| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يحيى السماوي
Yahia.alsamawy@gmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 14/8/ 2007

 

 


عن الحركة الثقافية في ولاية جنوب استراليا

يحيى السماوي

سألني صديق ما إذا كنت أقصد في مقالي " مجرد أسئلة لا غير " الجمعية الثقافية العراقية " في مدينة أديلايد حيث أقيم ... فوجدتها مناسبة للحديث عن هذه الجمعية والحال الثقافي للجالية العراقية في المدينة .. وسأفترض " مجرد افتراض " أن مَنْ يعنيهم الأمر سيحسنون الظن بدافعي لتناول هذا الموضوع ، الذي أراه مهما بغية تحريك مياه البحيرة الساكنة ...

يوجد في مدينة أديلايد عدد كبير من المثقفين العراقيين ، من بينهم شعراء وأدباء مبدعون لهم نتاجهم الإبداعي الصادر على شكل مجاميع شعرية أو قصصية ... جميعهم أعضاء في أكثر من إتحاد للأدباء ـ بدءً من اتحاد الادباء العراقي في بغداد ، مرورا باتحاد الكتاب العرب ، والبعض يحمل عضوية اتحاد الادباء الاسترالي ... أعرف من بين هؤلاء الأدباء ( عبد الخالق كيطان ـ شاعر .. د . أفضل فاضل العاني ـ شاعر وقاص .. أديب كمال الدين ـ شاعر .. جمال قمباز ـ شاعر .. غياث النقشبندي ـ قاص .. سلام دواي ـ شاعر وناقد تشكيلي ..كريم البغدادي ـ شاعر .. جواد الراضي ـ كاتب وباحث .. .. جمال حافظ واعي ـ شاعر وناقد .. شيركو ـ شاعر .. إضافة الى شعراء آخرين لا تحضرني اسماؤهم ... وإذا أضفنا الى هؤلاء الادباء العدد الكبير من الشعراء الشعبيين وكتاب المقال والخاطرة ، فإن النتيجة تقود الى اليقين بأننا قادرون على خلق حالة من الحراك الثقافي وسط الجالية العراقية في أديلايد ـ وهي ليست قليلة العدد ... غير أن المعوقات تكمن فينا أنفسنا .. فقد لا يصدق البعض ، أن هذا العدد من الادباء ، لا يلتقي ببعضه حتى ولو عبر الهاتف " باستثناء بضعة منا ، نلتقي كأصدقاء أو جيران وليس كأدباء ومحبي ثقافة " ... بل إن البعض منا لا يعرف هاتف صاحبه ومكان سكناه مع أن المدينة لا تعدو كونها قرية كبيرة ـ قياسا الى المدن الاسترالية الكبيرة مثل سيدني وملبورن .

توجد للجالية جمعية ثقافية " والأصح جمعية اجتماعية لأن اكثر انشطتها اجتماعية ، يرأسها الاخ طارق الحارس وهو شخص عمل في الصحافة وله اهتمام و ذائقة أدبية ومدرب رياضي لكرة القدم ـ غير أن ميزته علينا جميعا ، هي قدرته على العمل ـ وبخاصة الإداري ..

لي قناعة مفادها ، إن إدارة الجمعيات الثقافية ، ليست كتابة قصة أو قصيدة ، فهي تحتاج الى شخص موهوب في الادارة ويمتلك الاستعداد لبذل ما بوسعه للعمل .. غير أن مثل هذا الشخص لن يستطيع إنجاز الحراك الثقافي ما لم يدعمه الادباء أولا ، إنْ على صعيد المشاركة أو حضور الاجتماعات ـ وهذا لم يحصل ، لقصور من الادباء ذاتهم ومن المهتمين بالثقافة ـ وأزعم أنني أحدهم ـ فقد سبق ووجه لي دعوة لإقامة أمسية إثر صدور مجموعة شعرية لي ، فاعتذرت ... أما سبب اعتذاري " والذي لم أفصح عنه في حينه " هو أن الحراك الثقافي لا يتم عبر أمسية طارئة تحدث مرة كل بضعة أعوام ، إنما ، بوضع برنامج عمل ثقافي يتفق عليه الأدباء ، فلا يعقل أن معضم الادباء المعنيين لا يعرفون مكان الجمعية ، ولا حتى هيئتها الادارية ( وأنا منهم فيما إذا صح اعتباري أديبا ) فأنا لا أخلو من تقصير رغم كوني لست عضوا فيها ـ فكيف بالأعضاء ؟

