يحيى السماوي
Yahia.alsamawy@gmail.com
الأربعاء 30/1/ 2008
قضـِيّـتي أني بلا قضِـيّة ْيحيى السماوي
يا رافد فياض الجبوري : أعِدْ قصيدتي رجاء ً !!
أن يسرق دعيُّ شعر بيتا أو بيتين من قصيدة غير منشورة لشاعر ما ، فأمرٌ مألوف لكثير من أدعياء الشعر ... وأن يقرأ مثل هذا الدعيّ ، قصيدة غيره في جمع من معارفه زاعما بكونه شاعرها ، فأمر لا غرابة فيه ... لكن الغريب واللامألوف ، هو ، أن يسطو مثل هذا الدعيّ على قصيدة كاملة ، منشورة في ديوان وفي اكثر من منبر اعلامي وأدبي ، فلا يكتفي بنشرها في صحيفة أو قراءتها في جمع من معارفه ، إنما ينشرها في كتاب يطلق عليه مسمى " ديوان شعر " يحمل اسم القصيدة المسروقة ذاتها ...
عام 1998 صدرت لي مجموعة شعرية بعنوان " أطبقت أجفاني عليك " ومن بين قصائدها قصيدة بعنوان " القضية " كنت قد نشرتها قبل ذلك في المجلة العربية عام 1997 ... فإذا بي أقرأ في احدى الصحف عرضا لمجموعة شعرية بعنوان " القضية " بقلم الأديب الصديق خالد شويش قطان ، مركزا في مقالته على قصيدة " القضية " دون غيرها ، لأكتشف أن القصيدة هي قصيدتي ، وأن السارق قد نقلها من المجلة العربية بحذافيرها ـ بما في ذلك الخطأ المطبعي ـ دون أن يكلف نفسه عناء تغييرجملة شعرية واحدة ...فكانت الفضيحة ، حين نشر الصديق خالد شويش مقالا في ذات الصحيفة تحت عنوان " سرقة في وضح النهار " بعد اطلاعه على مجموعتي والمجلة العربية .... غير أن ذريعة السيد رافد هي أنه قد طبع كتابه كي يثبت لمفوضية اللاجئين كونه شاعرا معارضا لنظام صدام حسين ، والدليل قصيدته " القضية " وبالتالي فهو يستحق اللجوء السياسي ... و : ( رجاء اغلق موضوع القصيدة واحسبها في سبيل الله ... )
الان وقد تمّ ردم المستنقع الصدامي ، فإنني أناشد السيد رافد فياض الجبوري أن يعيد لي قصيدتي من خلال اعتذاره عن سرقتها و حماقة طبعها في كتاب يحمل عنوان القصيدة ...
ها أنذا الان أعيد نشر القصيدة ـ فعسى أن يقوم بالردّ عليّ والإدّعاء بأنه شاعرها ..
القضية
قضـِيّـتي أني بلا قضِـيّة ْ
في وطن ٍ
يمتدُّ من قـُبـَّعَة ِ الشرطيِّ
حتى غـُرَفِ الأقبية ِ السريّـة ْ ..
حيث ُ البكاءُ شـُـبْـهَة ٌ
والصلواتُ شـُبْـهَة ٌ
وشـُبْـهَة ٌ أنْ لا يؤدّى شـَرَفُ التحِيَّـة ْ
للوثن ِ المُـطِـلِّ من دفاتر ِ الدرس ِ
ومن نوافذ ِ البيوت ِ..
أبواب ِ الحوانيت ِ ..
ومن أرصفة ِ الشوارع ِ الخلفيّـة ْ..
من كلِّ شيء ٍ ـ ما عدا " المرافق الصحيَّـة ْ "
وشـُبْـهَـة ٌ أنْ لا يكون الرأسُ سنديانة ً لخوذة ٍ
واليدُ مشـْـجَـبا ً لبندقيـّـة ْ ..
وشبهة ٌ أخطرُ أنْ تقولَ :
إنَّ الله وحدهُ الذي حُـقـّـتْ له ُ
عبادة ُ الرعيـّـة ْ ..
