| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زهير كاظم عبود

 

 

 

الأربعاء 5/3/ 2008



كلمة قصيرة الى خاطفي المطران بولص فرج رحو

زهير كاظم عبود

لم يكن رجال الدين المسيحي طرفا في الحرب الطائفية والتطرف الديني الذي يزحف على أرضنا الطاهرة ، وثبتوا كما عهدناهم يشيعون المحبة والسلام ويحثون الناس على نبذ الكراهية والتعصب ، ويدعون أن تعم المحبة والتسامح والسكينة في قلوب أهل العراق مهما كانت دياناتهم أو قومياتهم .

ومهما كان السبب الذي دفعكم لخطف الشيخ الجليل المطران بولص ، ومهما كان اسم الجهة التي تعملون لها وتحققون أهدافها ، فأنتم إمام خيارين لاثالث لهما .

فأما أن تثبتوا انتسابكم لدين و تثبتون انتسابكم للمنظومة الأنسانية ، أو انكم تثبتون العكس .

فإذا كنتم تريدون أن تثبتوا للعالم انكم بشر وتؤمنون بدين أو عقيدة أو مذهب أو فكر سياسي ستسارعون لإطلاق سراح هذا الشيخ الجليل معززا ومكرما ، وبهذا سيعرف العالم إن لكم مبادئ وقيم وأهداف ينبغي احترامها مهما اختلفنا مع بعض .

أو انكم ستبقون مصرين على إبقاءه مقيدا ومحبوسا لتثبتوا انكم غير أهل لأن تكونوا بشرا مثلنا ، حيث أن قوتكم ومقدرتكم على هذا الداعية للمحبة والسلام ، وفي مثل هذا العمر الذي لايستطيع معه إن يقاومكم دليلا أكيدا على همجيتكم ووحشيتكم وسوء تفكيركم .

وحسبنا إنكم ستفكرون مليا من اجل أن تكونوا في احد الأمرين ، وأمامكم فرصة كبيرة لأن تثبتوا هذا ، وانتم من يختار أن يصمكم البشر في الصف الذي يخرج من صفاتنا الإنسانية ، أو إنكم ستؤكدون بإطلاق سراحه وإعادته الى صومعته وكنسيته يدعو الله للجميع بأن يعم السلام وتعود السكينة في قلوب البشر بغض النظر عن أداينهم وقومياتهم ، ويؤكد على قيم التسامح بين الناس ، بأنكم أهلا لذلك .

هذه الشخصية التي وقعت تحت رحمتكم وأياديكم عنوانا كبيرا للمحبة ، وأسما معروفا بين الناس ، ولا يستحق مطلقا المحنة التي تكبله وتغمر روحه والعذاب الذي يتحمله ، ولم يزل حتى في هذه اللحظة يدعو الله لأن يغمر أرواحكم بهدايته ، فهل حقا ستغمر أرواحكم الهداية والمحبة ؟

وأنتم اليوم أمام أن تختاروا ضمن هذه الفرصة لتستعجلوا بإطلاق سراحه ليس عطفا على شيخوخته ولا استجابة لمكانته الدينية ، وليس لأنه من أتباع الديانة المسيحية ، بل لتؤكدوا انكم من البشر الذي لايمكن له أن يأكل لحم أخيه ميتا مطلقا .


 


 

free web counter