| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 13/10/ 2008

 

مسيحيو العراق قلوبنا معكم

زهير دعيم

انّ الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها مسيحيو الموصل ، بل وكل مسيحيي العراق ، تجرح القلب وتدميه ، وتدمي كلّ ذي ضمير حيّ، كيف لا وهي تبرهن على وحشيّة لا وحشية بعدها ولا قبلها. فالمسيحيون العراقيون – والتاريخ يشهد – هم السكّان الأصليون ، وهم الذين زرعوا المحبة وما زالوا في ارض العراق العظيم ، ارض التاريخ والحضارة والحدائق المُعلَّقة .
فماذا فعلوا ، وماذا جنوا حتّى تُفجّر بيوتهم ، وتُنتهَك أعراضهم ، فيضطرون عنوةً الى النزوح بأعداد كبيرة الى الخارج او التشرُّد في أطراف الوطن الجريح ينزفون دما وظلماً ، فها هو محافظ نينوى إياها، والتي ورد ذكرها في الكتاب المُقدّس يعلن انه في يوم واحد فقط غادرت حوالي 1000 عائلة مسيحية الموصل ، اثر تفجير عدد من بيوتهم ومقتل أحد عشر من أبنائهم : منهم الطبيب والمحامي والصيدلي والمُقعّد !!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا فعل هؤلاء الابرياء المسالمون ؟ وما هو ذنبهم حتى يُشرّدوا ويُقتلوا ويُهدّدوا ليلا ونهارًا ، امّا بترك المسيح والمحبة ، وامّا القتل والتهجير مع ترك المتاع ..
يكاد قلبي يتفطّر حزنًا عليكم يا أهلنا في العراق ، وأهلنا في الموصل ...
انتم أصحاب الأرض والحقّ
انتم اللّحمة على طول الأيام ، اللّحمة التي ربطت العراقيين دومًا
انتم ملح العراق ونخيلها وفراتها ودجلتها
انتم المحبة الضافية التي ركعت ابدًا في محراب التسامح
انتم عنوان الحضارة ورمز الإخلاص للوطن ، كلّ وطن ، فيكفي أنّ إنجيلكم يدعوكم للصلاة لقائد الوطن حتى لو كان مُتجبّرًا ، تصلّون حتى يُرشده اله العرش وينير دربه وعينيه .
حقّاً أقف دَهِشًا أنا البعيد ، أنا الجليليّ ، الذي أمارس عبادتي بحرية تامّة من هنا من إسرائيل ومن عند اليهود!!!
نعم اتنفّس الحرية الدينية طليقًا ، وأنادي صبحًا ومساءً بربٍّ صُلب لأجل الجميع ، وما من احد يقول صَه !!

ماذا يريد الإرهابيون في الموصل ؟
أيريدون تفريغ العراق من مسيحييه او بالأحرى ما تبقّى منهم ، وهم الخميرة الرائعة والجذور المتشبثة بآشور وبابل والكلدانيين ؟
أم أنَّ هناك مخططاً أكبر وهو تفريغ الشرق كلّه منهم ، ناسين أنهم عنوان الحضارة وعنوان وسبب رضا الله عن هذا الشّرق .
يخطئ من يظن أنّ بوش رمزنا ، وأنّ القتل والاحتلال دأبنا وان انتهاك الحريات إيماننا ، فبوش وصحبه لا يُمثّلون المسيحية ولا يمتّون للربّ بأعمالهم هذه بصلة ، بل إيماننا بيسوع الذي احبّ وغفر لصالبيه .
ويبقى السؤال لهؤلاء القتلة ، والذين نصلّي من أجلهم :هل رأيتم مسيحيا واحدًا في العراق فجّر نفسه فقتل الأبرياء؟!
هل رأيتم سيارة مُفخّخة فجّرها مسيحي عراقي ؟
هل صادفتم عصابة مسيحية تقطع الرؤوس ببثٍّ حيٍّ ومباشر .
هل رأيتم مسيحيا ينهب ويسرق وينتهك الحرمات ؟ .
العدل يصرخ ويقول : لا.. لا ..حتى انتم أصحاب الضمائر الميتة تعرفون وتُقرّون بذالك بينكم وبين أنفسكم .
إخوتنا في العراق ، اخبرنا السيد بأنّه سيكون لنا ضيق ، والمهم ان تصبروا عالمين ان هناك الكثير من البشر " الأوادم " من العراقيين الذين يعرفون الإنسان والإنسانية ، وسيقفون الى جانب الحقّ ، والحقّ معكم وبكم .
 

free web counter

 

أرشيف المقالات