| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

زهير عبدالملك

 

 

 

الخميس 8/10/ 2009

 

الانتخابات المقبلة خطوة بارزة على طريق الانعتاق

زهير عبد الملك

ستجري الانتخابات المقبلة المقبلة في عموم العراق في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين الجاري.
ولهذه الانتخابات أهمية خاصة. فهي تضع علامة فارقة بين نهاية فترة ذات أهمية استثنائية من تاريخ البلاد، وبداية فترة جديدة ، من المنتظر أن تنهي مرة واحدة وإلى الأبد، سفر العراقيين السرمدي مع ظلم السلطة الحاكمة وسياسيتها المتواصلة في إفقار العراقيين وزيادتهم وتجهيلا، وهم أبناء بلد يزخر بالثروات الطبيعية وبنور المعرفة والابداع.

لقد سعى العراقيون لتغيير أوضاعهم الاقتصادية والثقافية بمختلف الوسائل الثورية والسلمية طوال تاريخهم. ولم ينجحوا في إحداث تغييرات تذكر إلا لفترات قصيرة من حين إلى آخر في هذا العصر أو ذاك.
أما السبب في ذلك فقد كان واحدا في كل الحالات : ما أن يحرر العراقيون أنفسهم من الظلم والقهر، حتى تظهر فئة من المنتفعين الأشرار، الذين سرعان ما يعيدوا الظلم والقهر والفقر والجهل إلى مواقعها السابقة مستخدمين مختلف الذرائع والأكاذيب للحيلولة دون تفعيل مفاهيم العدالة ونشر الخير وانوار الثقافة على الجميع.
وهذا هو السبب الذي يفسر استمرار معاناة العراقيين منذ أقدم العصور وحتى الآن.
لقد اختبر العراقيون جميع وسائل الانعتاق من الظلم، واستخدموا في صراعهم مع الظالمين كل أسلحة الدفاع والهجوم، لكنهم لم يختبروا بما فيه الكفاية سلاحا فعالا ومجربا بنجاح في كل أرجاء المعمورة.

ففي انتخابات 2005، تسلل الأشرار لانتهاز الفرصة للجلوس تحت قبة البرلمان مضللين الناخبين الذين اندفعوا رغم الإرهاب والتهديدات بالموت والدمار لكي يعبروا عن إرادتهم في الانعتاق والحرية عبر صناديق الاقتراع .
وفي انتخابات 2010 القادمة، سيحاولون التسلل مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، ويعيدوا الكرة في تضليل الناخبين.

بيد أن الوضع اختلف هذه المرة . فقد أصبح الناخبون على علم بأؤلئك الأشرار المضللين: فهم كل من: سكت ودافع عن الإرهابيين ومارس الإرهاب بنفسه، ومن سكت أو دافع عن اللصوص والسراق الذين نهبوا البلاد ومن سرق بنفسه، ومن سكت أو دافع عن المزورين والجهلة الذين تسللوا في غفلة عن الناخبين إلى قبة البرلمان وتنعموا بمرتبات ومخصصات نواب الشعب، بل وبلغ بهم الجشع حد الدعوة إلى زيادة عدد أمثالهم من اللصوص في الدورة القادمة، ناهيك عن المطالبين بالقائمة المغلقة سرا والمنافقين علنا وأمثالهم كثيرون بما يتوجب على الناخبين رفضهم ولفظهم إذا ما تجرأت قائمة ما على ترشيحهم. أو ترشحوا بأنفسهم.

لقد أفرزت تجارب شعوب الأرض التي طبقت الديمقراطية قبلنا حقيقتين هما : أن كلما كانت مشاركتنا في الانتخابات واسعة كلما أنحسرت فرصة تسلل المضليين إلى مجلس النواب. وكلما كان اختيارنا للمرشحين سليما، أي كلما كان اختيارنا منصبا على الأكفاء من الأشخاص والمعروفين بنزاهتهم وحرصهم على مصالح الشعب ونضالهم من أجله، كلما انتجنا برلمانا حرا يقف إلى جانب الشعب ضد الأخطار التي قد يتعرض لها جراء فساد السلطة وانحرافها عن خط تكريس جهودها وأسباب وجودها على خدمة الشعب والسهر على صيانة مصالحة وكلما زادت هيبة دولتنا وشعبنا في نظر الدول والشعوب االقريبة والبعيدة.


 

free web counter