| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الخميس 9/8/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس




الكنيســــــــة والخيارات المتاحـــــة لشعبنا
المسيحي في العراق
1

يعكوب ابونا

ان معاناة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على يد القوى الظلامية الاسلامية التي تسيطرعلى الساحة الرسمية والشعبية في العراق ، اصبح حديث الساعة على مستوى الوطني والقومي والدولي .. لان شعبنا وصل الى مرحلة الفناء في العراق وهوقاب قوسين او ادنى من ذلك ، فقد وضع بين خيارين لاثالث لهما افضلهما الموت والفناء .....عليه ان يختار اما .....
1- الموت شهيدا على يد هولاء الظلاميين ....
2- او الهجرة الى بلاد الغربية .....
خيار الموت ..
عندما يصل الامر الى درجة الاباحة الشرعية لدم غيرالمسلمين ومالهم وعرضهم وحلال التمتع بهما، فلم يبقى امام شعبنا الا الصراخ المريرمن وطئة الظلم والقمع والقتل والتشريد والاغتصاب والاختطاف والتفجير والدمار الذي يعانيه، اما هذا الواقع المريرعلينا ان نطالب كل شرفاء العالم ان يقفوا وقفه انسانية واحد مع شعبنا .... فلا بد اذا ان يكون هناك موقف ...؟؟
لان غرائز الظلاميين الجرمية ، لم تتوقف عند حد بل تمادوا في غيهم وانتهكوا كل الاعراف والمبادى والقيم الانسانية ، فرفعوا شعارالموت اوالاسلام او الجزية او الهجرة.... فما كان منهم الا ان يستعملوا خيارالقتل لانه بالنسبة لهم اسهل تنفيذا فاستعملونه بشكل اكثر فعالية وتاثيرا على شعبنا........
نفذوا هذا فعلا في الكثير من المحافظات القطر لدرجة خلت تلك المحافظات من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحيين ) ..والاقليات الدينية الاخرى الصابئية والايزدية…....وان هذا الخيار الاجرامي الان يطبق في الكثير من احياء بغداد مما اضطروا معه الكثيرون من ابناء شعبنا الى الهروب من منازلهم الى اماكن اخرى... وفي الموصل التي ارتكب بها ابشع الجرائم بحق ابناء شعبنا ، فنجد مجاميع ارهابية يطلق عليها اسم الاماره الإسلامية في مدينة الموصل بإخلاء جامعة الموصل من الطائفة المسيحية سوا للطلبة أو الموظفين المتواجدين داخل الحرم الجامعي بالخطف والقتل إذا لم يغادروا الجامعة او أي دائرة حكومية منتسبين لها في المدينة. كما جاء في بيانهم ألتهديدي ، أمر مغادرة المدينة لكل المسيحيين خلال (3) أيام الى خارج الموصل وألا ستعمل تلك الاماره على قطع رؤوس المسيحيين المتواجدين بعد صدور القرار الذي علق في شوارع المدينة .وكانت الاماره الإسلامية قد قتلت الكثيرون من المسيحيين المدنيين بعد اختطافهم ....ولازالت عمليات الخطف والاغتيالات والقتل والتهجير والاغتصاب مستمرة بفعالية اكثر تشديدا وانتقاما على ابناء شعبنا ....

امام هذا الواقع المرير اليس المفروض ان ياخذ الامر منحى اخر، بعيدا عن التملق والتقرب لهذا او ذاك .. بحجة الاخوة تارة والوطنية طورا اخر ... كل هذه التشدق بتعابير لفظية وكلامية منمقه لا تجدي نفعا، لان رؤيتكم للامرياسادتنا الاجلاء تختلف كليا عن رؤيتهم لما يجرى .. فان لم يكونوا هم من يذبحون ويقتلون شعبنا ، فهم بطبيعة الحال من المناصرين لهم او من المبررين لهم اعمالهم ... فعلام لا نضع الامور بنصابها الحقيقي ونضع الحروف على النقاط ونقول ما يحصل فعلا ... لان النتيجة هي ..هي ..... شعبنا يقاد بيد هولاء الى طريق الفناء الى نهايته المحتوم باستئصاله من ارضه ووطنه .. فالنتيجة اذا ياسادة اصحاب المصالح مها حاولتم التقرب لهولاء ومن يحرضهم ويشجعهم لاعمالهم هذه فان سيفهم سيظل مشرعا على رقابكم ..... كما هو على رقاب شعبكم ....
لان الذي نقرأه ونسمعه وما نجده في الساحة بصريح العبارة لايرتقي الى مستوى المسؤولية التي يجب ان يضطلع بها اصحابها ، لان وصل الامرلدى البعض فنحجبت عنده الرؤية ، فوصل الى حد استنكارحق شعبنا بممارسة حقوقة القانونية والدستورية في ارضه التاريخية ....
هذا هو الواقع المريرالذي يعيشه شعبنا ... وخياراته التي افضلها الموت رميا بالرصاص بدلا من عذاب الذبح بقطعة من تنك دهن الراعي ...... فشعبنا معرض بكل الاحوال الى الموت اوالتشريد والتهجيروالغربة وهونوع اخرى من انواع الموت المعنوي .. فنسال هولاء هل ما يجري في العراق هو امرافتراضي ام واقع معاش ..؟؟....الواقع ان ماساة شعبنا ياسادة حقيقية وواقعية....وفنائهم واستئصالهم من ارض ابائهم واجدادهم حقيقية وامر واقع .. فان لم تتوصلوا الى ايجاد حلا ومخرجا لها ... ليعيشوا كالاخرين في بلدهم وموطنهم ويتمتعوا بحقوقهم مثل الاخرين...... سيكون هناك واقع لا يحمد عقابه ...
ومن سينجوا من الموت على يد هولاء الظلاميين سيكون امام خيار اخر وهو خيار الموت المعنوي وهو في طريقه الى ......
الهجرة والغربة.
(( تؤكد هيئة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الكلدواشوريين والصابئة المندائيين يشكلون نسبة 40% من اللاجئين الفارين من العراق في السنوات القليلة الماضية وهذه نسبة عالية وفيها خسارة للبلد... وهذا الواقع اليم لهولاء ... وان ما يؤكد هذا الواقع المؤلم هو ما صدرعن لجنة في الكونغرس الامريكي من انتقاد شديد للحكومة العراقية بسبب عدم قدرتها على حماية الاقليات الدينية او بسبب تقييد الحريات الدينية ، ونحن في الواقع لانعتقد ان الحكومة تسهم في تقييد الحريات الدينية ولكنها لم تستطع ان تحمي او تحقق حياة امنة لهذه الاقليات الدينية رغم علمنا ان الانفلات الامني شامل ولكننا نرى ان هناك نوعاً من التآلب المشترك بين جهات متطرفة تشترك في مسألة اضطهاد المسيحيين والاقليات الدينية الاخرى.))...
بسبب هذا الواقع المريرالذي تحدثنا عنه سابقا ، اضطروا ابناء شعبنا القاطنيين في المحافظات الى ترك بيوتهم واعمالهم والهجرة والنزوح الى شمال العراق ( اقليم كردستان ) والى سهل نينوى بشكل مباشر، لان ذلك يعتبر لحد الان ملاذ امنا لهم ولساكنيه ..... واكثر امنا واستقرار من المناطق الاخرى في العراق على اقل تقدير في الوقت الراهن ... ومن جانب اخر كان وصولهم بهذه الكثافة الى المنطقة قد سبب بازدياد الازمات والعوائع التي اصلا يعاني منها ابناء المنطقة ... فوضع قرى سهل نينوى يشكو من الاوضاع السيئة للاحوال الاقتصادية والسكنية والبطالة وازمة الماء والكهرباء والغاز والخدمات وغيرها .. فاحدث هذا النزوح الجماعي عبىء ثقيل على سكنة واهالي تلك القرى ....وشكل خلل في البنية الاجتماعية والاقتصادية وشكل تواجدهم في زيادة ازمة السكن وارتفاع الايجارات واسعار البضاعة والمنتوجات الاستهلاكية الاخرى ... بعد ان سدت اسواق الموصل ابوابها بوجه الباعه وتجار القرى ، لانهم يخشون الذهاب الى الموصل تجنبا لتعرضهم ليد الارهابيين وقتلهم اواغتيالهم او اختطافهم ... ( اليس هذا حصار اقتصادي وظلم لهم من هذه الناحية...؟؟ ) ..بطبيعة الحال استغلوا بعض تجار الموصل هذا الوضع فقاموا هم بايصال تلك المواد الى قرى سهل نينوى وتامينها ولكن باسعار مرتفعة مما يعجز الكثرون من شرائها واقتنائها ...
للاسف ان بعض ابناء شعبنا ذهب الى القول ، واعتبران مايمر به شعبنا ليس الا ازمة وقتية ستزول ببعض الادعية والصلوات والقرابيين وينتهى الامر ، ولم ياخذوا بالحسبان بان قبل انتهاء من صلواتهم وادعيتهم ،سيكون شعبنا قد انتهى من ارضه .. واخرون ينظرون الى هذه الازمة وتلك الماساة على انها ازمة عامة وماساة يعاني منها كل العراق .. فبتظافر الجهود سوف تحل كل معاناة شعبنا ضمن حل معناة الاخرين ...وينسون بان شعبنا وعلى مر التاريخ قدم من التضحيات الوطنية ما لم يقدموه الاخرون ، ولا زال يقدم من اجل العراق العظيم ....والنتيجة انه في طريق الزوال .....
فالطروحات مختلفة ، والواقع يجب ان يقرأ بما هو عليه وما يعانيه شعبنا وليس باجتهادات ذاتية لاتمد للواقع بصلة ... لكي نتجنب الوقوع في احتمالات الخطا..وفق نظرية الخطا المحتمل. لان النوع الثاني من الخطا المحتمل .. الذي يتحقق عندما نقع في الاخطاء فنتوهم ونقرر ان لاشىء خاصة يحدث في الوقت الذي هناك شىء خاص يحدث ، فاذا اعتقدنا مثلا ان حبة الدواء لم تؤثر في المرض في حين تكون قد اثرت فية فعلا .. فاننا نرتكب خطا من النوع الثاني .. لذا يجب ايها السادة ان نتجنب ونتوخى الا نرتكب خطا من النوع الثاني هذا .. حين تعزى اهمية خاصة الى اثر مزعوم ....
ومع ذلك نقول قد يكون لكل مجتهد نصيب ،، الا ان الواقع سيبقى مدمرا لاهلنا .. فما الحل .اذا ... ؟؟ نتطرق الى ....
راى الكنيسة بهذا الصدد ...
في الفاتيكان جرت مباحثات بين البابا والرئيس الامريكي جورج بوش :
((يشيرالكاردينال بيرتوني الى أن مباحثات البابا والرئيس الأمريكي شددت على "الحاجة للدفاع عن قيم الحياة والأسرة والتربية" وتناولا عملية السلام والأوضاع في العراق وخاصة الأحوال "بالغة الصعوبة" التي يعانيها المسيحيون هناك .... وعبر بيرتوني في تصريحه عن القلق قائلا "ان الفاتيكان يعارض أي محاولة لعزل المسيحيين العراقيين فيما يشبه الغيتو" في اشارة الى مقترحات يجري تداولها حول تجميع المسيحيين هناك في منطقة خاصة بهم....))..... يتبع الجزء الثاني ..........

9 /8 /2007