| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يحيى غازي الأميري

 

 

 

 

الثلاثاء 22/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

خاطرة وحكاية .... بعنوان تهديدات ودعاء
 

يحيى غازي الأميري

مهداه إلى العزيزة أمي المتغربة بوطنها !! ...... بمناسبة عيد ميلادها80

لقد مرت فترة طويلة من السنين العجاف كانت الأزمات والمضايقات والاعتداءات من أبرز سماتها ، تنهال علينا هذه المآسي بغير مواعيد و أسباب كنت كلما احتجت إلى ركن هادئ ألوذ به بعد أزمة مرعبة وجهد وعناء وللتخفيف من التوتر وضغط هذه الأزمات وخصوصا التي تأتي بشكل مفاجئ وحتى قسم منها تأتي من الأصدقاء أو الأقرباء أو المعارف أو كلما ضايقني أو شتمني أحد ٌ بلا سبب .

كنت قد استقليت عن أهلي وكونت بيتا ً وأسرة لكني كنت دائما ً أذهب حيث مكان الصدر الحنون أبث له شكواي ونجواي كلما عصفت بي النائبات ، أذهب إلى بيت أمي واجلس جنبها ، وبعد أن أقص عليها كل الحكاية ، تقاطعني أحيانا ً مستفسرة أو لغرض أن أوضح لها شيئا ً ما ، وفي اغلب الأحيان كانت تتركني استرسل بالحديث وكلها أذان صاغية ! فبعد أن أهدأ . ترسل نظراتها في صمت عبر زجاج النافذة إلى السماء ومن ثم تسترسل بمتمتمة و دعاء !

واضعة يدها فوق رأسي ومنشدة بصوتها المهموم والمحزون" دللول دللول يالولد يبني دللول عدوك عليل وساكن الجول"

كانت هذه الكلمات تزيح عن كاهلي اثقل الهموم، وترد لي الهدوء والسكينة فاشعر أن قلبا ً رحيما ًيشاركني الهم ويدعو لي ودعاه المؤمن مستجاب واجمل ما يكون من قلب الأم!

قبل أيام شتمني وهددني وتوعدني محذرا ً ومنذرا ً " شخص ما " إذ تكرم وأمطرني بعدة رسائل إلكترونية وابرز ما في رسائله بالإضافة إلى السب والشتم لغة كنت قد فارقتها منذ سنوات خلت لغة التهديد والوعيد التي مزقتنا ودمرت وطننا وشعبنا لغة السلطة الغاشمة المقبورة ، أنها نفس اللغة الوقحة الخالية من اللياقة ، أنها لغة الإرهاب والعقاب .... ففيها يتوعدني و يحذرني و يأمرني !!
لم أتمكن من معرفة دوافعه ومن يقف وراءه ؟
ويطالبني كأنه ولي نعمتي أن أكف وأتوقف عن الكتابة عن مأساة وويلات الوطن وأهله بكل أطيافه وخصوصا ً أقلياته وإلا فقد وضع لي جزائي الويل والثبور.....

أن الأستاذ صاحب الرسائل لم تربطني به علاقة قديمة والغريب انه قبل ان يمطرني برسائله القادحة كان قد بعث لي قبل سبعة اشهر تقريبا ً رسالة مفاجئة لغرض التعارف لكنها كانت والحق يقال رسالة مادحة ، واستمر يغمرني برسائله وهي تحمل المديح والثناء والتأييد لكتاباتي وأرائي وما اطرحه فيها وكنت أرد على رسائله بتحيات مماثلة أو تزيد من كل قلبي ..... إلى أن فاجئني مرة أخرى برسائله القادحة !
وهكذا تحولت رسائل صديقي الجديد من طور المديح و المساندة والثناء إلى طور جديد إلى القدح و الانتقام والهجاء !
فالتزمت جانب الصمت وعدم الرد احتراماً لنفسي وصوناً لها من الانزلاق في مهاترات لست بصددها ولم أعرف مراميها ومقصدها !؟
وبعد عدة أيام من ورود تلك الرسائل هاتفت أمي شاكيا ً لها هذه الرسائل شارحا ً لها تفاصيلها ، وأغلقت الهاتف وتركتها قرابة أربعة أيام وعاودت الاتصال هاتفيا ً مرة ثانية بها..... وكنت قد هيأت لها كلمات جميلة وددت أن تسمعها بمناسبة عيد ميلادها 80

ألو ألو......
هلو يمة بادرتها كل عام وأنت بألف خير ....... و أدعو لك بطولة العمر والصحة والسلامة !
وبكلمات كانت تخالطها العبرات والاستفهامات أجابتني :

يمه أشكرك بس أطيني مجال أحجيلك ؟
أسمعني يمه !
تفضلى يمه ... أجبتها وتركت لها الحديث !
فبدأت حديثها :

(( " يمه لعد لهناك وهم لاحكينك "
" يمه كلبي وياك "
" أتركه يمه أتركه خلي دائما عقلك اكبر منه، خلي عينك بعين الله "

" يمه بس خبر اخوتك وأصدقائك باسمه أصله فصله إذا عرفته ، خاف أيصير عليك عليهم شيء ، يمه تره الوضع مو أمان ، والقتل صاير بالمجان على أي حجاية أو وشاية "
" يمه يحيى تره الناس بعد ما تنحزر ، الوكت أتبدل "
" يمه أسمعني زين يمه هواي أكو ناس متعافية هذا هم واحد منهم "

"يمه أيجوز هذا ما شايف وما عايش الظلم والضيم والحروب والحصار وما عنده أهل وأم و أصدقاء أهنا باقين ، ميخالف يمه تحمل أحنه هم أهنا أشكال نتحمل تهديد وحجي "
أولـَدي دير بالك أتسب أو تشتم أو تجرح بالكلام تره كلش عيب الشتايم والسباب !
"ويمه عزيزي يحيى أنت بكيفك تريد تكتب ما تكتب بس وضعنا أنت جاي تشوفه وتقره عليه "
وسحبت نفسا ً عميقا ً وراحت تنشد بصوت تخالجه العبرات : دللول دللول يا لولد يبني دللول عدوك عليل وساكن الجول ))
تركت أمي تولول وكتبت هذه السطور بعد أن فوضت أمري إلى الله !
وابتهلت إلى الله أن يطيل من عمرها ويمنحها الصحة والعافية !


مايس 2007