| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زهير كاظم عبود

 

 

 

 

السبت 2 /12/ 2006

 

 

هل انتم حقاً تمثلون شعب العراق ؟
 

زهير كاظم عبود

يقول الدستور أن مجلس النواب يتكون من اعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف إنسان من أهل العراق ، ويتم انتخاب أعضاء المجلس بطريق الاقتراع العام والسري المباشر ، ويراعي في التمثيل سائر مكونات الشعب العراقي .

كما أكد الدستور على شروط يتوجب أن تتوفر في المرشح ، وبعد كل هذا يؤدي العضو يمينا بالله العلي العظيم أن يؤدي مهمته ومسؤوليته القانونية بتفان وإخلاص وأن يحافظ على استقلال العراق وسيادته ، وان يرعى مصالح شعبه ، وأن يسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي ، وان يعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة ، واستقلال القضاء ، ويلتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد ، وان الله شهيد على كل ما ورد في نص القسم.

مهمة ليست بالسهلة ، وتكليف وطني كبير يقع على عاتق أعضاء مجلس النواب ، وكل هؤلاء يمثلون العراق ، وبصرف النظر عما يمثلون من قوائم واتجاهات ، وبصرف النظر عما إذا كان ولائهم للقائمة أو للقائد أو للمذهب ، وبصرف النظر عما إذا كانوا متفاعلين مع وضع العراق والعراقيين أم أنهم يتخشبون من اجل مغانم العضوية ومكاسب مادية باتوا يحلمون بها في زمن تردت فيه القيم في العراق .

ومع اليمين القانونية التي أداها كل عضو ، هناك الالتزام الضميري ، وشئنا أم أبينا فهولاء من تم انتخابهم لتمثيلنا ، وهؤلاء من يقرر سياستنا ومصالحنا ، فهل هم ممثلين حقيقيين للعراق بعد هذا التقسيم ؟ وهل هم مؤهلين لأن يكونوا ممثلين لهذا العراق وفي هذا الظرف العصيب بالذات ؟ هل هم يستطيعون إن يتغلبوا على مذهبيتهم وعنصريتهم وحزبيتهم ويصونوا العراق باعتبارهم من يمثل شعب العراق ؟ هل يقدر هؤلاء فعلاً على أداء مسؤولياتهم البرلمانية وأن يترجموا وعودهم الانتخابية التي طرحوها للناس في أن يسهروا على مصلحة العراقيين ويجنبونهم الحرب الأهلية ومخاطر التشرذم الطائفي المقيت ؟ هل يمكن لهؤلاء إن يعبروا عن كل مناطق العراق باعتبار إن عضو المجلس هو ممثل عن كل منطقة من مناطق العراق بغض النظر عن منطقته الانتخابية .

وأمام تظاهرة ديمقراطية تخللتها بعض الخروقات والسلبيات مارس شعب العراق ولأول مرة خياره في انتخاب من يعتقد انه المؤهل لتمثيله برلمانيا في العراق ، في زمن ما بعد الدكتاتوريات والأنظمة الرجعية ، هل راجع أحدكم ضميره في خلوته ؟ هل كان حقاً يستحق إن يكون ممثلاً للعراق ؟ الى أين تسيرون أيها النواب ومتى تدركون حجم الخراب الذي حل بالعراق ؟

متى تترجمون كلمات القسم التي حلفتموه إمام الله من إنكم جميعا ودون استثناء ترعون مصالح شعب العراق وترعون الحريات العامة وتتزاحمون من اجل الحفاظ على ثرواته ونظامه الاتحادي الديمقراطي ؟

هل يعقل إن يكون بينكم من يريد تهديم صرح اللبنات الأولى لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي ؟ وهل يعقل إن يكون بينكم من يحنث باليمين فيصير طرفاً في تخريب مصالح العراق وأن يعتمد القتل والذبح والتحريض والاصطفاف من اجل خراب العراق ؟

في أي زمان انتم تقفون وعلى ماذا ستستقر سفائنكم ؟

من منكم يعرف إن النيابة تكليف وليس تشريف ، وانكم حينما اختارتكم الجماهير العراقية على أساس إن تكونوا خدم للشعب لاأسياده والطبقة التي تترهل على حساب جراحاته ودماء أبناءه .

أين اختفت عراقيتكم ؟ وكيف تقلصت مفاهيم الوطنية في نفوسكم فطغت عليها العشائرية والمذهبية والحزبية حتى باتت هي اللغة التي بها تتعاملون ، وصارت الاتهامات القاموس الذي به تتقاذفون ، فأين صار الإنسان في العراق من مسؤوليتكم ومن حرصكم على تمثيله وشرفكم الذي أقسمتم به إمام الله والشعب .