من المؤسف أن بعضنا " وأنا أولهم " مستعد لمضغ ساعات طويلة في مقهى .. لكننا غير مستعدين لقضاء ساعة واحدة في ندوة أو اجتماع للجمعية .. والسبب كما أعتقد ، هو غياب الألفة بين هذا العضو والاخر ، والشعور المسبق بلا جدوى الندوة والاجتماع ـ وهذا ناجم عن تراكمات إحباط ٍ أفرزته تجربة الأماسي القليلة السابقة .

هل من سبيل لمعالجة هذا الخلل ؟
أظن أن بمقدورنا ذلك ، حين يقتنع كل منا ـ نحن محبي الادب والمهتمين به والعاملين فيه ـ أنّ كلا منا هو مـُكـْمِل للآخر وليس لاغيا له .. فالأدباء ليسوا أصحاب دكاكين بقالة أو مطاعم كباب يجاور أحدهما الثاني فيخشى المنافسة ... والمؤسف أن بعضنا ـ عن قصد أو دون قصد ـ يرى في زميله منافسا وليس مكمِلا له ..

سيكون بالمقدور معالجة الخلل ، حين يصار الى عقد عدة لقاءات وليس مجرد لقاء واحد ، يدعى اليها الادباء ومثقفو الجالية ومحبو الادب ، لتدارس كيفية تحريك مياه البحيرة الساكنة هذه ، ولا بأس من إجراء انتخابات وانتقاء هيئة إدارية ورئيس لها ، والعمل على وضع برنامج ثقافي يصار الى تنفيذه ، كأن تقام أمسية كل شهرمثلا يُحضـّر لها بشكل جيد ومدروس .. أو التخطيط لإقامة اسبوع ثقافي .. أو دعوة أدباء عراقيين من باقي المدن الاسترالية ، وهم كثيرون ولهم نتاجاتهم الابداعية الثرة ..

صحيح أن في اديلايد جمعية ثقافية .. لكن وجودها وعدمها سواء ما لم تكن لها أنشطة وفعاليات ثقافية فعلا ... وصحيح أن السيد طارق الحارس هو الأكفأ من بين الجميع لإدارتها لما يتمتع به من قدرة على العمل واستعداد للتضحية بوقته .. لكن الصحيح أيضا ، أنه لن يستطيع إنجاز الهدف الذي أنشئت الجمعية من أجله ، ما لم يتعاون معه أدباء الجالية في أديلايد ، وما لم يُعَد برنامج عمل لها يُخطط له بشكل جيد ..

سألني صديق : وهل سترشح أنت للإنتخابات في حال حدوثها ؟
فكان جوابي : أولا أنا لست عضوا في أية جمعية عراقية ... وثانيا ، أنا لم أنجح في ترتيب أوراق مكتبي ، ولا في ضبط مواعيد تناول دوائي ، فكيف بإدارة جمعية ؟ ـ هل تريد مني أن أقوم باغتيال الجمعية لو كانت بإدارتي ؟ انا أريد لها النجاح وليس المزيد من النكوص .
قلت : إنني سأفترض أن المعنيين بالأمر سيحسنون الظن بدافعي لتناول هذا الموضوع ، لأنني متأكد من حسن نيتي ... ترى هل سيحسنون الظن ؟ أرجو ذلك .