| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يحيى السماوي
Yahia.alsamawy@gmail.com

 

 

 

الأحد 17/8/ 2008



مقتدى الصدر ليس عميلا لأمريكا .. لكنه يخدمها دون وعي !!

يحيى السماوي

لعائلة الصدر عندي منزلة تصل حدود التقديس ، نظير ما قدّمه بعض رجالاتها ونسائها من أمثلة في الجهاد ومقارعة الديكتاتورية ونشر عبير المحبة والتكافل الإنساني ، كالمفكر الفيلسوف آية الله العظمى الشهيد الخالد محمد باقر الصدر وشقيقـته بنت الهدى والشهيد السعيد محمد صادق الصدر ـ طيب الله ثراهم أجمعين ـ والإمام موسى الصدر ( المجهول المصير منذ تلبيته دعوة معمر القذافي قبل نحو أربعة عقود ) ..

المؤسف أن بعض أبناء هذه العائلة الكريمة المجاهدة ـ وبدون وعيّ ٍ ـ قد أساء إلى التراث الفكري والفقهي والجهادي لهذه العائلة الرمز .. كالسيد مقتدى الصدر ـ والذي لا يمكن الشك في ولائه لآل البيت الأطهار ، مثلما لا يمكن الشك في نزعته الوطنية الرافضة للإحتلال الأمريكي ، وهي نزعة تمثل القاسم المشترك للشعب العراقي ، باستثناء فئة ٍ ضالة عن سبق إصرار ، من المنتفعين والإنتهازيين والسَـفـَلـَة واللصوص الذين ما فتئوا يباركون الإحتلال ويتمنون بقاءه ، لقناعـتهم أنّ زواله سيفضي إلى زوال وجاهتهم وامتيازاتهم ومنافعهم الشخصية .. هذه الفئة قد لا يزيد عديدها على عديد قطيع ٍ واحدٍ من قطعان أغنام العراق .. فلا فخرَ للسيد مقتدى الصدر في رفضه الإحتلال الأمريكي الغاشم ، لأنه ليس المتفرّد في هذا الموقف طالما هو موقف الشعب العراقي كله ، بل وموقف الغالبية العظمى من ساسة المرحلة الراهنة مثلما هو موقف القوى الوطنية كلها( مع الأخذ بنظر الإعتبار حقيقة أنه ليس كل المشاركين في العملية السياسية هم وطنيون... ففيهم إرهابيون أو داعمون للإرهاب ،إتخذوا من مقارّهم معامل أو مستودعات للسيارات المفخخة الجاهزة للإستخدام .. وثمة فيهم لصوص كبار، ووسطاء موثوق بهم لإطلاق سراح المختطفين الذين لا يُطلق سراحهم إلآ بعد الحصول على الفِـدية الدَسِـمة )..
كان الشهيد الخالد محمد باقر الصدر يبدأ رسائله الصوتية بـ " يا أبناء علي ويا أبناء عمر " تعبيرا ً عن قناعته بأن السنة والشيعة هما ضفتان لنهر واحد هو الإسلام ... وكان الشهيد السعيد محمد صادق الصدر ، لا يذكر" الصلاة على النبي وآله الأطهار " إلآ ويذكر معهم " وصحبه أجمعين " ... فأين السيد مقتدى الصدر من هذه الفضيلة ؟ أليست رسالته الأخيرة إلى تيّاره ومؤيديه بقتل مَنْ أسماهم بـ " النواصب " تمثل دعوة صريحة للعنف الطائفي البغيض ؟
إنّ أقبح كلمتين مُتـَداولتين في الفكر الطائفي ، هما " الروافض " و " النواصب " .. فهل يريد السيد مقتدى الصدر إيقاد فتيل حرب طائفية في وقت يأمل فيه الشعب العراقي ردم مستنقع العَـنـَت الطائفي ؟
وما معنى تأليبه أتباعه على " العلمانيين " في رسالته الأخيرة ؟ هل يريد السيد مقتدى إقامة دولة " طالبان شيعية " ؟ إذا كان الأمر كذلك ، فإن السيد مقتدى أخطر على العراق من المحتل الأمريكي !

إني لأعجبُ كيف تجرّأ ممثله على قراءة هذه الرسالة في صلاة الجمعة ... هذه الصلاة التي سَـنـَّها النبي محمد " ص " لتوحيد المسلمين ولترسيخ مبدأ التكافل الإجتماعي بينهم ـ وليس لهدر الدم واستباحة النفس التي حرّم الله قتلها بغير وجه حق ...

لقد استبشر الشعب العراقي خيرا بانخفاض معدلات العنف الطائفي وباقتراب الهزيمة الكاملة لمجرمي القاعدة ، بعدما استبشر خيرا بزوال النظام الديكتاتوري وحزبه البغيض ... ولا أظن الشعب العراقي سيرضى بقيام دولة " طالبان شيعية " يحكمها " فقيه لا يفقه " حتى لو كانت هذه الدولة تخلو من وجود مؤقت لـ" ثكنة عسكرية أمريكية " وليس من وجود جيـش هائل كالذي تصرّ إدارة " البيت الأسود " الأمريكي على وجوده في العراق عبر اتفاقيتها الأمنية سيئة الصيت ...
رسالة السيد مقتدى الصدر ، توفـّر للمحتل الأمريكي ، ذريعة أخرى ليجثم على صدر العراق .. ما يعني أن السيد مقتدى الصدر يخدم المشروع الأمريكي المناهض لمصلحة العراق الوطنية ، دون أن يدرك ذلك ..!!!!
 

 

free web counter