أين صارت اعداد الشهداء الذين نحرهم الدكتاتور في زمن البغي والظلم من مجلسكم ؟ وكيف لكم لم تتذكروا فقراء العراق ومعدميه ممن يبيت دون طعام أو مأوى ؟ وأين صار الكورد الفيلية الذين أوغل الطاغية في عذاباتهم ؟ هل فكرتم بإعادة بيت مسلوب أو مال محجوز لعراقي مظلوم ؟ وأين صارت اعداد المفصولين السياسيين والمدد التي عبرت ربع قرن على فصلهم وعذابات عوائلهم وانتظارهم لحظة سقوط الصنم ؟ أين صارت إيرادات العراق الخيالية من النفط والثروات المعدنية من شوارعنا المخربة وقرآنا التي لم تزل من مجاهل القصبات ، وأين صار الماء والكهرباء والمجاري والقطارات والمطارات ؟ وأين صار الإنسان والآمان منكم ؟ ماذا حققتم خلال الفترة التي مرت علينا ؟ كيف لكم إن تراجعوا القرارات التي أصدرتم والتشريعات التي اقررتم ؟ وكيف لكم إن تستذكروا التنابز والاتهامات والعبارات التي لاتليق بالعراق التي تداولتموها في مجلسكم ؟ فهل انتم من تمثلون العراق ؟

هل تفقدتم مواطنيكم الذين انتخبوكم وفوضوكم تمثيلهم في مجلس النواب ؟ هل عرفتم كيف تعيش اعداد المتسولين في العراق ؟ وماذا قدمتم للقضاء ليس فقط على الإرهاب والإرهابيين ، وإنما على المخدرات وتجار السموم الدخيلة التي تدخل العراق بيسر وسهولة ؟ هل عرفتم من يقود العصابات الإجرامية ومن يحرضها ؟ ولماذا لم تكشفوا الأسماء وأنتم ممثلينا في المجلس ؟ وكيف قبلتم التستر على الأسماء والمساهمة في أن تستمر تلك العصابات في قتل إخوتنا واحبتنا ؟ هل بقيتم دون مخصصات أو رواتب شهرا واحداً ؟ هل حاسبتم الوزراء عن أخطاؤهم وعن سلبيات عملهم ؟ بل هل حاسبتم من يستخف بمجلسكم من الأعضاء فلا يحضر الاجتماعات ودون إن يبدي عذراً مشروعاً ؟ هل فكرتم في قطع مخصصاته وراتبه عن مدة الغياب ؟ هل تكاتفتم من اجل مصلحة عراقية دون إن تصطفوا مع أحزابكم أو طوائفكم أو قوائمكم أو مصالحكم ؟ هل كان حقاً العراق امام ضمائركم وعملكم في المجلس ؟ هل وضعتم المصالح الشخصية والمكاسب الانية والفردية وتغليب الأقرباء والأصدقاء على مصلحة العلماء والمختصين في العراق ؟ هل فكرتم بطريقة تعيد العلماء والاختصاصيين للعراق ؟ بل هل فكرتم لماذا يتم استهداف العلماء والفنيين في العراق ومن هي الجهة التي تستهدفهم ؟ ولماذا يتم افراغ العراق من فلذات اكباده ؟

هل أنتم من يمثل شعب العراق وأنتم بهذه الفرقة وهذا التمزق ؟ هل انتم تمثلون العراق وقنوات فضائية صفراء تتقاذفكم وتشتمكم وتنعتكم بشتى الاتهامات وتتراكضون للجلوس إمام شاشتها ؟ أين صارت وعودكم وبرامج قوائمكم ومقابلاتكم في التلفزيون وحرصكم على العمل وصون حريات الناس الذين يخافون السير في الشوارع ، ويخشون إن يتعدى عليهم أحد باسم الدين تارة وباسم الوطنية تارة أخرى ؟ هل عرفتم بموت الحلاقين في العراق وموت الخبازين في العراق ؟ هل سمعتم ايها السادة بموت عمال المساطر الفقراء الذين يتجمعون في أماكن العمل فجرا قبل إن يطل عليكم الصباح الجميل بتفجير حزام ناسف أو بانفجار مفخخة ؟ هل عرفتم بالذبح الشرعي بالسكين أو بالحراب أو بالموت غدرا أو بالرصاص ؟ هل عرفتم بأن لاحماية تحمي المواطن العراقي حيث فوض أمره الى الله ؟

هل عرفتم وانتم تمثلون العراق بأن سلاح الجيش العراقي كله وبكل أصنافه موجود في بيوت العراقيين ، وربما ستجدون يوما ما طائرات حربية أو دبابات بانتظار الإشارة ؟

هل انتم تمثلون العراق وعجزتم إن تجدوا غيرعلم صدام تجلسون تحته، وتستمتعون بنشيده الوطني ؟

نصرخ فيكم وانتم تمثلوننا عربا أو كوردا أو تركمانا أو كلداناً أو آشوريين ، مسلمين أو مسيحيين أو ايزيديين أو مندائيين أبعدتموهم وهم طينة العراق الحرة ، مهما كانت طائفتكم أو مذهبكم أو حزبكم ، ومهما كان مشروعكم ورغباتكم الدفينة ، نصرخ فيكم أن كنتم حقا من طينة اهل العراق ونهيب بكم إن تكونوا مرة واحدة للعراق ، للقسم الذي أديتموه جميعا ، وان تجربوا مرة واحدة أن تتفقوا لمصلحة العراقيين في قضية واحدة ومشروع واحد يهدف الى حقن دماء الناس وحفظ أرواحهم وشرفهم ، وان تجسدوا مرة واحدة الشروط التي توجبت إن تكونوا عليها ، وان تكونوا بحق من يصن حياة العراقيين ويصون حرياتهم العامة .

وتذكروا أن كل واحد منكم يمثل مائة الف إنسان ، مائة الف ضمير ينتظر منه إن يصون حياته وعياله ، وان يسهر على كرامته وحريته ، وان يرعى مصلحة العراق ، كل واحد منكم مسؤول إمام الله والتاريخ والعراق على إن يكون ابنا باراً للعراق ، فهل انتم أبناءه البررة ؟