| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يحيى السماوي
Yahia.alsamawy@gmail.com

 

 

 

السبت 5/1/ 2008



وهم الحالمين بعودة حزب البعث الى السلطة

يحيى السماوي

من اللافت للإنتباه ، أن بعضا ممن كانوا قبل سقوط النظام الديكتاتوري ، يطنبون في الحديث عن تعسفية صدام حسين ولا شرعية نظامه ـ باتوا بعد إعدامه ، يخلعون عليه مسوح الشهداء والقديسين والأبطال ، فمنهم منْ وصفه بـ " شهيد الحجتين " و" سيد شهداء العصر " و " الرئيس الشرعي " و ثمة مَنْ اعتبره " المُـبَشـَّر الجديد بالجنة " ... الأمر الذي يقود الى الشك بماضيهم المناوئ للنظام المقبور ، والإعتقاد بأن مواقفهم الجديدة لا تعدو كونها رسائل غزل غير مباشرة لـ " القيادة الجديدة لحزب البعث " ظنا منهم أن بمقدور ما يسمى بـ " حزب العودة " استلام السلطة والحكم من جديد ، ليضمنوا منصبا أو مكافأة ... فهل ثمة ما ينبئ عن أن الشعب العراقي سيسمح بعودة حزب البعث الى الحكم ؟ إنّ وقوف الشعب العراقي ـ وقواه الوطنية ـ موقف المتفرج خلال فترة الحرب التي سبقت الإطاحة بالنظام ، تعني بالضرورة ، أن الشعب يرى شرّ الإحتلال ، أهون عليه من شرّ النظام الديكتاتوري .. وهذا يعني أن الشعب لن يسمح بعودة الحزب للسلطة ، وبالتالي ، فالمراهنون على عودته ، لن يجنوا من رسائلهم الغزلية تلك ، ما يأملون ... فالذي سينالونه ، لن يكون أكثر من استهجان الشعب العراقي ، وربما القليل مما تجود به عليهم " رغد " من مال ٍ سحت ٍ لا يعدو كونه زقوما ..

من سوء حظ الشعب العراقي ، أن الأمريكان هم الذين أخرجوه من جحره ، فأمدوا بحياته ، ومنحوه صفة " أسير حرب " مع أنه لم يُلقَ القبض عليه في جبهة قتال أو ميدان معركة ( اللهمَّ إلآ إذا كانت وثيقة جنيف تعتبر جحور الفئران والأرانب ، ميادين حرب ) .... والذي لا شك فيه ، انّ عشيرة الطاغية ما كانت ستعثر على قطعة لحم من جسده لو أنه وقع بأيدي جماهير الشعب العراقي ..

لقد عاش صدام أكثر مما يستحق ... ونال من المعاملة الحسنة ، ما لم ينله سواه .. فلم يسبق لسجين في التاريخ العراقي أن تمتع بمثل ما تمتع به صدام من خدمات في سجنه ـ وهو الذي كان يتلذذ بمشاهدة ضحاياه بين أضراس وأنياب كلابه المدربة على نهش اللحم البشري ..فعنْ أيّ شهيد يتحدث هؤلاء ؟ وعن أي بطل يكتبون ـ وهو الذي وصل به الجبن حدّا ً أن اختبأ داخل جحر لا يؤانسه غير قمل لحيته ، في حين اختار حفيده الصبيّ المواجهة على الاستسلام الذليل ...

الاحتلال شرٌّ كبير ، وعارٌ على مَنْ يؤيده ... لكنَّ الإشادة بالطاغية المقبور ، خطيئة وتشف ٍ بالشعب العراقي ...

على مَنْ يرفض الإحتلال ، عدم المناداة بعودة حزب البعث الى السلطة ، لأنه السبب الرئيس الذي أدى الى وضع العراق تحت رحى طاحونة الاحتلال .

فكما ذهب الطاغية الى جهنم غير مأسوف عليه ، فقد ذهب حزبه الى مزبلة التاريخ ليغدو مجرد ندبة سوداء في جبين الماضي .

 


 

Counters