبقى من تُصدِّر الى العالم كلّ جديد وحديث وغريب وفريد .
قد يصعب عليّ الآن أن اصدّق أن اوباما رئيسًا لأمريكا ، ولكنه الواقع الواقع ، والواقع الجميل ، فهذا الأسمر حسّاس ، شرقيّ الخصال ، غربي التربية ، مؤمن ....فهيّا نُصلّي الى ربّ الأكوان حتّى يأخذ بيده ، فيغيّر ويُبدّل ويزرع السلام والعدل في كلّ شبر وفتر وخلف كلّ تلّة.
هيّا نؤمن أنّه يستطيع ويريد .

اوباما أنت حلم نتمنّى أن يتحقّق .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات