يحيى السماوي
Yahia.alsamawy@gmail.com

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 15 /4/ 2006

 

 

 

الجنة ليست مسلخاً بشرياً


يحيى السماوي
alsamawy@adam.com.au


جالس على صخرة الحاضرِ
قلبي يُطبقُ بنبضه على أمسي البعيد
وعيناي تحدقان بالغـــد . .
أتشظى كنخلةٍ في البريَّةِ:
جذري في مكان . .
وظلي في مكان آخر !

****

لكل الصحارى غزلانها الذهبيةُ . .
إلاّ صحراءُ عينيَّ !
لكلِ البساتين عصافيرها
إلاّ بستان قلبي !
أتطلَّعُ في المرايا والواجهات الزجاجية
كيما أتأَكد من أن شراعَ الرأسِ
مازال منتصباً على سارية الرقبَة !
لستُ بالمستريب . .
لكن الفصول قد دارت على غير ما تشتهي الأرض . .
الأرض التي دارت
على غير ما تشتهي الشمسُ . .
الشمس التي يَتَّهمها الظلاميون
بالتضامن مع صباحات الصعاليكِ
الذين أعلنوا العصيانَ على ظلمات الأباطرة !
الأباطرة الذين:
يسلخون جلودنا . . . ثم
يعطوننا قمصاناً ناصعةً كالأكفان . .
يفقأون عيوننا . . ثم
يعطوننا نظارات ملوَّنةً مثل قوسِ قزحٍ أعمى . .
يبترون أقدامنا . . ثم
يعطوننا عكازاتٍ من خشب الأبنوس . .
يبادلوننا النشوةَ بالحريةِ . .
والخندقَ بالحديقةِ . .
والغانيةَ بالزوجةِ . .
والزنزانةَ بالوطن !

****

الجنَّةُ ليست منجمَ فحمٍ حجريّ
لِتُفْتَحَ أبوابها بالديناميت . .
ليست مسلخاً بشرياً
ليدخلها حَمَلةُ السواطير . .
ليست مِكبَّ نفاياتٍ
ليغتسل في أنهارها المارقونَ
والمستحمون بوحَل الخطيئة . .

****

إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون !
عندي سيارات جاهزة للتفخيخ . .
ومن الأطفال ما يكفي لافتتاح مقبرة جديدة
ومن البيوت الطينية ما يرضي غرور جرافاتكم . .
إليَّ . . . إليَّ أيها الهمجيون . .
عندي توابيت جاهزة للتشييع . .
أحزمة ناسفة للإيجارِ . . ولحىً مستعارة للنسك الموسميّ !
وعندي فتاوى تجيز استعمال القنابل
كأفضل وسيلةٍ لتحديد النسلِ
في أمةٍ تهدم أكثر مما تبني . .
أمةٍ – من أجل أبنائها وُجِدَتْ :
وكالاتُ الغوثِ . .
مخيماتُ اللاجئين . .
ومعسكرات الإحتجازِ . .
ولأجل أبنائها وُجِدَتْ شبكات التهريب
والجوازات المزورة . .
ومن أجلها وحدها وضعت – الأمم المتحدة –
صندوق الشكاوى
ولوحة إعلانات للقضايا دائمة التأجيل !؟

****

إذا كان الهدم تقوىً
والقتلُ الأعمى جهاداً
فان – آرييل شارون – هو الأتقى منكم جميعاً . .
وما من أحدٍ أجدر منه
برفع راية الجهاد !