وشـُبْـهَـة ٌ أن ترفضَ الخرابَ والدمارَ
والتدجينَ في " المفاقس ِ الحزبية ْ "
قضيّـتي خسَـرْتها
من قبل ِ أنْ يبتدئ الرهانُ يا سيدتي
وقبلَ رمي ِ الزار ِ في " الطاولة القومية ْ "
في وطن ٍ يُسْـلـَخ ُ كل َّ ليلة ٍ
يخسَـرُ كلَّ جولة ٍ جيلين ِ من كرامة ٍ
باسم ِ البطولات ِ التي تـُمَجِّـدُ الطاعون َ
والفتنة َ ..
أو تكفرُ بالماء الذي يورِق ُ عشبَ النور ِ ..
والطين ِ الذي تعشقه ُ زهورنا الطريّـة ْ ..
قضيَّـتي خسرْتـُها ..
لا فرق َ بين وحْـل ِ فوضويّـتي
وكوثر ِ الحريَّـة ْ
ما دامت ِ البيْـعَـة ًُ " تكريتية ً"
وصالة ُ المزاد ِ " عفلقيَّـة ْ "
في وطن ٍ تحكمُـه ُ الخوذة ُ
لا يملكُ أنْ ينفضَ عن عيونِـه ِ
أكياسَـه ُ الرمليـَّـة ْ !
**
خطيئتي أني بلا خطيئة ٍ
سوى انتباذي العَـسَـل َ المُـرَّ بأكواب ِ الأناشيد ِ
وتكذيبي الشعارات ِ التي تفوحُ عنصريَّـة ْ
وخطبَـة َ " البَـيْـعَـة ِ " عن " رسالة ٍ "
تـُـوَحِّـدُ " البصرة َ " بـ "القدس ِ"
وماءَ " النيل ِ " بـ " اليرموك ِ "
و" النخلة َ " بـ " الزيتون " ..
كنتُ حالما ً.. واستيقظتْ روحي :
رأيتُ النخلَ شـَـحّـاذا ً كفيف َ السَـعْـف ِ
و" اليرموك َ " لا يسقي سوى الحدائق ِ " العِـبْـرِيَّـة ْ"..
وكانت ِ البصرةُ في ملجَـئـِها
تـَسِـف ُّ في عيونِـهـا الرمالُ ..
والفراتُ " زمزميَّـة ْ " !!
رأيتُ ميراث َ " صلاحَ الدين ِ " في المزاد ِ :
سيفٌ نائمٌ في غِـمْـدِه ِ مُحُنـَّطـا ً
ومهرة ً معْـصـوبة ً شـُدَّتْ إلى مركبة ٍ داخلـَـها البلادُ ..
داخلَ البلاد ِ أمَّـة ٌ سـبيئـة ٌ..
أردْتُ أنْ أصرخ َ .. خفت ُ شـُبْـهـَة َ الذعْـر ِ ..
كتمتُ صرختي
فاختنقتْ ربابتي ..
وانتحرَ العصفورُ في حديقتي الصوفِـيَّـة ْ ..!
وها أنا أطوف ُ في البريَّـة ْ
مُـضـَـرَّجا ً بالخوف ِ يا سيدتي
وليسَ من عصا بها أنش ُّ عني غربَـة ً وحشِـيَّـة ْ
آخرُ ما عرفتُ عن مدينتي :
أنَّ عَصيدَ التِـبْـن ِ صار َ أكـْـلـة ً شعْـبـِيَّـة ْ
وما تزالُ الصحفُ اليوميَّـة ْ
تـُبَـشـِّـرُ الجائعَ بالجنـَّـة ِ ..
والغريقَ بالياقوت ِ في قاع ِ بحار ِ الحزن ِ ..
و " العانسَ " بـ " الحبِّ الرفاقيِّ " ..
وما تزالُ في مدينتي الإذاعة ُ الرسميّـة ْ
تضخ ُّ من صنبورها سَـيْـلَ الأناشيد ِ
عن " الآصرة ِ القوميَّة ْ " ...!
آخرُ ما عرفتُ عن مدينتي
أنَّ بنيها يبحثون الانَ عن هويَّـة ْ
ما بين " بابليّـة ٍ " ضاعوا و " سومريَّـة ْ " ..
آخر ما عرفتُ يا سيدتي
أنَّ الصباحات ِ بها ضريرة ٌ
وأنها في زمن الرِدَّة ِ
قد تعودُ جاهليَّـة ْ !!
***