| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                 الأثنين 26/12/ 2011



يا شعبنا الصابر لقد آن الأوان للتخلص من الوضع المزري

يوسف ألو

تطورت الأحداث في العراق قبل ايام واخذت منحى آخر وذلك من خلال قضية طارق الهاشمي نائب رئيس اللجمهورية وأعترافات ضباط حمايته من الصف الأول والمقربين له جدا والتي اثبتت من خلال وسائل الأعلام المختلفة ضلوعه في عمليات ارهابية متعددة طالت مواطنين ابرياء مستغلا بذلك منصبه السيادي وامواله المنهوبة من اموال الشعب من اجل ذلك ولم تكن بغريبة على شعبنا الصابر حيث من الممكن ان يحدث ذلك مادام الخصام والخلاف السياسي والطائفي قائم على قدم وساق بين جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية الفاشلة , لكن قضية طارق الهاشمي وتداعياتها كانت الأكثر تأثيرا في الشارع العراقي مما سبقها لابل كانت صدمة كبرى بالرغم من علمنا الأكيد بأن ما حدث في السابق لم يكن يختلف عن الجديد ولكن لم يكن مكشوفا كما هو الحال اليوم .

ان الخصامات والخلافات والتناحر السياسي بين الأطراف المشاركة في الدولة والحكومة كشفت العديد من تصرفات المسؤولين اللامسؤولة تجاه الوطن والشعب وها هي اليوم تصل ذروتها من خلال التجاذب وتوجيه الأتهامات المتعددة من قبل اطراف سياسية مختلفة في الحكومة والدولة وبالأخص بين قائمتي التحالف الوطني والعراقية واللتان تسعيان للأستفراد بالسلطة والحكم وكل على طريقته ومهما كان الثمن متناسين معاناة شعبهم الذي انتخبهم وامنهم على مصالحه وامواله التي يستهترون بها وينهبونها تنفيذا لأجنداتهم ونواياهم الشريرة ومصالحهم الشخصية .

ان قضية طارق الهاشمي ليست بالسهلة كما يحللها اعضاء العراقية فيما لو ثبت للقضاء العراقي ذلك الجرم وقد تكون سابقة خطيرة في الوضع القائم حاليا يستوجب اعادة النظر بجدية بمستقبل العراق وشعبه وبمن يحكمه وهو يمتص دمه !! لقد هرب طارق الهاشمي من وجه العدالة الى كردستان العراق ( التي هي جزء من العراق وتخضع لقراراته وخاصة ما يتعلق بالقضاء ) محتميا بالطرف الذي اسماه محايدا وهو بالحقيقة ليس كذلك فالكرد سوف يحاولون جعل قضية طارق الهاشمي الورقة الرابحة للضغط على المالكي وحكومته من اجل اعطاء المزيد من التنازلات لمطالبهم وخاصة فيما يتعلق بكركوك وما يسمى بالمناطق المتنازع عليها !! .

على المالكي ان يدرك جيدا بأن القادم من الأيام سوف يحمل معه الكثير من التساؤلات المستعصية والتي عليه تفسيرها جميعا وقد تتعداه وتتعدى حزبه وقائمته فحسب الهاشمي فأن لديه ما يثبت ضلوع المالكي بالفساد وبعمليات لا تقل حساسية عن قضييته وهذا ما على المالكي ان يعرفه جيدا قبل اتخاذ اي قرار يندم عليه لاحقا , لكن هذا لايعني بأنه سوف يتنازل عن قضية اصبحت معلنة ومعلومة للشعب ومن خلال وسائل الأعلام المختلفة وان حدث ذلك فهذا هو قمة الأستخفاف بالدستور والقوانين والقضاء وبالتالي الأستخفاف بالشعب الذي ينتظر الحكم العادل لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه وراحته .

الخلافات السياسية والطائفية جعلت القوى السياسية مفككة ومنقسمة على نفسها كل يحاول ان يثبت احقيته بما يقترح ويقرر وكل يحاول الأستحواذ على اكبر قدر من الكراسي والمناصب خدمة لأجنداته وخططته التي لاتمس بشعب العراق بفائدة , فعلاوي يوجه التهم دون ادلة للمالكي وهكذا الآخر ويتقاذف التهم تتضخم الأمور وتتعقد ويتدخل من يحاول الأستفادة من تلك الخصامات لمصالحه الشخصية والأستراتيجية وهذا ما اتضح ايضا لشعبنا الصابر .

كيف يجوز لنائب رئيس الجمهورية ان يشك بالقضاء العراقي الذي شارك في اختياره ؟ واين كان شك الهاشمي قبل ان توجه له التهم بالأرهاب والقتل ؟ اما كان بأمكانه اطلاع من حوله من المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بذلك كي يتم تغيير مسار القضاء ؟ ام انه انطلق وفق المثل القائل السكوت من ذهب وينطلق من القول الشائع ( اني شعليه خلي نارهم تاكل حطبهم ) المهم انفذ ما يدور في مخيلتي واستغل الوضع الهش واحقق كل مخططاتي حتى لو كانت على حساب الشعب !! وهذا ما حصل ويحصل بالفعل يا شعب العراق الصابر ... ثم كيف يقبل نائب رئيس الجمهورية ان يكون قضاء الأقليم افضل واعدل من قضاء الحكومة الأتحادية ؟؟ اليس هذا نقضا صريحا وسافرا للدستور واستخفافا بالقضاء العراقي ؟؟ ولماذا لايمثل الهاشمي امام القضاء مادام متاكدا من برائته ليثبت للشعب زيف الأتهامات الموجهة له ؟ هذه الأسئلة وغيرها يوجهها شعبنا لطارق الهاشمي وان كان يمتلك من الشجاعة القدر الكافي فالأفضل ان يسلم نفسه للعدالة بأعتباره متهما وبأمكانه اثبات براءته .

القائمة العراقية وعلى لسان رافع العيساوي الذي لايستبعد اشراكه مع الهاشمي بنفس التهم مستقبلا يطالب بأستقالة حكومة المالكي !! وماذا سيحدث لو قدمت حكومة المالكي استقالتها ؟؟ وكيف سيكون المشهد السياسي لو شكلت العراقية الحكومة الجديدة ؟؟ بالتأكيد ستزداد الخلافات وتتعمق أكثر وتأخذ وتيرة الأنتقام المنحى العام وتسيطر على المشهد السياسي فمن سيكون بيده زمام الأمور والسلطة العسكرية والأمنية سبيحاول بشتى الطرق والوسائل الأنتقام من خصمه وابعاده عن الساحة السياسية وعن القرار السياسي والحكومي كما هو الحال الآن مع حكومة المالكي .

هذا هو ما يجري بالعراق وهذه هي نتائج التزوير الأنتخابي وهذا هو الخروج عن ارادة الشعب وقمعه ولا نعرف الى متى ستستمر هذه المناورات والسجالات والخلافات والمبادرات التي لم تعد تحصى بسبب كثرتها وأنعدام الفائدة منها والتي آخرها محاولة أعادة الشرف للسياسيين من قبل اصغر اللاعبين البعيدين كل البعد عن الثقافة والتقدم والتطور ويظهر بأن الساسة كانوا قد فقدوه حسب رؤيا مقتدى الصدر !!

لقد آن الأوان يا شعب العراق الأبي ان تقول كلمتك الفصلى بعد ان انكشفت لك الحقائق الدامغة بأن من يحكمك ومن اوليتهم أمرك ليسوا اهلا لذلك وقد اثبتوا فشلهم في كافة المجالات وخاصة تلك التي تهم راحتك وامنك ومعيشتك ورفاهيتك ولذل اصبحت الفائدة منتفية منهم ولكنهم بالحديد والنار وقوة أموالك المسروقة يتشبثون بالكراسي الخاوية المهزوزة واليوم بأمكانك الأطاحة بتلك الكراسي وتلك العروش التي لاتريد بك خيرا بل وسيلة لتحقيق مآربهم ونواياهم الجهنمية وهذا ما اثبتته الأحداث .

وانتم ايها المتخاصمون والمتصارعون على قوت الشعب .. لقد اثبتتم فشلكم الذريع في كل ما وعدم به شعبكم فليس عيبا ان تنسحبوا محافظين على بعض ماء وجهكم امام شعبكم الذي لم يعد يطيقكم ويتمنى رحيلكم بأسرع وقت كي يتنفس الصعداء ويستعيد المعذبين ابتسامة الحياة المشرقة التي سلبتموها منه وبأعتقادي أن هذا هو آخر الغيث والقادم سيكون افضع لذا اغتنموا آخر فرصة لكم ونفذوا رغبة شعبكم وبذلك تكونون قد اوفيتم بواحدة من وعودكم .
 


24/12/2011


 

free web counter