| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. يوسف شيت

 

 

 

الأثنين 16/2/ 2009



الإعلام الإلكتروني للحزب الشيوعي العراقي ، أين هو ؟

يوسف شيت

بتطور التكنولوجيا والعلوم تتطور الحياة بكلّ أشكالها،الصناعة والزراعة والفنون بأشكالها والفكر والإعلام .وإنّ صناعة الإلكترونيّات تغزو حاليا الأسواق العالمية،وفي مقدّمتها صناعة الآلات الحاسبة،وخاصة،بعد ظهور شبكة الإنترنت وتوسّعها الّلامحدود .

لعلّ صناعة الأسلحة ترتقي المكانة الأولى من بين إستخدامات العلوم والتكنولوجيا،وقد أشار لينين بهذا الصدد بتأسّفه بأنّ أرقى أنواع العلوم والصناعة تكرّس لإنتاج الأسلحة لشنّ الحروب . والكلّ يعرف ،تمام المعرفة،بأنّ الإعلام يأخذ دورا بارزا في الحروب أو بما يسمى بالحرب النفسية، وفي الصراع السلمي وغير السلمي على السلطة، بين الحكومة والمعارضة .

وفي حالتنا العراقية، الوضع مضطرب من كلّ النواحي: الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والأمنية،والناس بحاجة الى تنويرها لا الى تضليلها وترويعها من قبل إعلام تديره،وبشكل متطور،أفكار متخلفة وحاقدة على كلّ ما هو حضاري وتزييفها للحقائق، مستخدمة بذلك الفضائيات وشبكة الإنترنت والهاتف النقّال والإذاعة والصحافة بكلّ أنواعها . وقد أخذت الصحافة المطبوعة،مثل الجرائد والمجلاّت تتراجع أمام بقية أنواع الإعلام .

كان الحزب يفتخر سابقا، رغم إمكانياته المتواضعة وفي ظروف العمل السرّي والإنفتاح النسبي أحيانا،بإصدار أدبياته،ومنها جريدته المركزية بكل تسمياتها وتطّلع عليها وتتداولها الكثرة من جماهير القرّاء حتى عام 1977 عندما إزدادت ضغوط النظام السابق على مجمل نشاطات الحزب،ومنها صحافته التي لم تكن لتستطيع نقد النظام،بل كانت تقدّم "نصائح جبهوية" الى أن وقع الحزب في الكمين الجبهوي وقام الفاشست بإقصاء الآلاف من الشيوعيين قتلا وسجنا وإغتصابا وتشريدا .

ورغم ما بذله إعلاميو الحزب من جهود، تكاد تفوق طاقتهم، في فترة الكفاح المسلّح 1979- 1991 فلم يكن بمقدور الإعلام تجاوز حدود منطقة كردستان،وظلّ الإعلام الفاشي المتعدد الأساليب والذي أستخدمت فيه أرقى أنواع التكنولوجيا والبذخ اللاّمحدود من أموال الشعب يعتّم ويعتّم على تأريخ الحزب ويلوي الحقائق حسب رغبته حتى أصبحت أجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات لا تعرف شيئا عن التأريخ المشرّف للحزب الشيوعي وحتى عن حركة الأنصار،والقليل الذي يعرف عنها يتصوّر أنصار الحزب وبيشمةركة الأحزاب الكردية عبارة عن مخربين وعصاة ..

ومنذ سقوط ذلك النظام ولحد الآن لم تغير قوى المحاصصة المقيتة الجديدة وحلفاءها من عدائها للشيوعية والحزب الشيوعي، بل غيّرت أساليب العداء بأخرى مثل إطلاق الفتاوي والإغتيالات والتنديد بالحزب الشيوعي عن طريق الإعلام الذي حصلت عليه عن طريق الفساد وسرقة المال العام ، وأصبحت لها القدرة أن تتلوّن حسب ما تقتضيه مصلحتها،لامصلحة الشعب .

