| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. يوسف شيت

 

 

 

الخميس 18/11/ 2010

 

قلّ الحق ولو على نفسك

 د. يوسف شيت

بعد ضغوط مارستها منظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي وقرار المحكمة الإتحادية العليا بعدم شرعية الجلسة المفتوحة أكمل البرلمانيون جلستهم يوم 11/11 وتمّ إنتخاب رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية وسط إنسحابات جزئية وتراشق إتّهامات وتبادل الشكوك وعدم الثقة بين الكتل وشكوك المواطنين في إمكانية الخروج من المأزق وتشكيل حكومة تستطيع حلّ , ولو جزء , من المشاكل المتراكمة .

يحاول بعض البرلمانيين ترحيل المشاكل والخلافات بين الكتل الفائزة وتعثرها في إمكانية تشكيل الحكومة الى غيرهم , مثلا السيد هادي العامري في حديثه الى السومرية يوجّه إتهامه الى الإعلام بدعوة أنّ هذا الإعلام خلق أجواء ضبابية على المحادثات بين الكتل . ويضيف,بأنّ تأخير تشكيل الحكومة يعدّ أمرا طبيعيا في السياسة على الصعيد العالمي . إنّ أحدا لا يدّعي عكس ذلك , ولكن هناك تأخير وتأخير , فالدول الديمقراطية والأوربية منها , لا تقلق شعوبها بسبب تأخير تشكيل الحكومة,لأنّ المتنافسين ملتزمون بدستور بلدهم ويكنّون له الإحترام لأنّه مقرّ من قبل الشعب,مع ذلك تتساءل الناس وتنتقد وتشخص من المسؤول عن الخطأ والمخطئ يحاسب إنتخابيا , كما أنّ القوانين سارية والكلّ ملتزم بها , وبإختصار, الحياة سارية بشكل سلس . هذا هو الأمر الطبيعي في البلد الطبيعي , ولكن ليس في عراقنا المثقل بخرق الدستور والقوانين من قبل المشرعين . وأصبح الكل يعرف ,داخل وخارج العراق ماذا كانت نتائج تأخير تشكيل الحكومة من تفاقم المشكلات التي لا تحصى ولا تعدّ .

ألم يعرف مقدمو التبريرات الواهية بأنّهم دخلوا موسوعة غيتس العالمية بإفتعالهم الجلسة البرلمانية المفتوحة وهو رقم عالمي جديد في مدتها لم يستطع أي عراقي لحدّ الآن دخول هذه الموسوعة, سوى برلمانيونا الجدد وبشكل "جماعي تضامني". فما هي الأجواء الضبابية التي خلقها الإعلام؟ صحيح أنّ هناك البعض ممن يبالغ في ضحايا العمليات الإرهابية أو أحيانا نقل حديث لهذا أو ذاك من المسؤولين الفائزين في الإنتخابات بشكل محرّف في بعض أجزاءه أو تعليق على حدث من قبل محللين سياسيين قد لا يعجب البعض,ولكن هذا أمر طبيعي لآ يتحمّل الإعلام مسؤوليته . ثمّة هناك أمور لا يحق للإعلام حجبها عن الناس , مثلا تفسير المادة 76 من الدستور من قبل المحكمة الإتحادية والتي أثارت مشكلة أساسية في تأخير تشكيل الحكومة

ونقل الإعلام آراء المتجادلين حول هذا التفسير ,ومن ضمن ذلك إجراء مقابلات تلفزيونية حيّة . إذن لماذا تحميل أخطائكم التي أثقلتكم على غيركم , أليس من الجدير الإعتراف بالخطأ والإعتراف بالخطأ فضيلة أو قولهم "قلّ الحقّ ولو على نفسك" .

 

 

free web counter