لمّا كنّا نتحجج بعدم وجود إمكانيّات إنشاء فضائية بسبب عدم توفّر الأموال، فما هي الحجة بعدم فتح مواقع إلكترونية جديدة وتحسين الموجود منها،وخاصة صفحة الطريق والتي لا تكلّف سوى بضعة آلات حاسبة وجهود المتحمسين للعمل .
مثلا، هناك الكثير من الكتّاب يريدون طرح آرائهم وأفكارهم عن طريق صحافة الحزب الإلكترونية (مثل صفحة الطريق)،ولكن مع الأسف، القرّاء قليلون بسبب رداءة إدارة وتبويب الموقع، وحتى لا يمكن مقارنتها بأبسط المواقع الأخرى .وهذا لا يعني الإستغناء عن الصحافة المطبوعة،رغم أنها باهظة التكاليف مقارنة بالصحافة الإلكترونية .

بعد سقوط النظام البعثي والإنفتاح السياسي النسبي توسّعت تنظيمات الحزب وأصبح في كل محافظة لجنة محلية تقود النشاط الحزبي المتعدد فيها،وفي بعض المحافظات الكبيرة أكثر من لجنة محلية،لكن مع الإسف لم نسمع بأنّ اللجنة المحلية في هذه المحافظة أو تلك تمتلك صحافة إلكترونية خاصة بها .

هناك مواقع لبعض الأحزاب والمنظمات في محافظات متعددة همّها الرئيسي هو التشهير بالحزب الشيوعي بنشرها الأكاذيب وإختلاق مواقف لا تمّت بصلة الى الحزب الشيوعي وهي تسعى بأساليبها الرخيصة الى تشويه التأريخ النضالي للحزب .
وما تنشره هذه المواقع يقرأ وينتشر على الألسن ضمن مدن وريف المحافظة . والذي يردّ على مثل هذه التشويهات هم القلائل في الخارج الذين يتصفّحون مختلف المواقع .

فإذا كان لهذه التشويهات ألف متلقّي في الداخل فإنّ الردّ عليها على مواقعنا لا يجد أكثر من عدة قرّاء . الردّ على هؤلاء يجب أن يكون في عقر دارهم كي يطّلع عليها وينقله أكثر من ألف متلقّي . على هذا الأساس، من الضروري أن يكون لكل لجنة محلية موقعها الخاص بها، تقوم بنشر أخبار المحافظة وتلتقي مع رجال دين وسياسة وإقتصاد ووجوه إجتماعية، تنشر هموم سكان المحافظة وتستمع الى آرائهم وترشدهم الى السبل التي، عن طريقها، سيحصلون على حقوقهم، نشر نشاطات قيادة الحزب ولمحات من تأريخه والردّ بشكل قطعي على مشوهي هذا التأريخ المجيد وفضح الفساد والمفسدين واللصوص والقتلة بكلّ ألوانهم ونشر المقالات ذات الدلالات المهمة من مواقع إلكترونية صديقة وغيرها .

لتنفيذ مثل هذه المهمة يجب أن يكون للحزب كوادر متخصصة في مجال إستخدام الآلات الحاسبة الإلكترونية وفتح دورات لهذا الغرض في المقرّات المنتشرة في مختلف المدن العراقية . وأعتقد بإنّ هذا النوع من الإعلام،كما لغيره، سيساعد على تطوير الكفاءات الفكرية لدى أعضاء وأصدقاء الحزب ويزيد من التقارب الجماهيري الى الحزب أكثر فأكثر .

إنّ قصور الإعلام هو نوع من السكوت، غير المتعمّد،على ما يجري حولنا من أحداث وتطورات داخلية وخارجية. والناس تتلقى من مختلف الجهات،وبمختلف الطرق، الآراء والطروحات عمّا يدور من أحداث، وتتلقى القليل القليل جدّا من إعلامنا، ونحن بأمسّ الحاجة الى أن يستمع هؤلاء الى آراءنا ويسمع طروحاتنا كي يتلمّسوا ما هو الأقرب للحقيقة واين تكمن مصلحتهم وتميّز بين من يدعي ّ قولا وينقضه فعلا أو يتستّر على الأفعال المسيئة، وبين الصادق بفعله وعمله .




15 . 02 . 2009


 

free web counter